خرج مئات الآلاف من العمال في انحاء العالم بمناسبة عيدهم العالمى الموافق الاول من مايو/ ايار الى الشوارع ، محتجين على نقص المواد الغذائية والبطالة ومطالبين بظروف ورواتب افضل، رافعين شعارات اعتراضية على ارتفاع أسعار الأغذية والتضخم. وتخلل بعض المظاهرات مواجهات مع قوى الأمن على هامش التحركات الشعبية انتهت فى أغلبها باعتقال المئات، وشهدت عواصم عالمية وعربية نزول المتظاهرين إلى الشوارع للمطالبة برفع أجورهم، فيما تحولت بعض المسيرات عن قضايا العمال إلى قضايا السياسة. عربيا في المغرب تظاهر آلاف الاشخاص في الدارالبيضاء للتنديد بظروف العمل السيئة التي كانت تجسدت خصوصا في حريق دام في مصنع قضى فيه 55 شخصا ولانتقاد السياسة الاجتماعية للحكومة. وفي بيروت تظاهر نحو الفي شخص تلبية لنداء الحزب الشيوعي ضد غلاء المعيشة والبطالة، وطالب المتظاهرون برفع الحد الأدنى للاجور البالغ حاليا 300 الف ليرة لبنانية 200" دولار". ورفع المتظاهرون أعلام الحزب الشيوعى الحمراء التى يتوسطها المنجل والمطرقة، وكذلك الاعلام اللبنانية بينما جابوا الشوارع الرئيسية فى العاصمة. كما شارك مئات العمال الفلسطينيين فى تظاهرة فى غزة للمطالبة برفع الحصار عن غزة وتوفير الدعم للعمال الفلسطينيين. وتجمع المتظاهرون فى ميدان فلسطين بمدينة غزة وحملوا مكانس خشبية وأدوات أخرى تستخدم فى الزراعة والنجارة وسط اعلام فلسطينية، ويافطات كتب على احداها "نطالب الاممالمتحدة برفع الحصار". كما حملوا لافتات منددة بالحرب ضد العمال الفلسطينيين. ودعا متظاهرون المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية والمؤسسات والهيئات المختصة، لتحمل مسئولياتها تجاه العمال في قطاع غزة، وتوفير العمل لهم. ويقدر عدد العمال العاطلين عن العمل في القطاع بنحو 9 آلاف عامل، في حين أغلق قرابة 3900 مصنع بسبب الحصار ونفاد المواد الخام، وانضم عمالها إلى قائمة العاطلين عن العمل. دوليا فى تركيا وقعت مواجهات عنيفة لقوات الامن وتم توقيف 530 شخصا في تظاهرات بمناسبة احياء عيد العمال. وشهدت باسطنبول مواجهات بين قوات الامن ومتظاهرين كانوا يريدون الوصول الى ساحة تقسيم الواقعة على الضفة الاوروبية لاسطنبول حيث قتل ما لا يقل عن 34 متظاهرا في اعمال عنف في الاول من ايار/مايو 1977. ورفضت السلطات السماح بالتظاهر فى ميدان "تقسيم"، غير أنها سمحت لرؤساء النقابات وحدهم بوضع أكاليل الزهور على نصب تذكارى بالميدان، ومع ذلك قرر رؤساء الاتحادات العمالية عدم قبول عرض الحكومة. وفى روسيا تظاهر نحو 25 الف شخص في فلاديفوستوك (اقصى الشرق) و20 الفا في ايكارينبورغ (الاورال) ضد تصاعد التضخمم ما غطى على تجمع 20 الف شخص في موسكو نظمه حزب روسيا الموحدة الحاكم، كما تظاهر ما بين 2000 و3000 آلاف شيوعي في موسكو رافعين شعار "الخبز للجوعى". وفي المانيا، اندلعت اعمال عنف لا سابق لها منذ سنوات في هامبورغ (شنال)، على هامش تظاهرات الاول من ايار/مايو التي نظمها مؤيدون اليسار المتطرف قاموا باحراق آليات. وجرت اعمال العنف بعد تظاهرة شارك فيها حوالى 6600 شخص للمطالبة بارساء اجر ادنى عام. اما في برلين التي تشهد اعمال عنف في عيد العمال عادة، فقد انتهت التظاهرة برشق حجارة وعبوات على رجال الشرطة وآلياتهم . واتخذت التظاهرات بهافانا الطابع السياسى، حيث تراس راوول كاسترو التظاهرة التقليدية ليوم عيد العمال في ساحة الثورة، حيث تجمع مئات آلاف الكوبيين رافعين صور الرئيس الجديد والزعيم فيدل كاسترو اب الثورة الكوبية. وهي المرة الثانية التي يتم فيها احياء ذكرى الاول من ايار/مايو في غياب فيديل بطل الثورة الكوبية الذي انسحب من السلطة في شباط/فبراير لدواعي صحية. ووسط الاعلام الحمراء والرايات الوطنية تظاهرت الجموع في مرح رافعة صور الشقيقين كاسترو وابطال الثورة الروسية وبينهم تشي غيفارا. اما في جاكرتا فقد تظاهر نحو 10 آلاف اندونيسي ضد ارتفاع اسعار المواد الغذائية التي تسببت في رفع نسبة التضخم الى اكثر من 8%. وحمل الالاف منهم لافتات كتب عليها "خفضوا اسعار المواد الغذائية الآن" و"رواتب افضل للعمال والفلاحين"، كما عبر العديد منهم عن القلق ازاء ارتفاع اسعار الوقود. وتجمع حوالى 12 الف شخص فى طوكيو في حديقة، وكذلك في سيول حيث تجمع 5 آلاف شخص وطالبت النقابات بتأمين العمل واجور افضل للعاملين الفقراء والعاملين بدوام جزئي. وفي فرنسا تظاهر 10 آلاف الاشخاص للدفاع عن القدرة الشرائية ومصالح المتقاعدين، وانضم الف مهاجر لا يملكون اوراق اقامة شرعية الى التظاهرة للمطالبة بتسوية اوضاعهم. وفي ايطاليا تم تنظيم اكثر من مئة تجمع وتظاهرة للمناسبة تمحورت حول تأمين العمل في البلاد التي يموت فيها سنويا نحو 1300 شخص في حوادث عمل. كما شهدت دولاً افريقية تظاهرات فى عيد العمال ففي جنوب افريقيا تمحورت التظاهرات اساسا حول المطالب الخاصة بارتفاع تكاليف العيش، كما احتج بدكار نحو عشرة آلاف سنغالي على ارتفاع اسعار المواد الاساسية. وفي نيروبي حيث القى الرئيس مواي كيباكي كلمة بالمناسبة، تحدى آلاف الاجراء الرئيس بان يحسن مرتباتهم واشتكوا من ارتفاع اسعار المواد الغذائية، كما تظاهر آلاف العمال في المدن الكبرى بالكونغو الديمقراطية في مسيرات منظمة وتحت حراسة مشددة. اما الولاياتالمتحدة التي تحتفل بعيد العمال في الاول من ايار/مايو بل في ايلول/سبتمبر، فقام 25 الفا من عمال المرافىء بالاضراب في 29 مرفأ على ساحل المحيط الهادىء، للاحتجاج على الحرب في العراق. كما نزل عشرات الآلاف من المحتجين الى شوارع المدن الاميركية الكبرى للمطالبة بتعديل قوانين الهجرة، من اجل 12 مليون مهاجر يقيمون بطريقة غير مشروعة في البلاد. وتركزت مطالب المتظاهرين على تحسين الاجور في مواجهة ارتفاع الاسعار، وخصوصا المواد الغذائية.