أعلن وزير الخارجية الكويتي ونائب رئيس الوزراء الشيخ محمد صباح السالم الصباح أن بلاده قررت ارسال سفير الى بغداد نافيا في الوقت نفسه ان يكون هذا القرار استجابة لضغوط امريكية. وأوضح الوزير فى تصريحاته للصحفيين أن الكويت قررت ارسال سفير الى بغداد لكنها لم تسمه حتى الآن بانتظار تسمية السفير العراقي حيث تنتظر ان يتخذ العراق خطوة مماثلة. وتابع "كما نسعى الآن لشراء مبنى مناسب للسفارة الكويتية في المنطقة الخضراء" ، حيث تعتبر المنطقة الخضراء الحصن الحصين في قلب بغداد وهي تضم مقر الحكومة العراقية والسفارة الأمريكية. وكانت الولاياتالمتحدة قد مارست ضغوطا على الدول العربية المجاورة للعراق لكي تطبع علاقاتها مع بغداد ، ودعت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أثناء توقفها في ايرلندا في طريقها الى الشرق الاوسط الاحد الدول العربية الى تنفيذ "واجباتها" تجاه العراق داعية اياها الى اعادة فتح سفاراتها في بغداد. ونفى الشيخ محمد صباح السالم الصباح ان يكون القرار الكويتي ناتجا عن مثل هذه الضغوط ، وقال ردا على سؤال حول تصريحات رايس التي قامت الاحد بزيارة مفاجئة الى العراق "لا احتاج لاجنبي ليقول لي عن اهمية فتح سفارة في بغداد". وجاء كلام الوزير الكويتي قبيل توجهه الى البحرين حيث سيلتقي رايس ونظراءه في دول مجلس التعاون الخليجي بالاضافة الى نظيريه الاردني والمصري. ومن المقرر ان يشارك في هذا الاجتماع ايضا وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري وذلك عشية مؤتمر حول العراق يعقد الثلاثاء في الكويت ، واوضح الوزير الكويتي ان اجتماعا تمهيديا للدول المجاورة للعراق سينظم الاثنين في البحرين. وردا على سؤال حول الديون المترتبة على العراق للكويت ، اوضح الوزير الكويتي ان هذا موضوع ثنائي موضحا ان الديون (لا يجب ان تكون) محل قرارات اممية. وكان مسؤول عراقي دعا السبت جيرانه العرب الى الغاء الديون المترتبة لهم في ذمة بغداد مشيرا الى ان القسم الاكبر من هذه الديون البالغة مليارات الدولارات استدانها نظام صدام حسين خلال الحرب مع ايران (1980-1988). ووعدت دول الخليج العربية ولا سيما السعودية والكويت قبل سنوات بانها لن تطالب العراق بسداد جزء من هذه الديون يبلغ عشرات مليارات الدولارات الا ان بغداد تريد ترجمة هذه الوعود الى افعال. رايس تطالب العرب بفتح سفارتهم بالعراق في غضون ذلك ، تمارس وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ضغوطا على وزراء خارجية الدول العربية التسع المجتمعين فى البحرين الاثنين لفتح سفارات فى بغداد وعرض تخفيف الديون المستحقة على العراق. وصرحت رايس التى قامت بزيارة مفاجئة لبغداد الأحد أن جيران العراق "يمكن أن يبذلوا المزيد من أجل الوفاء بالتزاماتهم لأننى أعتقد أن العراقيين بدأوا الوفاء بالتزاماتهم". ومن المتوقع أن يستمع وزراء خارجية الدول العربية الخليجية ومصر والأردن المجتمعين فى البحرين للتحذير الأمريكى لهم مرة أخرى من النفوذ الإيرانى المتزايد فى العراق: وبالتالى الحاجة لتعزيز الهوية العربية للبلاد. وتمارس الولاياتالمتحدة ضغوطا على حلفائها العرب من أجل فتح سفارات فى بغداد. وتفكر السعودية مليا فى الأمر منذ العام الماضى لكنها لم تقم بأى خطوة حتى الآن. وأعلنت مصر التى أختطف سفيرها وقتل فى بغداد فى عام 2005 الجمعة الماضى أنه لن تفتح سفارتها ما لم تتحسن الأوضاع الأمنية. ومن المتوقع أن تثار مسألة تخفيف عبء الدين من جانب رايس ووزير الخارجية العراقى هوشيار زيبارى وكلاهما سيضغط على الدول العربية من أجل إلغاء ديونها المستحقة على العراق. وكانت الدول الأعضاء فى نادى باريس قد ألغت الجزء الأكبر من الديون العراقية التى تبلغ قيمتها 5ر66 مليار دولار حسبما تشير تقديرات الخارجية الأمريكية. وأضافت هذه التقديرات أن الجزء الأكبر مما تبقى من ديون تتراوح بين 56 و80 مليار دولار مستحقة للدول العربية الخليجية. وفى السياق ذاته ، أعلن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الاحد انه سيعين قريبا رئيسا لبعثة الجامعة في العراق ، مشيرا الى ان مقرها في العاصمة العراقية بات جاهزا. وصرح موسى للصحافيين ان القلق بشأن ارسال ممثل للجامعة الى بغداد كان ناجما عن الأوضاع الأمنية ولم يكن لأسباب سياسية. (ا ف ب -د ب ا)