أمهل الوسطاء العرب الفرقاء اللبنانيين حتى يوم الأربعاء للاتفاق على اقتراح من اقتراحين طرحا لتسوية الأزمة السياسية التي تعصف بلبنان منذ 18 شهرا و كان أحمد بن عبدالله المحمود وزير الدولة القطري للشئون الخارجية قد أعلن الثلاثاء أن اللجنة الوزارية العربية قدمت اقتراحين "يمثلان الحل الأمثل" للأزمة اللبنانية على الطرفين لكى " تتم الموافقة على أحدهما" ومددت المحادثات حتى الاربعاء بناء على "طلب أحد الطرفين". وفى محاولة أخيرة لإنقاذ المحادثات من الفشل ، كثف الوسطاء العرب بقيادة قطر جهودهم لإنقاذ المفاوضات بين الحكومة التي تدعمها الولاياتالمتحدة ، والمعارضة بقيادة حزب الله ، وذلك بعد تعرض المفاوضات لعدة انتكاسات الإثنين. وقد بدأ الوقت ينفد أمام الزعماء اللبنانيين المتناحرين للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الأزمة التي تحيق ببلادهم منذ 18 شهرا مع استعداد الوسطاء العرب لمغادرة المحادثات خلال ساعات ، وقال دبلوماسي عربي كبير الثلاثاء "نبذل محاولة أخيرة للتوصل إلى اتفاق." وأعلن وزير الشباب والرياضة اللبناني أحمد فتفت من الأكثرية الثلاثاء أن قطر بصدد إعداد اقتراح ثالث وأخير سيعرض على فريقي النزاع تحت شعار "إما أن تقبلوه كما هو أو ترفضوه". وقال فتفت في تصريح صحفي "قدم الوسيط القطري خلال فترات الحوار حتى الآن اقتراحين للحل ووافقنا عليهما ، وسيعرض اقتراحا ثالثا الثلاثاء تحت شعار (إما أن تقبلوه كما هو أو ترفضوه). ومن المقرر أن يعقد رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني مؤتمرا صحفيا لعرض هذا الاقتراح، ويتوجه بعد ذلك إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة في اجتماع لدول الخليج العربية. ويتنامى الضغط على الفرقاء اللبنانيين للتوصل إلى اتفاق قبل سفر مضيفهم وقال أعضاء من الوفود إن المحادثات يمكن أن تستأنف لاحقا إذا لاح الاتفاق في الأفق. وكان الشيخ حمد قد قدم مقترحات الأحد بشأن تقاسم السلطة في حكومة جديدة وكان من المتوقع التوصل إلى تسوية بشأن القانون الانتخابي الجديد الإثنين ، وكان الاتفاق بشأن تلك النقاط سيمهد الطريق أمام البرلمان اللبناني لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للبلاد ليشغل المنصب الخالي منذ نوفمبر تشرين الثاني الماضي. لكن بيان زعماء المعارضة بعد اجتماع الإثنين رفض المقترحات وكرر مطالبهم القائمة وخيب أمل الائتلاف الحاكم وألقى بظلال من الشك على المحادثات. وقد بدأت محادثات الدوحة لمنع لبنان من الانزلاق إلى صراع طائفي وإنهاء الأزمة المستمرة منذ 18 شهرا بعد أن تدخلت جامعة الدول العربية الأسبوع الماضي لإنهاء أسوأ قتال داخلي في لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 ، وليس هناك جدول زمني لمحادثات قطر لكن المسئولين العرب أوضحوا أنهم لن يبقوا في الدوحة إلى أجل غير مسمى. ولاتزال المباحثات متعثرة بشأن تقسيم الدوائر الانتخابية في بيروت معقل تأييد الزعيم السني سعد الحريري الذي تربطه روابط وثيقة بالسعودية والمنتمي للائتلاف الحاكم الذي تدعمه الولاياتالمتحدة. (رويترز)