صفق مهرجان كان السينمائى لفيلم "ملح هذا البحر" للمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسرواحتشدت القاعة بالحضور فيما وضع تييري فريمو المدير الفني لمهرجان كان السينمائي الدولي الكوفية الفلسطينية على كتفيه هدية من المخرجة آن ماري وهو يقدمها مع فريق فيلمها "ملح هذا البحر" ومنتجيه قبل عرض الفيلم. وعرض الفيلم الأول للمخرجة في إطار قسم "نظرة خاصة" الذي يتضمن فيلما عربيا آخر يعرض غدا السبت وهو فليم لبناني يتنافس مع "ملح هذا البحر" على جائزةالكاميرا الذهبية. وقالت آن ماري جاسر خلال تقديم فيلمها في عرضه الأول عالميا إنها فخورة بأن يعرض الفيلم في مهرجان كان وتحديدا في الوقت الذي أحيا فيه الفلسطينيون أمس ذكرى مرور ستين عاما على النكبة. وجاسر فلسطينية من مواليد الولاياتالمتحدة، وتقطن منذ سنوات في الولاياتالمتحدة وأوروبا وقضت فترة طويلة في الأراضي الفلسطينية. و"ملح هذا البحر" يثير قضية الهوية الفلسطينية ويحكى قضية امرأة أمريكية من أصل فلسطيني، من الجيل الثالث للنكبة عام 1948، حضرت إلى فلسطين من أجل المطالبة بأملاك جدها ومنها البيت وحساب مصرفى ولكنها لم تفلح فى ذلك وبثت في قاعة العرض قبل تقديم الفيلم موسيقى أغنية "يا بحرية" لمارسيل خليفة والفيلم بطولة سهير حامد وصالح بكر ويبدأ الفيلم ناقلة صورة لبحر يافا التي رحل جد بطلة الفيلم منه على مراكب صيد صغيرة كتلك التي عرضتها المخرجة في بداية الفيلم مع صور فوتوغرافية أخرى عن رحيل الفلسطينيين عام 1948. ويحكي الفيلم قصة الشابةالفلسطينية ثريا (سهير حامد) التي ولدت في بروكلين بنيويورك وقررت العودة للاقامة في بلدها الأصلي فلسطين. لكن بمجرد وصولها إلى المطار حاملة جوازا أميركيا تكتشف معنى الحواجز والإغلاق ومعنى أن تكون فلسطينيا. وعلى المستوى السياسي يقول الفيلم إن الفلسطينيين مستعدين للاعتراف بإسرائيل إذا ما اعترفت هي بحقهم واذا لم يستمر الكذب على الأجيال المقبلة في الدولة العبرية. "ملح هذا البحر" هو انحياز للحياة في فلسطين السليبة واستعادة رمزية لها عبر أعمال تدل على إمكانية استعادة الحق وتقول إن الحرية تنتزع انتزاعا بقوة الحجة وبقوة الانتماء إلى المكان. والفيلم حافل بسخرية تقرأ في المستوى الاستعاري.. حيث تفشل البطلة فى الحصول على أوراق فلسطينية وأن الاتفاق الذي وقع مع الإسرائيليين يقضي بذلك. وكما تغيرت هوية الأشخاص على أوراقهم في فلسطين فإن هوية وأسماء القرى التي هدم منها نحو 500 بعد النكبة تغيرت وبينها قرية صديقها "الدوايمة" التي هدمت كليا ووقعت فيها مجزرة والتي يقرران المجيء إليها. ويذكر أن إسرائيل منعت المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر مخرجة فيلم «ملح هذا البحر» من الدخول إلى مخيم الامعري قرب رام الله لحضور العرض الأول للفيلم الذى حضره جميع أفراد طاقم العمل والممثلين المشاركين بالفيلم وأجبرتها بعد انتظار ست ساعات على العودة للأردن. أ ف ب