شرع كبار منتجي النفط ومستلهكيه في العالم في حوار على مستوى جديد لكبح جماح أسعار النفط وذلك في اجتماع طاريء بمدينة جدة، لكنهم لم يتمكنوا من الخروج بحل سريع. وتعهدت السعودية الدولة المضيفة بضخ مزيد من النفط تلبية لطلب الدول المستهلكة لكنها قالت ان ذلك وحده لن يكفي لتهدئة سوق تقودها عدة عوامل دفعت الاسعار الاسبوع الثالث من يونيو2008 الى مستوى قياسي قرب 140 دولارا للبرميل. ولكن حتى التعهد قبل اجتماع الاحد بضخ مزيد من النفط لخفض الاسعار لم يبطئ صعود الاسعار. وقال العاهل السعودي الملك عبد الله في الاجتماع "في هذه الساعة الحرجة يجب أن يرتفع المجتمع الدولي الى مستوى المسئولية وأن يكون التعاون هو حجر الاساس في أي مجهود وأن نكون جميعا في نظرتنا الى الحاضر والمستقبل أصحاب رؤية انسانية عميقة شاملة تتحرر من الانانية الضيقة وتسمو الى افاق الاخاء والتكافل. وفي هذا وحده سر النجاح." وزاد سعر النفط الخام الى نحو مثليه خلال عام مما أشعل التضخم في أنحاء العالم وأثار احتجاجات من اسيا الى أوروبا. وقال يروين فان دير فير الرئيس التنفيذي لشركة "رويال داتش شل" "ما سمعته حتى الان أفكارا جيدة في مجملها لكنها لن تغير الاسعار على الارجح بين عشية وضحاها." واجتمع كبار المنتجين والمستهلكين وكبار المسؤولين في شركات الطاقة في جدة لمحاولة عكس اتجاه ما يعتبره البعض ثالث صدمة نفطية يتعرض لها العالم، ويعتزمون عقد اجتماع متابعة في لندن قبل نهاية 2008. وأكد البيان الختامي مرددا تصريحات سابقة للمستهلكين والمنتجين على أهمية زيادة الشفافية في أسواق النفط وتعزيز الاستثمار في الانتاج وموارد الطاقة المتجددة. وكان الرؤساء التنفيذيون لشركات النفط الكبرى واخرون من المجتمعين في جدة شاركوا في جلسة مماثلة عقدت في ابريل 2008 في روما لكن المنتجين والمستهلكين لم يتفقوا حينذاك على أن أسعار النفط بالغة الارتفاع. لكن مع زيادة أسعار النفط بما يقرب من 20 دولارا للبرميل منذ ذلك الحين أجمع المنتجون والمستهلكون على أن الاسعار شديدة الارتفاع، وكان الخام الامريكي اغلق الجمعة عند مستوى يقل قليلا عن 135 دولارا للبرميل. ويقول رؤساء شركات انه حتى اذا كان من المحتمل الا يكون هناك اي تأثير على السعر بشكل فوري فان الاجتماع حقق مستوى اعلى من الحوار. وقال كريستوف دو مارجري الرئيس التنفيذي لشركة "توتال" انه يوجد الان اتفاق على الحاجة الى جهد مشترك، مضيفا انه لم يعد الامر يتعلق بالمنتجين والمستهلكين فحسب، بل اصبح يتعلق بالجميع. من جهته قال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون "ما وصلنا اليه هنا ... اتفاقا على أن سعر النفط مرتفع جدا." وقال دبلوماسي اوروبي ان الاجتماع جاء مخيبا للامال الى حد ما، وان السعودية هي المنتج الوحيد الذي طرح اقتراحات ملموسة، اما جميع المنتجين الاخرين فقد ادلوا بتصريحات حول خطط مستقبلية بشأن طاقة الانتاج. وسترفع الرياض انتاجها الى 9.7 مليون برميل يوميا في يوليو/ تموز 2008 وهو أعلى معدل لانتاج السعودية في عقود وابدت استعدادها لرفع الانتاج اكثر، لكن وزير البترول السعودي علي النعيمي قال ان ذلك لن يؤدي على الارجح لتهدئة الاسعار. وقال النعيمي في كلمة انه يرى أن موازين العرض والطلب ومستويات انتاج النفط الخام ليست هي المحركات الاساسية لاوضاع السوق الراهنة، مضيفا أن الاسواق بها من الامدادات ما يكفي وأن على الجميع أن يفعل ما باستطاعته لتخفيف هذه الظروف الصعبة. ومضى قائلا "التركيز ببساطة على زيادة العرض لن يكبح جماح الاسعار الحالية." ويشارك معظم اعضاء أوبك وزير البترول السعودي في الرأي. وقال شكيب خليل رئيس أوبك ووزير الطاقة الجزائري "لا تتوقعوا حل هذه المشكلة في يوم." وتعقد أوبك اجتماعها القادم للنظر في سياستها الرسمية الخاصة بالانتاج في سبتمبر/ أيلول 2008. وليس هناك اجماع على سبب اسعار النفط المرتفعة التي لها تفسيرات كثيرة. وألقى وزراء أوبك مرارا باللوم على المضاربة ودفعوا بان تحول صناديق الاستثمار بشكل ضخم الى اسواق النفط واسواق السلع والذي ساعد في رفع الاسعار يجب السيطرة عليه. وقال بعض المستهلكين انه قد يكون هناك عنصر مضاربة لكن سام بودمان وزير الطاقة الامريكي قال "لا نستطيع العثور على دليل على ان المضاربين يدفعون اسعار العقود الاجلة (صعودا)." وفي الاونة الاخيرة رفعت دول من كبار الدول المستهلكة للنفط في اسيا ومنها الصين ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم أسعار الوقود المحلي الرخيصة التي يقول بعض المحللين انها ساهمت في نمو الطلب على نحو سريع. (رويترز)