يستمر غلاء الغذاء والإيجارات في دفع التضخم بالسعودية نحو مستويات قياسية ليسجل 10.5 % في إبريل/ نيسان 2008 وهو أعلى مستوى له في 27 عاما على الأقل. وأظهرت بيانات حكومية السبت أن مؤشر تكلفة المعيشة في أكبر اقتصاد عربي سجل 115.2 نقطة في 30 إبريل/ نيسان 2008 مقارنة مع 104.3 نقطة قبل عام. ومثل معظم جيرانها في أكبر منطقة مصدرة للنفط في العالم فإن السعودية تربط عملتها (الريال) بالدولار الأمريكي الذي هبط إلى مستويات قياسية أمام اليورو وسلة من العملات الرئيسية. وقالت ماري نيقولا الخبيرة في اقتصادات الشرق الاوسط ببنك ستاندرد تشارترد في دبي، ان عوامل محلية مثل ارتفاع الايجارات ودولية مثل غلاء الغذاء تلعب دورا في اذكاء التضخم لكن المحرك الرئيسي هو وضع العملة. وتعتمد المملكة علي استيراد أغذية كثيرة في مقدمتها الأرز الذي استوردت منه في 2007، 960 ألف طن مما يجعلها سادس أكبر مستورد للارز في العالم وفقا لبيانات لوزارة الزراعة الأمريكية. وتضرب زيادات الأسعار منطقة الخليج العربية حيث تسجل الاقتصادات نموا قويا مع تضاعف أسعار النفط ست مرات تقريبا على مدى الأعوام الستة الماضية. ويرغم الارتباط بالدولار الدول الخليجية عدا الكويت على أن تحذو حذو الولاياتالمتحدة في خفض أسعار الفائدة، فضلا عن أن هبوط الدولار إلى مستويات قياسية جعل الواردات أكثر تكلفة. وأرجعت نيقولا زيادة الإيجارات إلى نمو المعروض النقدي، فقد تسارع المعروض السنوي من النقود في الممكلة إلى أعلى مستوي له في 14 عاما على الأقل في فبراير/ شباط وهو اتجاه دفع المصرف المركزي إلى زيادة متطلبات الاحتياطي بالبنوك ثلاث مرات منذ نوفمبر تشرين الثاني إلى 12% من 7%. (رويترز)