ارتفعت حصيلة أعمال العنف في شمال لبنان، الخميس الى خمسة قتلى وستين جريحا نتيجة للاشتباكات التي وقعت بين مؤيدين للمعارضة ومناصرين للأكثرية فى طرابلس كبرى مدن شمال لبنان. وأوضحت مصادر أمنية محلية أن الاشتباكات زادت حدة مع ساعات ليل الأربعاء، مشيرة إلى استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة. وأشارت مصادر الجيش اللبناني أن قوات الجيش لم تتمكن بعد من الدخول إلى مناطق الاشتباكات بسبب أعمال القنص المستمرة والاشتباكات العنيفة، موضحة أنه "لهذه الأسباب فإن وقف إطلاق النار الذي أعلنه مفتي المدينة عند التاسعة من مساء الأربعاء لم يدخل حيز التنفيذ بعد". وكانت مصادر لبنانية ذكرت في وقت سابق أن اشتباكات اندلعت مساء الثلاثاء في منطقتي باب التبانة وبعل محسن بمدينة طرابلس وأسفرت عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة أكثر من 50 آخرين. وشوهدت قوات الجيش تحتمي وسط دوي لإطلاق النار والقنابل اليدوية في المنطقتين، بينما تطلق سيارات الإسعاف صفاراتها متوجهة صوبهما. وقال مسئولون أمنيون إن هذه الاشتباكات قضت على هدنة هشة لم تستمر سوى أسبوعين فقط. وأكدت مصادر طبية أن أكثر من 50 شخصا بينهم خمسة جنود لبنانيين أصيبوا في الاشتباكات التي قال المسئولون إنها اندلعت بعد انفجار ثلاث قنابل يدوية في شارع يفصل بين المنطقتين المتناحرتين في مدينة طرابلس ثاني أكبر المدن اللبنانية. وقالت تقارير الشرطة إن ضابطا بالشرطة أصيب أيضا بنيران قناص. وجرى التعرف على هوية قتيلين هما يوسف طرابلسي الذي تلقى رصاصة قناص في رأسه وليلى الشامي التي توفيت إثر إصابتها بنوبة قلبية بعد سقوط قذيفة مباشرة على شقتها. واستمرت الاشتباكات لساعات باستخدام الأسلحة الآلية والقنابل اليدوية بين المنطقتين. وكانت اشتباكات مماثلة وقعت الشهر الماضي في المنطقتين، مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة أكثر من 40 آخرين قبل أن تنتشر القوات الحكومية. وقال شهود عيان في المنطقتين إن حالة من الهدوء النسبي سادت بعد ظهر الأربعاء بعدما عززت قوات الجيش انتشارها، لكن نيران القناصة لا تزال تقطع الطرق المؤدية إلى كلتا المنطقتين. ويأتي تجدد القتال في الوقت الذي يكافح فيه رئيس الوزراء فؤاد السنيورة من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية سيتمتع فيها حزب الله بإمكانية عرقلة كافة القرارات الحكومية. ويتصاعد التوتر في المنطقتين المتناحرتين في طرابلس التي تبعد 50 ميلا شمال بيروت رغم الوجود الدائم لقوات الجيش والشرطة منذ التوصل لاتفاق هدنة في 23 حزيران/ يونيو الماضي. وكان أكثر من 82 شخصا قتلوا في بيروت مطلع أيار/مايو عندما اندلعت اشتباكات بين أنصار الحكومة والمعارضة لمدة أسبوع. ودفع ذلك باتجاه التوصل إلى اتفاق بين الفرقاء اللبنانيين وقع في العاصمة القطرية الدوحة في 21 أيار/مايو والذي نص على حظر استخدام الأسلحة في تسوية الخلاف السياسي. (د ب أ)