أجهزة بصمة الإصبع لإثبات حضور وانصراف الموظفين والتي انتشرت مرة واحدة كانتشار النار في الهشيم في الوزارات والدوائر المحلية وشركات القطاع الخاص تحولت إلى واحدة من أكثر القضايا المطروحة للجدل والنقاش بين موظفي الدوائر والوزارات خاصة بعد تناولها من قبل بعض وسائل الإعلام في المنطقة على أنها تسبب السرطان وتساعد في انتقال بعض الأمراض الجلدية من المرضى إلى الأصحاء. ورغم أن هذا الأمر لم يثبت علميا لغاية الآن، إلا انه سيكون من حق الموظفين الامتناع عن استخدام تلك الأجهزة في حال ثبوت ذلك وسيتعين على مسؤولي الوزارات والدوائر المحلية ومعهم القطاع الخاص إيجاد بدائل آمنة تحمي الموظفين من مخاطر انتقال العدوى إليهم. وفي الوقت الذي أكد فيه عدد من موظفي الدوائر المحلية والوزارات بدبي بأنهم يستخدمون تلك الأجهزة منذ فترات طويلة ولم يلحظوا أي تغيرات أو أمراض جلدية في أصابعهم أو أجسامهم، لم يستبعد أطباء الأمراض الجلدية تسببها في انتقال بعض الأمراض الجلدية ولكنهم استبعدوا تماما احتمالية تسببها بالسرطان. آراء رشاد حسن «موظف» قال إن نظام البصمة هو النظام الوحيد لضبط حضور وانصراف الموظفين، لأنه مرتبط آليا بالكمبيوتر وبالتالي لا يمكن التلاعب فيها وغض النظر عن موظف ومحاسبة الآخر. وأشار إلى أن النظام يحد من عملية الغياب والتأخير عن الدوام وساهم في إلزام الموظفين بالحضور في الوقت المحدد وبالتالي حقق الأهداف المرجوة. واستدرك أن النظام لا يثبت تواجد الموظف بمكتبه طيلة فترة الدوام ولكنه يبقى الأفضل. أما عن موضوع نقل الأمراض وتسببه بالسرطان فقال لم يثبت بعد أن لهذه الأجهزة مضار صحية أو إشعاعية، ولكن احتمالية انتقال بعض الأمراض الجلدية خاصة تلك التي تنتقل عن طريق الملامسة أو المصافحة من شخص مريض لشخص آخر سليم تبقى واردة. جميلة عبد الرحيم قالت: «النظام فاشل» لان الموظف لابد من أن يشعر بأنه ذاهب إلى عمله من غير قيود حتى ينجز عمله بدون خوف ولا يمكن المساواة بين الموظفين لمجرد بصمة فقد أتأخر عن الدوام يوميا ولكن قد أكون الموظف المثالي في أداء عملي وتطويره وانجاز العمل. وقالت إنها تشعر بحكة أحيانا في أصابعها ولكنها لا تعرف إن كان ذلك بسبب جهاز البصمة أو المنظفات التي تستخدمها في البيت لشطف الصحون وغسيل الملابس. ولم تخف جميلة تخوفها من استخدام نظام البصمة لدى سؤالنا لها وقالت طالما أن هناك آراء تؤكد تسببها في انتقال الأمراض الجلدية فهذا تأكيد على ذلك وسأطالب مسؤولي في العمل بإعفائي من التوقيع اعتبارا من الغد. أما حميد ناصر فيقول إن هناك مسؤولاً يمكن أن يحدد ويثبت وجود الموظف وتقييمه من التزامه بالعمل أو تطوير أدائه. وأضاف سبق وان سمعنا بان أجهزة بصمة أخرى تسبب السرطان ولكن لا يوجد لغاية الآن ما يؤكد ذلك وسمعنا أيضا عن المخاطر الصحية لأجهزة الهواتف النقالة والميكروويف ولكن كل ما يشاع عنها لا يعدو كونه اجتهادات لبعض الأطباء لم تصل إلى أدلة وبراهين تثبت بشكل قاطع صحة تلك الاجتهادات. أما الموظفة فاطمة صالح فتقول إن نظام البصمة جيد ومتطور ويحد من تلاعب الموظفين في الحضور والانصراف ويساوي أيضا بين الموظفين ولا اعتقد أن نظام البصمة لا يحد من عملية الغياب لان الموظف في كل الحالات إذا انقطع عن العمل يكتب به المسؤول كتاب غياب وبالتالي الموظف هو المسؤول عن حالات الغياب والانقطاع عن العمل. وأوضحت أن نظام بصمة الإصبع هو السائد حاليا في اغلب الوزارات وهو الأفضل لأنه يحد من تلاعب الموظفين في حال الحضور والانصراف والتي كانت تلاحظ أثناء نظام الكارت أو التوقيع اليدوي. وأعربت عن تخوفها من احتمالية تسبب هذه الأجهزة بالسرطان أو الأمراض الجلدية قائلة إذا ثبت صحة هذه الادعاءات فيجب سحبها فورا «لان ما فينا يكفينا». وكانت صحيفة «الندوة» السعودية قد ذكرت بان بعض الأجهزة الحكومية قد قامت بإلغاء نظام البصمة الالكترونية بعد مدة قليلة من تطبيقها في دوام حضور وانصراف موظفيها بعد أن ثبت لديها خطورة هذه الأجهزة على الصحة العامة ولا تزال بعض الأجهزة تواصل أعمالها في تطبيق هذا النظام. ويعتزم عدد من الموظفين رفع قضية على هذه الإدارات لدى ديوان المظالم للمطالبة بإلغاء هذا النظام من أجل الحفاظ على سلامة الجميع من الأخطار الجسيمة الناجمة عن استخدام هذه الأجهزة والتي من أبرزها مرض السرطان. ونقلت الصحيفة عن مدير عام الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس نبيل ملا قوله بان هذه الأجهزة غير مصرح بها من قبل الهيئة ولم تعط الهيئة أي تصريح لها. د. الهاشمي: تؤدي لانتقال بعض الأمراض الجلدية من المصابين لزملائهم في العمل تعتمد أجهزة البصمة على تقنية مستخدمة أساساً في كاميرات التصوير الرقمي وتعرف باسم Charged Couple Devices-CCD، حيث أن هذه الأجهزة الحساسة مغطاة بطبقة من السيلكون، وعندما يسقط الضوء القادم من الكف على مادة السيليكون ينبعث منها الكترونات حرة الحركة، وتشكل هذه الالكترونات الحرة تيارا يمكن قياسه لتحديد كمية الضوء الساقط على السيليكون. وتستخدم الأجهزة موجات الضوء العادي أو الأشعة تحت الحمراء كما في أجهزة التحكم عن بعد التابعة للتلفزيونات وأجهزة التكييف ومثيلاتها ولا يستخدم غيرها من موجات الصوت أو الميكروويف أو الأشعة السينية كما يعتقد. ويؤيده الدكتور مصطفى الهاشمي المدير التنفيذي لمستشفى البراحة واختصاصي الأمراض الجلدية زميله السابق في هذا الرأي قائلا «للأسف لا يوجد لدينا مراكز متخصصة بالدراسات والأبحاث ونعتمد في كافة الأمور الصحية على الدراسات العالمية ولغاية الآن لم اسمع عن دراسة تؤكد وبدليل قاطع تسبب أجهزة بصمة الإصبع بأمراض سرطانية. وقال هناك بعض الأشخاص مثلا في وزارة الصحة لا يستخدمون جهاز البصمة ولا ادري إن كان ذلك لتخوفهم من انتقال المرض أو لأسباب أخرى فهناك أشخاص لا يتم التعرف على بصمتهم ويتم بالتالي إعفاؤهم من البصمة ويكتفون بالتسجيل خطيا مواعيد حضورهم وانصرافهم. واستبعد الدكتور الهاشمي تسبب تلك الأجهزة بالسرطان ولكنه لم يستبعد احتمالية نقلها لبعض الأمراض الجلدية خاصة إذا كان هناك أشخاص لديهم مشاكل جلدية وتحديدا في الإصبع الذي تتم فيه البصمة من أشخاص مصابين إلى زملاء أصحاء لهم في العمل». يشار إلى أن عدداً من الوزارات والأجهزة الحكومية والمنشآت الخاصة قد بدأت منذ سنوات قليلة باستخدام نظام البصمة الالكترونية في دوام موظفيها حضوراً وانصرافاً وهذه البصمة هي عبارة عن شريحة زجاجية توضع راحة الكف عليها بالكامل أو بالإبهام أو السبابة ثم تمرر المعلومات للجهاز الكترونياً لإثبات الشخصية في الحضور والانصراف. وقال الدكتور إبراهيم كلداري أستاذ الأمراض الجلدية في كلية الطب في جامعة الإمارات إن ما يشاع حول المخاطر الصحية وتسبب أجهزة البصمة الالكترونية التي تستخدمها العديد من الوزارات والدوائر المحلية والشركات لإثبات حضور وانصراف الموظفين في دوامهم الرسمي وتسببها في أمراض السرطان غير صحيح ولم يثبت علميا، ولا يوجد هناك دراسات محلية أو عالمية حول المخاطر التي قد تتسبب بها تلك الأجهزة. ولكن الدكتور كلداري لم يستبعد احتمالية تسببها في انتقال بعض الأمراض الجلدية مثل الدمامل والفطريات من الموظفين المصابين بهذه الأمراض إلى الموظفين الأصحاء لان هذه الأجهزة الالكترونية تنقل حساسية تلامسيه بل قد يتعدى ذلك إلى نقل أمراض خطيرة مثل الجراثيم البكتيرية إذا كانت في الأصبع مثلاً. وأكد الدكتور إبراهيم كلداري أن هذه الأجهزة لا يترتب عليها أية أضرار صحية إذا روعيت الأساليب الصحية للنظافة والتعقيم لليد والجهاز تجنبا من انتقال بعض الأمراض الجلدية أو المعدية، فضلا على أن بعض الشركات المصنعة لهذه الأجهزة تؤكد على أنها آمنة وهناك آلية لتعقيم منطقة القياس باستمرار ضد الميكروبات. يحد من التلاعب%80 بصمة الإصبع سائدة حاليا في أغلب الوزارات وهو الأفضل لأنه يحد من تلاعب الموظفين بنسبة قدرها البعض ب 80% في حال الحضور والانصراف والتي كانت تلاحظ لاحظ أثناء نظام الكارت أو التوقيع اليدوي. تاريخ البصمة اكتشفها عالم تشريح عام 1823 في عام 1823 اكتشف عالم التشريح التشيكي «بركنجي» حقيقة البصمات ووجد أن الخطوط الدقيقة الموجودة في رؤوس الأصابع (البنان) تختلف من شخص لآخر، ووجد ثلاثة أنواع من هذه الخطوط: أقواس أو دوائر أو عقد أو على شكل رابع يدعى المركبات، لتركيبها من أشكال متعددة. وفي عام 1858 أي بعد 35 عاماً، أشار العالم الإنكليزي وليم هرشل إلى اختلاف البصمات باختلاف أصحابها، مما جعلها دليلاً مميزاً لكل شخص. وفي عام 1877 اخترع الدكتور «هنري فولدز طريقة وضع البصمة على الورق باستخدام حبر المطابع. وفي عام 1892 أثبت الدكتور فرانسيس غالتون أن صورة البصمة لأي إصبع تعيش مع صاحبها طوال حياته فلا تتغير رغم كل الطوارئ التي قد تصيبه، وقد وجد العلماء أن إحدى المومياء المصرية المحنّطة احتفظت ببصماتها واضحة جلية. وأثبت غالتون أنه لا يوجد شخصان في العالم كله لهما نفس التعرجات الدقيقة وقد أكد أن هذه التعرّجات تظهر على أصابع الجنين وهو في بطن أمه عندما يكون عمره بين 100 و120 يوماً». وتتكون بصمة الإبهام لدى الجنين في الأسبوع الثالث عشر (الشهر الرابع) وتبقى إلى أن يموت الإنسان، وإذا حفظت الجثة بالتحنيط أو في الأماكن الثلجية تبقى البصمة كما هي آلاف السنين دون تغيير في شكلها، وحتى إذا ما أزيلت جلدة الأصابع لسبب ما، فإن الصفات نفسها تظهر في الجلد الجديد.