كشف وزير الخارجية أحمد أبو الغيط عن العناصر الرئيسية للخطة التي طرحتها مصر للتهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل إنجاح المفاوضات الجارية؛ واستبعد إشراك حماس في حكومة وحدة وطنية فلسطينية حيث قال إنها يمكن أن تشكل قيدا يكبل جهود السلطة الفلسطينية نحو التوصل إلى تسوية. وعن العنصر الأول، صرح أبو الغيط في كلمة أمام مجلس العلاقات الخارجية بواشنطن أن مصر لاتميل إلى العودة بحكومة الوحدة الوطنية بتشكيلها السابق، لكنها ترغب- بدلاً من ذلك- في التوصل إلى فترة تهدئة تتوقف فيها عمليات إطلاق الصواريخ من غزة ومعها تتوقف إسرائيل عن استهداف النشطاء الفلسطينيين وضرب غزة. وقال أبو الغيط إن العنصر الثاني من الخطة يتمثل في إطلاق سراح نحو 400 (من بين حوالي 12 ألف أسير فلسطيني) من السجون الإسرائيلية في مقابل إطلاق سراح الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط- الذي أكد وزير الخارجية أنه على قيد الحياة. أما العنصر الثالث، فقد صرح أبو الغيط بأنه يتضمن فتح المعابر بين غزة وإسرائيل حسب ترتيبات تم الاتفاق عليها بين السلطة وإسرائيل بوجود مراقبين من الاتحاد الأوروبي. وأشار أبو الغيط إلى أنه يتم حالياً إحراز تقدم في هذه الخطة، مستدركاً بالقول إن المشروع يواجه تحديات في الغالب من التوجهات داخل إسرائيل ومما يحدث في غزة. ورسم وزير الخارجية سيناريو مستقبل حماس في حال التوصل إلى اتفاق بين السلطة وإسرائيل؛ حيث قال إنه في حالة التوصل إلى اتفاق-آملا في أن يكون خلال عام 2008- سيتم طرحه على الفلسطينيين للاستفتاء، وإذا رُفض هذا الاتفاق فستكون كارثة حيث سينذر بمواصلة الصراع وإطالة أمده؛ أما إذا قُبل فستواجه حماس ضغوطاً لكي تلقي السلاح وتنخرط في المسار السياسي. لا حاجة لقمة شرم دون إسرائيل: وصرح أبو الغيط بأن الولاياتالمتحدة اقترحت عقد قمة كبيرة في شرم الشيخ قد يحضرها الرئيس جورج بوش؛ وإذا لم تحضر إسرائيل هذه القمة فلن يكون هناك داعٍ لعقدها. وقال أبو الغيط في تصريحات للصحفيين المصريين فى واشنطن إن الإدارة المريكية تبحث جدياً فيما إذا كان الرئيس بوش سيأتي إلى شرم الشيخ للمشاركة في منتدى دافوس أم لا؛ متوقعاً عقد قمة بينه وبين الرئيس مبارك في حالة حضوره. وأضاف أبو الغيط أن ثمة مقترح أمريكي بعقد اجتماع قمة كبير قد يشمل مصر وأمريكا والأردن وإسرائيل إلى جانب رئيس السلطة الفلسطينية.. وإن كانت هناك مؤشرات على أن الجانب الإسرائيلي لم يحسم أمره بعد من المشاركة. وقال أبو الغيط انه إذا سلم الرئيس بوش دعوة رسمية للرئيس حسنى مبارك لزيارة الولاياتالمتحدة فإن مصر ستنظر في هذه الدعوة. وقال إنه طلب من الجانب الأمريكي الإسراع في الرد على مصر فيما يتعلق بالمقترحات المتعلقة بالمساعدات الاقتصادية. وصرح أبو الغيط بأنه استشعر من لقائه الجمعة بكل من نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني ومستشار الأمن القومي ستيفن هادليأبو الحاجة الماسة لتكثيف جهود الإدارة وربما التقدم في اللحظة المناسبة بأفكار.. اعتماداً على رؤية الأطراف المتفاوضة. وأشار أب الغيط إلى أن المناقشات انصبت على عملية السلام والجهود المصرية في تحقيق التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأوضح أنهما تطرقا بشكل عام لمشاكل المنطقة بداية من لبنان إلى العراق ودارفور والسودان. وقد وصف أبو الغيط هذه المناقشات باتسامها بقدر من التفاهم، وأن الجانب الأمريكي كان يستمع بشكل جيد. (أ.ش.أ)