هاجم مسئولون دفاعيون وزعماء سياسيون اسرائيليون نائب رئيس الوزراء شاؤول موفاز الاحد بعدما هدد بمهاجمة ايران واتهموه باستغلال التوتر الاقليمي لتعزيز طموحاته الشخصية. كان موفاز قد قال في مقابلة صحفية الاسبوع الماضي ان الضربات الاسرائيلية ضد ايران تبدو امرا "لا مناص منه" بالنظر للتقدم في الخطط النووية الايرانية. وموفاز قائد عسكري سابق وهو من كبار المنافسين حاليا في حزب كديما لرئيس الوزراء ايهود اولمرت الذي تحوطه المشاكل. واشار البيت الابيض الى ان موفاز يتحدث عن خشية الدولة اليهودية من الجمهورية الاسلامية لكن مسؤولين بوزارة الدفاع الاسرائيلية اشاروا الى صراع على السلطة يعصف بحزب كديما المنتمي لتيار الوسط في حين يكافح اولمرت فضيحة رشا. وقال نائب وزير الدفاع ماتان فيلناي لراديو اسرائيل "تحويل واحدة من اكثر القضايا الامنية استراتيجية الى لعبة سياسية واستخدامها لاغراض داخلية لحملة مستقبلية في كديما هو شيء لا يجب ان يحدث." ونقلت الاذاعة الحكومية عن مسؤول دفاعي كبير اخر قوله ان تصريحات موفاز "لا تعكس السياسة" كما انها "تخاطر بأن تزيد الصعوبة بالنسبة لاسرائيل في اقناع مزيد من الدول بتصعيد عقوباتها ضد ايران." ورغم ان ايران تنفي السعي لامتلاك اسلحة نووية الا ان التصريحات النارية من حكومتها ضد اسرائيل تمثل تحديا للزعماء الاسرائيليين الذين يكون عليهم طمأنة مواطنيهم وفي نفس الوقت محاولة الحفاظ على التناغم مع المصالح الامريكية في الشرق الاوسط. ومن المعروف ان اسرائيل تمتلك الترسانة النووية الوحيدة في المنطقة. وقصفت الدولة اليهودية مفاعلا عراقيا عام 1981 وفي سبتمبر/ايلول الماضي قصفت هدفا سوريا تصفه ادارة بوش بأنه منشأة نووية سرية وهو ما تنفيه دمشق. لكن كثيرا من المحللين المستقلين يقولون انه يصعب على اسرائيل بمفردها التعامل مع المواقع النووية الايرانية بسبب تعددها وتحصينها وتباعدها. وهددت ايران من جانبها بالرد على اي هجوم بقصف صاروخي ضد اسرائيل والاصول الامريكية في الخليج. وخصصت صحيفة معاريف الاسرائيلية اليومية واسعة الانتشار صفحة كاملة لنتائج تصريحات موفاز في المقابلة التي اجرتها معه صحيفة "يديعوت احرونوت" المنافسة. وبدت اراء معاريف واضحة من عناوين مثل "فم كبير" و"ضرر مؤكد" و "كيد مرتد". وكتب بن كاسبيت في صحيفة معاريف "لو كان موفاز وزير دفاع اليوم لطلب اقالة وزير النقل على الفور." واضاف "فجأة اصبح (الرئيس الايراني محمود) احمدي نجاد هو المجني عليه. ايران في موقف دفاعي ازاء اليهود المجانين." وعبر المحلل الاقتصادي في يديعوت احرونوت سفير بلوتزكر عن رأي مماثل واشار الى مفارقة ان موفاز يقدم في نفس الوقت دعما لايران رابع اكبر منتج للنفط في العالم. وقال "الثرثرة عن كيف (سنهاجمكم وندمركم) لن تردع صناع القرار في طهران وانما ستدفع اسواق النفط الى الجنون... ومن المستفيد من ذلك.. طهران (رويترز)