الاهرام 25/6/2008 من الأخبار المهمة التي مرت مرورا عابرا خلال الايام القليلة الماضية قرار رئيس الوزراء الاسرائيلي المترنح ايهود أولمرت الابقاء علي رئيس الموساد المكلف بالملف النووي الايراني في منصبه لمدة عام آخر, وهناك خبر ربما علي نفس القدر من الأهمية ومتوقع حدوثه خلال الأيام القليلة المقبلة وهو زيارة رئيس الأركان الامريكي لاسرائيل وهي تطورات لها أهميتها في ضوء التصعيد الأخير ضد ايران والكشف عن استعدادات اسرائيلية جدية لضرب المنشآت النووية الايرانية, ورغم ما قيل عن أن اولمرت يستغل القضية الايرانية للتغطية علي أزمة السياسة الداخلية التي تعصف به إلا ان هذا التحليل يشوبه الكثير من المبالغة, فحديث اي مسئول اسرائيلي عن تدمير البرنامج النووي الايراني هو حديث استراتيجي يخدم المصالح الاسرائيلية العليا ولا يدخل في باب المناورات التكتيكية التي تخدم المصالح الشخصية الضيقة.. وربما كانت التهدئة مع حماس خطوة في هذا السياق. ولن يختلف الموقف إذا كان المسئول هو اولمرت او باراك او نيتانياهو او ليفني, ولنتذكر المفاعل النووي العراقي اوزيراك الذي قصفته ودحرته المقاتلات الاسرائيلية في مثل هذه الايام من صيف عام1981, وقتها قيل ان مناحم بيجين رئيس الوزراء الاسرائيلي آنذاك أقدم علي تلك الخطوة لترجيح كفة حزبه الليكود في انتخابات تشريعية, إلا ان ذلك لم يكن صحيحا حتي وان استفاد حزبه بالتبعية من هذا العدوان, فحرمان القوي الاقليمية من برامج نووية فاعلة هو هدف استراتيجي لإسرائيل بغض النظر عن الحزب الحاكم وتوجهاته السياسية الداخلية والخارجية. ولكن ما يستحق النقاش حقا هو مدي قدرة إسرائيل علي تدمير البرنامج النووي الايراني دون الحصول علي مساندة حقيقية من أطراف غربية علي رأسها الولاياتالمتحدة مع الأخذ في الاعتبار طبيعة القوة العسكرية الايرانية التي تختلف في الوقت الراهن بالقطع عن القوة العسكرية العراقية يوم قصف اوزيراك, الواقع ان هناك حقائق كثيرة تستبعد قدرة اسرائيل منفردة علي تنفيذ هذا الهجوم في ضوء حسابات الخسائر التي قد تلحقها, وأغلب الظن انها ستكون طرفا فاعلا مع آخرين للحد من الاضرار المحتملة عند وقوع الهجوم الذي يبدو انه بات محتوما رغم كل المناورات السياسية المحيطة حتي من الولاياتالمتحدة ذاتها وحديث الادارة الامريكية عن فتح مكتب لرعاية المصالح في طهران وربما يؤكد ذلك حديث جون بولتون إله التطرف اليميني في واشنطن عن ترجيح توجيه الضربة العسكرية الي البرنامج الإيراني قبل رحيل إدارة بوش نهاية العام الحالي واكتمال تهيئة المسرح الدولي لذلك سياسيا وعسكريا ولا عزاء للدكتور محمد البرادعي وحديثه عن كرة لهب جديدة في الشرق الاوسط!