شهدت السيدة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية والسيدة لورا بوش قرينة الرئيس الأمريكى جورج بوش الأحد جلسة عن مكافحة سرطان الثدي بمنتجع جراند روتانا بشرم الشيخ. وقد تم خلال الجلسة استعراض الجهود التي قامت بها كل من وزارتي الصحة والسكان والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتقديم خدمة صحية أفضل للمواطنين في المناطق النائية من خلال استخدام أحدث تقنيات تكنولوجيا المعلومات للتشخيص عن بعد للأمراض الخطيرة وفى مقدمتها مرض سرطان الثدي، وذلك في إطار برامج الصحة الألكترونية التي تسعى وزارة الصحة المصرية إلى توسيع نطاق استخدامها. وأكدت السيدة سوزان مبارك -في كلمة لها خلال الجلسة-أن العمل معا كشركاء لإنقاذ حياة الكثير من النساء هو بالفعل قضية نبيلة، مشيرة إلى أن المبادرة تتعلق بإنقاذ الأرواح وحماية العائلات من فقد أحبائها. وقالت "إن تجمعنا اليوم هو مناسبة خاصة نحتفل خلالها بالتزامنا بمكافحة سرطان الثدي، وإعطاء انطباع اجتماعي أكبر بالنسبة للنساء المصابات بسرطان الثدي من خلال تعزيز الوعي بشأن المسائل المتعلقة به." واستهلت السيدة سوزان مبارك كلمتها بالترحيب بحضور السيدة لورا بوش خلال أول زيارة لها إلى شرم الشيخ وعبرت عن شكرها لاهتمامها بصحة النساء بشكل عام ومبادرتها لدعم حملات مكافحة سرطان الثدي في دول الشرق الأوسط بشكل خاص. وأوضحت السيدة سوزان مبارك أن العقود الأخيرة شهدت بلا شك زيادة غير مسبوقة في المعرفة العلمية والتكنولوجية مما أدى إلى تفهم أفضل لكيفية الحفاظ على صحتنا وتعزيزها والوقاية من هذا المرض. وأضافت أنه بالرغم من ذلك يبقى سرطان الثدي عبئا صحيا رئيسيا، فمازال سرطان الثدي الصورة الأكثر شيوعا للأورام التي تصيب النساء في كل من البيئات المرتفعة الدخول والمنخفضة الدخول على نطاق عالمي. وأشارت إلى أن النساء شهدن خلال العقود القليلة الماضية زيادة منذرة في معدلات الإصابة بسرطان الثدي في معظم دول ومناطق العالم وخاصة في الدول النامية. وقالت قرينة الرئيس إن تغيير أنماط فترات إنجاب الأطفال والرضاعة الطبيعية من الثدي والعوامل المتعلقة بالوجبات الغذائية ومن بينها البدانة وتراجع الأنشطة البدنية عوامل رئيسية في زيادة معدلات الإصابة بسرطان الثدي، لكن مصدر القلق الرئيسي هو التفاوت في معدلات الوفيات بين الدول النامية والمتقدمة. وأشارت إلى أن التشخيص المبكر عبر الفحص الدوري وزيادة الوعي بالمرض وأعراضه إلى جانب التقدم الرئيسي في علاج سرطان الثدي كل هذه العوامل أدت إلى تحسن كبير في معدلات النجاة من المرض، وكذلك إلى الانخفاض اللاحق في معدلات الوفاة من سرطان الثدي في الدول المتقدمة. وأوضحت سوزان مبارك أن هذا الأمر الأخير لاينطبق على معظم الدول النامية أو المجموعات السكانية المنخفضة في الوضع الاجتماعي والاقتصادي، مشيرة إلى أن الحاجة لتعزيز المعلومات والبحث والتعليم وإتاحة الفحص والاكتشاف المبكر للمرض يعد أمرا حيويا في العلاج ورعاية النساء المصابات بسرطان الثدي. وفى ضوء هذه الحقائق السابقة، فإن قرار التعامل بشكل عاجل مع سرطان الثدي للنساء في مصر اعتبر حيويا، وبالتالي تم تدشين برنامج الرعاية الصحية للمرأة المصرية العام الماضي، حيث باشر حملة وعى قوية تتركز على أهمية التشخيص المبكر من خلال الفحص الذاتي وفحص الثدي بالتصوير الاشعاعى. وأكدت سوزان مبارك أنه تم تبنى حملات تشجيع للصحة من خلال الشرح بعبارات بسيطة للممارسات الصحية الجيدة والمسائل المتعلقة بأنماط الحياة وكيفية التعرف على الدلائل والأعراض وكلها كانت وسائل قوية في المساهمة بالحد من بعض أهم عوامل المخاطر التي تواجه النساء. وقالت إنه كما شاهدتم في الفيلم الذي عرض في وقت سابق فإن توفير الوحدات المتنقلة عبر العربات التي تتضمن وحدات للفحص بالتصوير الاشعاعى والتي تنقل الصور من المجتمعات التي تفتقر لهذه الخدمات إلى مراكز التشخيص، هي خدمة تعكس احتياجات السكان المحليين وفى الوقت نفسه تحافظ على ردع ثقافي، وهى خدمة لم ترها المرأة من قبل أو تصورت أنها ممكنة. وأضافت أن الحصول على ثقة المرأة هو أمر يحظى بأهمية فالكثير من النساء مازلن يعشن بانطباع يتعلق بسرطان الثدي ويفتقرن إلى الشجاعة للكشف عن أي أمر غير مألوف خشية أن يكتشف ما هو غير معروف. وأشارت إلى أنه خلال زيارتها الأخيرة لأحد هذه المواقع رأت تغيراً ملحوظاً حيث قالت "إنها شاهدت نساء ربما كن معارضات في البداية وسرعان ما استبدلن الخوف بثقة بأنه مهما كانت النتائج، فإن الاكتشاف المبكر للمرض والحصول على الرعاية اللاحقة والعلاج سيكون آتيا." وأوضحت قرينة الرئيس "أن مثل تلك القصة التي سمعناها للتو تساعد أيضا في تعزيز الرسائل الحيوية بشأن الحاجة للعمل سريعا ..فهذه قصص مؤثرة ..قصص بشأن كيف أن هناك أناساً في مجتمعنا يعيشون بسرطان الثدي ويتغلبون عليه .. قصص تقول "إن سرطان الثدي يمكن التغلب عليه .. إنها قصص عن الأمل." وفى نهاية كلمتها وجهت الشكر للسيدة لورا بوش قرينة الرئيس الأمريكى جورج بوش لحضورها والمشاركة في استضافة هذا الحدث المهم معها ولكل هؤلاء الذين ساندونا . ومن جانبها أشادت السيدة لورا بوش قرينة الرئيس الأمريكي جورج بوش بالنتائج التي حققها مشروع الوحدة المتنقلة لصحة المرأة الذي بدأ تنفيذ مرحلته التمهيدية في منتصف أكتوبر الماضي ويستمر على مدى خمس سنوات بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والقطاع لخاص باعتباره جزءا من الحملة القومية للاكتشاف المبكر لسرطان الثدي في مصر. وأكدت أن الكشف المبكر عن هذا المرض يعد من أهم العوامل التي تؤدى إلى نجاح علاجه والشفاء منه، مشيرة إلى أن الشراكة بين مصر وأمريكا في هذا المجال الحيوي يأتي تعظيما للشراكات الناجحة بين الولاياتالمتحدة وكل من الإمارات والسعودية والأردن في هذا المجال، موجهة الدعوة لباقي الحكومات في دول المنطقة للانضمام إلى هذه الشراكة بما يثرى الخبرات ويوسع نطاق الأبحاث والدراسات الهادفة إلى القضاء على المرض. وأضافت أن الاستماع إلى قصص النجاح تشجع الأخريات على الإقدام على العلاج وعدم اليأس من الشفاء، مشيرة إلى أنه منذ 25 عاما كانت السيدات الأمريكيات يتخوفن من مجرد تصورهن بإصابتهن بهذا المرض ومع انتشار الوعي أصبحن اليوم يقدمن على الفحص الدوري ويتحدثن عن هذا المرض باعتباره من الأمراض التي يسهل علاجها والقضاء عليها إذا تم اكتشافه في مراحله الأولى. ووجهت السيدة لورا بوش التهنئة للسيدة سوزان مبارك والعاملين في مشروع الوحدة المتنقلة لصحة المرأة لما حققه من نتائج مبشرة تساهم في تقويض المرض وإنقاذ حياة المرضى. وكانت جلسة مكافحة سرطان الثدي التي شهدتها السيدة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية والسيدة لورا بوش قرينة الرئيس الأمريكي جورج بوش قد بدأت بكلمة ترحيب من الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة والسكان تطرق فيها إلى الجهود التي تبذلها السيدة سوزان مبارك في المجالات الثقافية والصحية والإجتماعية، وفى مجال الحملة القومية للقراءة للجميع وقيامها بإنشاء أول حركة دولية للمرأة من أجل السلام في منطقة الشرق الأوسط. وقال الدكتور حاتم الجبلي إن الجهد الذي تقوم به السيدة سوزان مبارك يعكس بصدق الدور الذي يجب أن تقوم به السيدات الأول والمتمثل في الاضطلاع بالمسئولية الاجتماعية. وبالنسبة للجهود المصرية في مجال مكافحة الأمراض، ركز الجبلي على جهود مكافحة شلل الأطفال والدرن والجدري، مما أدى إلى تحسن ملموس في برامج مكافحة هذه الأمراض. وقدم الوزير شرحا عن مشروع الوحدة المتنقلة لصحة المرأة، فقال "إن أهمية هذا المشروع تنبع من تغلبه على مشكلة أساسية تعوق تقديم الخدمات الصحية لجميع المواطنين على مستوى الجمهورية." وأضاف أنه يزيد من أهمية المشروع استهدافه المرأة وخاصة من تزيد أعمارهن عن 40 عاما، مشيرا إلى أن 25% من الأسر المصرية تعولهن المرأة مما يضاعف أهمية الحرص على صحتها. وأردف الدكتور حاتم الجبلي أن الفئة المستهدفة من المشروع هي السيدات اللائي تزيد أعمارهن عن 45 عاما، مشيرا إلى أن المرحلة التمهيدية من المشروع تستغرق تسعة أشهر وتستهدف محافظتي القاهرة والإسكندرية وسيتم تغطية جميع أنحاء الجمهورية بحلول نهايته بعد خمس سنوات على أن يتم فحص من 7 إلى 8 ملايين سيدة سنويا. (أ ش أ)