أكد الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر الأربعاء أنه لا يوجد بين خريجي الجامعة أى متطرفين أو متشددين بفضل التراث التعددي الذى يميز الدراسة بالجامعة مما أعطى لمصر انفتاحا وقبولا لتعدد الآراء. وأشار الدكتور الطيب خلال لقاء بعدد من المثقفين بمعهد العالم العربى بباريس أن الدارسين فى جامعة الأزهر لهم حق اختيار دراسة العلوم الشرعية على مذهب الإمام الشافعى أو الإمام مالك أو الإمام أبى حنيفة..كل حسب اختياره لإثبات أن هناك أكثر من رأى وأن كلها أراء صحيحة فى إطار التعددية. ولفت الدكتور الطيب أن مصر كلها تتسم بالتعددية حيث إن صعيد مصر يميل إلى مذهب الإمام مالك بينما يتعبد أهل القاهرة على مذهب الإمام الشافعى ويميل أهل الوجه البحرى إلى مذهب الإمام أبو حنيفة. وفى هذا الإطار لفتت أيضا الدكتورة نادية مصطفى أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة وعضو وفد علماء المسلمين الذى يزور باريس حاليا أن هذا الأمر يأتى فى إطار الصراعات القائمة بالمنطقة وفى إطار مخططات لتجزئة العالم العربى والإسلامى من خلال استخدام أوراق عديدة منها "السنة والشيعة" و"العرب والأكراد" و"المسلمين والمسيحيين" فى لبنان و "العرب والأفارقة" فى السودان و"العرب والأمازيغ" فى دول المغرب العربى. وفى هذا الصدد أيضا دعا الدكتور محمد الشحات الجندى الأستاذ بكلية حقوق جامعة حلوان إلى إثارة هذا الموضوع ومعالجته فى إطار منظمة المؤتمر الإسلامى من أجل تجاوزه ومن أجل الحفاظ على وحدة الأمة الإسلامية والأمة العربية حيث إن المنطقة تعد أكثر المناطق اشتعالا بالصراعات فى العالم. كما دعا الدكتور الشحات أيضا معهد العالم العربي إلى لعب دور فى هذا الصدد فى نطاق فرنسا وأوربا باعتباره حلقة الوصل فى تعريف الجمهور الفرنسي بالثقافة العربية التى يعد المكون الإسلامى عنصرا أساسيا فيها. ومن ناحية أخرى انتقد الدكتور أحمد الطيب ازدواجية الغرب عندما يتحدثون عن حرية التعبير إذا ما كان الأمر يتعلق بالإساءة للإسلام بينما يوجد لديهم قانون لمعاقبة كل ما يعتبرونه معاداة للسامية من قريب أو من بعيد، وأكد أن الغرب يدرك أن المسلمين ليسوا إرهابيين ولكنه يروج لهذا الأمر بسبب مصالح اقتصادية ولفرض نوع جديد من الاستعمار على العالم الإسلامى. وأشار الدكتور الطيب أن كلمة "السيف" رغم انتشارها عند العرب ووجود العديد من المرادفات لها ليس لها وجود فى القرآن ولم يأت ذكرها ولو لمرة واحدة. ومن جانبه لفت الدكتور عبد المعطى بيومى الأستاذ بجامعة الأزهر أن الأزهر كان أول مؤسسة فى العالم تدين أحداث الحادى عشر من سبتمبر عام 2001 وأول من استنكر ضرب مركز التجارة العالمي رغم كل الرفض للسياسات الأمريكية. وأكد الدكتور بيومي على أن كل فتوى تبيح العنف أيا كان السبب هى فتوى باطلة مشددا أن الإسلام دين سلم وأن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام لم يأمر الصحابة أبدا بالعنف حتى عندما كانوا يتعرضون للاضطهاد. ولفت الدكتور بيومى أن عقيدة المسلم تقوم على الإيمان بكل الرسل والديانات السماوية كما أن الإسلام يكفل حرية التعبير وحرية العقدية فلا إكراه فى الدين. (ا ش ا)