حانت أخيرا اللحظة التي انتظرها الكثير من عشاق السينما طويلا في كل أنحاء العالم حيث كشف المخرج الأمريكي المحنك ستيفن سبيلبرج عن الجزء الرابع من سلسلة أفلام "إنديانا جونز" الناجحة في مهرجان كان السينمائي. ومرت قرابة 20 عاما على عرض الجزء السابق من أفلام إنديانا جونز. وقال سبيلبرج في مؤتمر صحفي قبل عرض الفيلم الأحد: "لقد انتقل إنديانا جونز من حقبة ما قبل الحرب إلى العصر الذري." والفيلم الجديد "إنديانا جونز ومملكة الجمجمة البلورية" - شأنه في ذلك شأن الأجزاء الثلاثة السابقة- من بطولة هاريسون فورد الذي يجسد شخصية عالم الآثار الذي يتحول إلى بطل حركة وإثارة في الفيلم الذي فرض عليه نطاق شديد من السرية قبل عرضه في مهرجان كان. وأضاف أنه ظل يحاول إقناع فورد منذ عام 1994 بتقديم جزء جديد من سلسلة أفلام إنديانا جونز. وفي إشارة إلى مدى نجاح الفيلم في جذب خيال أجيال من رواد السينما منذ طرح الجزء الأول من السلسلة عام 1981, تجمع مئات الأشخاص أمام دار السينما في كان وهم يحملون لافتات تطالب بالحصول على تذاكر لمشاهدة فيلم : "إنديانا جونز ومملكة الجمجمة البلورية". وبدلا من مواجهة النازيين في الثلاثية الأصلية، يجد إنديانا جونز نفسه هذه المرة في مواجهة مجموعة من الروس الشيوعيين بقيادة العالمة المسيطرة إرينا سبالكو التي تقوم بدورها الممثلة الإسترالية كيت بلانشيت. وتدور أحداث الفيلم عام 1957 أثناء الحرب الباردة مع تبلور سباق التسلح بشكل سريع, ويتسابق إندي وإرينا سبالكو للعثور على جمجمة غامضة تعود إلى عصور ما قبل كريستوفر كولومبوس في أحراش بيرو. وفي دليل على مقدار الترقب لمشاهدة الفيلم, بدأ الصحفيون في التصفيق مع بدء ظهور أسماء فريق العمل بالفيلم على الشاشة. وقد تردد الحديث عن أن هاريسون فورد وهو في الخامسة والستين من عمره ربما يكون كبيرا على أداء دور بطل حركة ومغامرات. وبالفعل فإن الفيلم يتخلله حوار حول عمر إنديانا جونز حيث يقول جونز في بداية الفيلم: "لم نعد صغار السن كما كنا من قبل". وقد تمسك القائمون على فيلم "إنديانا جونز ومملكة الجمجمة البلورية" بأن مجرد رؤية إنديانا جونز وهو يرتدي قبعته التقليدية ويحمل سوطه, سيحرك القلوب ثانية. ولكن في مملكة الجمجمة البلورية, لا يبدو أن إندي يتمتع بنفس البريق الذي صاحبه في الأجزاء الثلاثة الأولى من السلسلة. ففي النهاية, بدت الاستجابة للعرض الأول للفيلم في مهرجان "كان" ضعيفة حيث تبعها تصفيق محدود للفيلم الذي استغرق ساعتين وبلغت ميزانيته 125 مليون دولار. وكانت الأجزاء الثلاثة الأولى من الفيلم قد حققت أكثر من مليار دولار ولم يقدم سبيلبرج إجابة صريحة بشأن ما إذا كان يعتزم إخراج جزء جديد من الفيلم أم لا. وهذه هي المرة الأولى التي يحضر فيها سبيلبرج مهرجان كان منذ عام 1982 عندما تم عرض فيلمه "إي تي". (د ب أ)