ذكر تقرير صدر الاربعاء أن ارتفاع أسعار الغذاء العالمية واحجام مانحي المعونة عن تقديم مساعدات يدفعان كوريا الشمالية نحو مجاعة، وهو ما قد يؤدي إلى تحول الحكومة التي تحيط نفسها بستار من السرية إلى مزيد من الاجراءات القمعية لاحكام سيطرتها على البلاد. وقال التقرير الصادر عن معهد بيترسون للاقتصاد الدولي ومقره واشنطن ان البلاد في أخطر حالاتها منذ انتهاء المجاعة قبل عقد. وقال ستيفن هاجارد الذي كتب التقرير مع ماركوس نولاند - المتخصصان في تجارة كوريا الشمالية مع العالم الخارجي- ان الارتفاع الحاد في الأسعار العالمية للسلع الاولية أثر بشدة على اقتصاد الدولة. واضاف هاجارد -الاستاذ في جامعة كاليفورنيا- ان سوق الارز في كوريا الشمالية أكثر تكاملا مع الاسواق العالمية مما يعتقد معظم الناس. وذكر انه حتى في أوقات الحصاد الوفير يقل إنتاج كوريا الشمالية من الارز بنحو 20 % عما تحتاجه. واضاف هاجارد قائلا ان كوريا الشمالية أصبحت أكثر اعتمادا على الارز المستورد من جارتها الصين منذ المجاعة التي تعرضت لها في التسعينيات من القرن الماضي والتي يقدر خبراء أنها قتلت مليون شخص على الاقل. وقال ان الاحتياطيات المحدودة من العملة الاجنبية لدى البلاد وسمعتها الضعيفة كشريك تجاري تعني أن تجارة الارز تتعرض الآن لضربة قوية وأن المواطن العادي يشعر بوطأة الأمر. وفضلا عن ذلك فقد خسرت كوريا الشمالية أيضا محاصيل واراض زراعية بسبب فيضانات في عام 2007. وحذرت الأممالمتحدة فى ابريل 2008 من تعرض كوريا الشمالية إلى أزمة نقص في الغذاء، بسبب الفيضانات المدمرة التي تعرضت لها الدولة الآسيوية خلال عام 2007، إضافة إلى موجة الارتفاع في أسعار المواد الغذائية بالأسواق العالمية، فضلاً عن الكثافة السكانية بها. كما أكد برنامج الغذاء العالمي WFP أن الوقت قد بدأ في النفاد لتفادي أزمة نقص غذاء محدقة، قد تتسبب في أزمة إنسانية في كوريا الشمالية، اثر تأكد الانخفاض الكبير في المحاصيل، الناجم جزئياً عن الفيضانات الهائلة التي شهدتها البلاد صيف 2007. وذكر مسئول رفيع لدى برنامج الاغذية العالمي انه في بعض المناطق زاد سعر الارز إلى أكثر من مثليه خلال عام واحد حيث أصبح سعر كيلوجرام الارز يعادل نحو ثلث الراتب الشهري لعامل متوسط في كوريا الشمالية. (رويترز)