ازداد بشكل لافت للنظر عدد المطاعم والمقاهي العربية في العقد الأخير في العاصمة الألمانية برلين، التي يقرب عدد سكانها من أربعة ملايين نسمة. وعلى الرغم من أنها تقدم جميعها نفس الوجبات كالفلافل والشاورما، إضافة إلى الشيشة، إلا أنها تختلف في طريقة تقديم الخدمات لزبائنها. فمنها من حافظ بشكل كامل على العادات والتقاليد العربية، ومنها من مزج عاداته العربية بالعادات الألمانية، ومنها من اتجه تماماً نحو العادات الألمانية. فمقهى أم كلثوم مثلاً الواقعة في شارع "الزونن آليه" وهو شارع يتميز بكثافة الوجود العربي فيه، تعتبر أول مقهى عربي في برلين، فقد افتتحت عام 1998 وتفردت بطابعها العربي ،ومعظم روادها من العرب، الذين يقصدوها ليعيشوا أجواء المقاهي العربية الشعبية، إذ يبلغ عدد العرب في برلين بضعة عشرات الآلاف. أما مقهى شهرزاد فتتخذ منحى آخر، إذ يمكن إدراجها تحت "شيشة بار"، التي تعد موضة دارجة هذه الأيام. والشيشة بار عبارة عن مقهى على الطراز الغربي ولكنها تتميز أنها تقدم لزبائنها الشيشة الشرقية. وقد أراد صاحب المقهى الذي يقع في حي "برنتسلاور برج" ذي الغالبية الألمانية منذ البداية أن يتوجها للزبائن الألمان في المقام الأول، فجاء تصميم المحل شرقياً خالصاً أما ما يقدمه من مشروبات كحولية وكوكتيلات فكان غربياً بامتياز. ويحتل مطعم سنابل في حي "كرويتسبيرج"، موقعاً وسطاً، فهو يرى أنه لابد من المزج بين التقاليد العربية و الألمانية وهو حسب رأيه سر نجاحه. ويبدأ المزج عند محمود بألوان المطعم ولوحاته وطاولاته ويصل هذا المزج إلى خلطات الأكل الشرقي كالفلافل مثلاً. وعلى الرغم من وجود فوارق شتى بين النماذج الثلاث المذكورة إلا أن ثمة قواسم مشتركة تجمعها سوى تتمثل بالموقع الحيوي داخل العاصمة برلين والموسيقى العربية وكرم الضيافة. (د ب أ)