في الوقت الذي يواصل فيه النفط الخام تحطيم ارقامه القياسية ليلامس عتبة 135 دولارا للبرميل، تحاول كل من الولاياتالمتحدة أكبر مستهلك للطاقة ومنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك تبرئة نفسها من تحمل مسؤولية الصعود الكبير للخام. فتلقي الولاياتالمتحدة باللوم علي أوبك مطالبة اياها بتوفير مزيدا من الامدادات للسوق، وهو ما طالبت به الدولة العظمي مرارا علي لسان رئيسها جورج بوش الذي دعا العاهل السعودي لزيادة الانتاج مرتين كان آخرهما أثناء زيارته للمنطقة في مايو/ ايار 2008. ومن ناحية أخري، أرجع سام بودمان وزير الطاقة الامريكي الكونجرس غلاء النفط - الذي قفزت اسعار بحوالي الثلث منذ مطلع عام 2008- الي عجز الانتاج العالمي عن مجاراة الطلب. وأكد ذلك من خلال تأكيده أمام أعضاء لجنة مجلس النواب الفرعية الخاصة باستقلال الطاقة والاحتباس الحراري أن جزءا من الحل طويل الاجل لمشاكل بلاده بخصوص الطاقة تكمن في زيادة الانتاج المحلي من النفط وانه ينبغي للكونجرس أن يسمح بالتنقيب في المحمية القومية للحياة البرية في المنطقة القطبية الشمالية الواقعة في ولاية الاسكا. وشدد الوزير الامريكي علي ان قرار السعودية بزيادة انتاجها النفطي بواقع 300 ألف برميل يوميا مفيدة لكنها تبقى غير كافية لتهدئة أسعار الخام التي تشهد زيادات حادة. وعلي الوجه الآخر للعملة، اكد امين عام منظمة اوبك عبد الله البدري ان سوق النفط "جن جنونها" بالكامل والقي بمسؤولية ارتفاع اسعار النفط علي المضاربين والكساد الاقتصادي في الولاياتالمتحدة وتدهور قيمة الدولار. وشدد علي أن المنظمة مُستعدة للتحرك إذا تطلب الأمر، لكن السوق لا تحتاج لضخ مزيدا من الامدادات، وليس بوسع المنظمة عمل شيء لخفض أسعار الخام التي تواصل تسجيل مستويات قياسية علي الرغم من آثار ذلك علي البلدان الفقيرة وضغوط من المستهلكين لزيادة الانتاج. وتضم سلة أوبك 13 نوعا من النفط الخام، وهي خام صحارى الجزائري وجيراسول الأنجولي وميناس الإندونيسي والإيراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي وخام التصدير الكويتي وخام السدر الليبي وخام بوني الخفيف النيجيري والخام البحري القطري والخام العربي الخفيف السعودي وخام مربان الإماراتي وخام بي.سي.اف 17 من فنزويلا واورينت من الإكوادور. الانتاج خارج أوبك غير كاف وعلي نحو آخر، اكد وزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل الذي يتراس حاليا منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك ان تراجع انتاج النفط في الدول غير الاعضاء في المنظمة مثل روسيا والنروج والمكسيك ساهم في ارتفاع الاسعار. واضاف خليل ان لقرار المملكة العربية السعودية بالتوقف عن استغلال حقول نفطية جديدة اعتبارا من 2009 ساهم دورا في ارتفاع اسعار النفط. وتوقع خليل ان يرتفع استهلاك المواد النفطية في الولاياتالمتحدة في المدى المنظور بسبب الوعود الانتخابية لمرشحي الانتخابات الرئاسية الامريكية المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2008 بخفض الضرائب المحلية علي الوقود. ومن جهته، قال توني نونان مدير إدارة المخاطر لدى مؤسسة ميتسوبيشي كورب، إن عدم نمو الإمدادات مازال هو الهاجس الرئيسي بالسوق، ملقيا باللوم علي منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" التي دعاها لتفتح الصنابير، واستطرد قائلا إن أوبك لا يمكنها أن تفعل ذلك للابد كما أن النمو من خارج أوبك ليس كافيا. وأظهر مسحا لرويترز الخميس لأراء 12 محللا، أن إنتاج النفط من خارج أوبك سيظل دون 50 مليون برميل يوميا خلال 2008، ليبلغ 49.56 مليون برميل يوميا وهو مستوى أقل من التوقعات السابقة.