نيويورك مدينة صديقة للكلاب، هذا أمر لا اختلاف عليه ولكن هناك من يبالغ في التعبير عن اخلاصه لهذه الصداقة من بني البشر والدليل هو انتشار المنتجعات الخاصة بالكلاب فقط بشكل لافت للنظر في مختلف أنحاء منهاتن. بعض هذه المنتجعات تقدم خدمات فندقية أيضا، حيث تستضيف الكلب ليوم كامل مقابل مبلغ يصل الى مائة دولار في الليلة، وذلك حسب وزن الكلب فالكلاب الصغيرة لها تسعيرة خاصة تختلف عن الكلاب الكبيرة الحجم التي تتمتع بصحة ووزن مرتفع نسبيا على غيرها من الكلاب! وقد نجد صعوبة في تقبل تدليل هذه الحيوانات بتلك الطريقة نظرا لاختلاف ثقافتنا وموروثنا العربي، خصوصا في ظل استمرار مجاعات العالم والفقر المحيط بنا من كل جانب، ولسنا وحيدين في هذا الأمر فهناك من أهل نيويورك أنفسهم من يستنكر إغداق المال على الكلاب بهذه الصورة المبالغ فيها وتخصيص مدلك ومحمم للكلب وغيرهما من أمور. ولكن علينا أن نتذكر، رغم أن نيويورك مدينة مليئة بالبشر فانها تعزل الفرد وتجعله يحس بالوحدة مما يدفعه لاقتناء الحيوانات الأليفة التي تصبح مع مرور الوقت جزءا من العائلة كما يقال هنا. ومع ارتفاع عدد الكلاب في المدينة زادت الحاجة إلى افتتاح المزيد من المحال التي تقدم خدمات خاصة بهم فقط نظرا لان أصحاب هذه الكلاب عادة ما يعملون لساعات طويلة يوميا، وهم بحاجة إلى من يعتني بكلابهم ويأخذهم في نزهة في الهواء الطلق ولا مانع من مساج وتدليك بين وقت وآخر! انه عالم كلاب أولا وأخيرا، ومن يقرر العيش في نيويورك فعليه أن يتأقلم مع عادات وطباع وبشر من كل صنف ونوع. وبالاضافة إلى المنتجعات والفنادق والعيادات والنوادي الصحية المخصصة للحيوانات الأليفة، هناك مطعم له فرعان في منهاتن اسمه الكلب النابح، أو ذا باركينغ دوغ وهو يتميز بديكوره الخارجي الذي يتكون جزء منه من نافورة مياه أرضية لسقي الكلاب الذي يتردد أصحابها على المطعم بالاضافة لوضع بضعة أوعية من طعام الكلاب في الخارج في بعض الأوقات. وبالطبع، لا ننسى حديقة الكلاب في الابر ايست سايد وكالة السفريات المخصصة لحجز أفضل الرحلات للكلاب الذين يتم ارسالهم في نزهات للشاطئ أو الريف! ألم أقل انه عالم كلاب؟