الاهرام 17/06/2008 لابد أن تندهش كيف أن كلمات فصيحة اختفت عشرات أو مئات السنين, ثم ظهرت فجأة كأنها أحد النيازك التي دارت في الفضاء طويلا ثم اقتربت من الأرض, لماذا؟ كيف؟! ولغرابة هذه الكلمات فاننا نتخيل أنها شاذة من اختراعنا ونكتشف أنها كلمات فصيحة, وقد ظهرت علي ألسنة العوام, أو علي ألسنة الشباب ثم ظهرت في الأفلام والأغاني... مثلا نقول: المزة بضم الميم أي البنت الحلوة... ونقول المزز أي البنات الجميلات, والذي لا تعرفه أن هذه الكلمة عربية فصيحة. ففي القاموس: أن المز بفتح الميم أي أحسن الأشياء وأفضلها. ونقول: مز ومزز ومزازة, والخمر أيضا هي المز أو الشراب اللذيذ, ونقول: مزيت فلانا علي فلان... أي جعلته أفضل. أو فضلته علي فلان. ونقول: مز يمز مزا أي يمتص الشراب والمزمزة والبزبزة أي تحريك الشراب في الفم, ونقول مزمزوه أي حركوه في أفواههم. ونقول: الهبر أي قطع اللحم, ونقول هبرت أي أخذت قطعة كبيرة. وتجيء هذه الكلمات في اللهجة العامية, وتبدو كأنها من اختراعنا, والحقيقة أنها عربية فصيحة... ونقول: هبش يهبش وهو هباش, وهم هباشة, ونقصد أنهم يخطفون الأشياء, والكلمة فصيحة ومعناها في الأصل السعي وراء الرزق, فهو يهبش أي يعمل من أجل أن يعيش... وليس الغرض من هذه الكلمة تحقير أحد أو تحقير العمل نفسه! وهناك كلمات اتخذت الشكل العربي, وهي كثيرة جدا, ففي الصعيد يقولون: البلينة يعني الفرخة.. وهي إيطالية الأصل: ففي الإيطالية: جالينا يعني الدجاجة, والديك جالو.. وغير ذلك كثير!