ارتفع سعر الخام الأمريكي في التعاملات الأجلة الجمعة بأكثر من 4 دولارات معوضا النسبة الأكبر من خسارته نحو 5 دولارات الخميس في أعقاب قرار الصين رفع أسعار الوقود، في الوقت الذى طالبت فيه مسودة لزعماء الاتحاد الأوربي المفوضية بدراسة إمكانية اتخاذ تدابير ضريبية لتخفيف أعباء ارتفاع أسعار النفط. وصعد سعر الخام الأمريكي في عقود يوليو 3.60 دولار أي بنسبة 2.73 % الى 135.53 دولار للبرميل وجرى تداوله بين 131.19 دولار و136.08 دولار للبرميل وكانت الصين قررت رفع أسعار البنزين ووقود الديزل بنسبة تصل الى 18 % الخميس في خطوة مفاجئة أدت الى انخفاض أسعار النفط بهدف الحد من الطلب. وهذه هي أول زيادة في أسعار الوقود في البلاد في ثمانية أشهر. والزيادة الحادة في استهلاك الطاقة في الصين هي أحد الاسباب الرئيسية للاتجاه الصعودي الذي تشهده أسواق النفط منذ ست سنوات، والذي قفز بالاسعار لتتضاعف حوالي سبع مرات وتسجل سلسلة مستويات قياسية كان اخرها قرب 140 دولارا للبرميل في وقت سابق من يونيو 2008. وأظهرت أسعار الوقود المرتفعة علامات بالفعل على اضعاف الطلب في دول مستهلكة مثل الولاياتالمتحدة وبريطانيا، في حين خفضت اقتصادات صاعدة مثل الهند الدعم للوقود. وجاءت الخطوة الصينية قبل يومين من اجتماع استثنائي بين منتجي ومستهلكي النفط في السعودية لمناقشة الصعود الحاد لاسعار الخام، والتي قال البعض ومنهم وزير الطاقة الامريكي قبل أسابيع قليلة فحسب ان من أسبابها الدعم الذي تقدمه الحكومات في دول مثل الصين لتحمي المستهلكين من ارتفاع التكاليف. يأتى ذلك فى الوقت الذى ذكرت فيه مسودة بيان ينتظر أن يصدر عن القمة الاوروبية ان زعماء الاتحاد الاوروبي سيطلبون من المفوضية الاوروبية الجمعة دراسة امكانية اتخاذ تدابير ضريبية لتخفيف أعباء ارتفاع أسعار النفط وتقديم تقرير عن هذه الدراسة في أكتوبر/ تشرين الاول 2008. وأكدت المسودة على أنه يجب تحاشي التدخلات المالية والسياسية لانها تحول دون تكيف الشركات والمستهلكين مع ارتفاع أسعار الطاقة. وعلي صعيد متصل صرح شكيب خليل رئيس منظمة أوبك لوكالة الأنباء الجزائرية ان مطالب الدول المستهلكة بأن تزيد المنظمة امدادات النفط "غير منطقية وغير معقولة". وأضاف ان اجتماع جدة سيوضح المواقف بشأن الاسباب وراء زيادة أسعار النفط، مشيرا الي ان المضاربة والتوترات السياسية ومحدودية طاقة التكرير هي أهم الاسباب وراء ارتفاع الاسعار. واوضح انه تلقى الدعوة لحضور الاجتماع بصفته وزير الطاقة الجزائري وهو ما يعني انه ليس لديه تفويض من أوبك لاتخاذ موقف باسم المنظمة. واكد خليل الذي يشغل كذلك منصب وزير الطاقة الجزائري انه لن يكون هناك قرار من جانب أوبك في اجتماع السعودية. وقال خليل معلقا على تقارير صحفية عن أن السعودية رفعت انتاجها ان الإعلام أعلن عن زيادة 300 الف برميل يوميا في إنتاج السعودية، ولم يكن لها اثر على السوق مشيرا إلى ان سعر البرميل قرب 136 دولارا، لا يعد مشكلة. وتابع ان إنتاج اوبك يمثل 40 % من اجمالي الإنتاج العالمي في حين ان من اكبر المنتجين الولاياتالمتحدة والنرويج وروسيا وهم ليسوا من أعضاء أوبك. (رويترز)