الأخبار9/4/2008 أصبح واضحا بما لا يدع مجالا للشك، ان ما جري في مدينة المحلة الكبري من جرائم شغب وتدمير لم يحدث بالصدفة، ولم يكن وليد اللحظة، بل نتيجة تخطيط واعداد مسبق، في محاولة واضحة لإحداث أكبر قدر من التخريب، ونشر أكبر قدر من الفزع بهدف ترويع المواطنين وتهديد أمن وسلامة المجتمع ونشر الفوضي. وأحسب أنه من الضروري ان نؤكد علي أنه رغم بشاعة الجريمة التي قامت بها مجموعات المخربين والبلطجية واللصوص وبعض المضللين..، وبالرغم من استحقاقهم الكامل للعقاب الرادع والصارم..، الا اننا لا يجب أن نغفل عن دور المسئولين الأساسيين والرئيسيين فيما حدث بوصفهم الأكثر تورطا والأبشع جرما من اللصوص والبلطجية. اننا نقول بوضوح انه من الضروري الا نترك من دفع بهؤلاء المجرمين لارتكاب جرائمهم بلا عقاب، ويجب أن يكون واضحا لهم ورادعا لغيرهم، بأن كل المحرضين سيدفعون ثمن جرائم التحريض علي الإثارة والتخريب والفوضي،..، وان احدا من هؤلاء لن يفلت من العقاب علي ما خطط له، وما حرض عليه،..، ولن يسمح لهم علي الاطلاق بالتنصل من الجريمة، والتهرب من المسئولية. وفي هذا الإطار لعله من المهم، لفت نظر جميع المسئولين في الدولة لعدة مسائل أساسية آن الأوان ان يتم وضعها موضع الاعتبار والاهتمام. الأولي : انه لا يصح ولا يستقيم علي الاطلاق، ان نترك الباب وجميع النوافذ مفتوحة تماما أمام من يحرض علي الإثارة والتخريب والفوضي دون حسيب أو رقيب، متمسحا بحرية الرأي والتعبير،...، رغم علمه وعلمنا بكذب هذا الادعاء وأن هناك فرقا كبيرا بين الحرية..والدعوة للفوضي والتخريب...، والقانون واضح في ذلك وبه من النصوص ما يتيح المواجهة الحاسمة لكل من يحرض علي ارتكاب هذه الجرائم سواء كانت وسيلته في ارتكاب جريمة التحريض هي الصحف أو 'الإنترنت' أو 'الموبايل' أو غيرها من الوسائل. الثانية : انه لم يعد معقولا ولا مقبولا ان تترك فوضي الاستخدام الخاطيء والمجّرم 'للإنترنت' و'الموبايل' بلا حساب لكل من يريد استخدامهما لنشر الشائعات المغرضة، أو تضليل الرأي العام، أو اثارة الجماهير، أو التحريض علي الفوضي والتخريب،..، وأن الوقت قد حان لاتخاذ موقف فعال حيال ذلك، في ظل ما نراه ونعاني منه الآن،...، بل وما عانينا منه قبل ذلك. الثالثة : انه أصبح من الضروري والمهم ان يتنبه المسئولون إلي دقة المرحلة الحالية في مصر وخطورة ما نتعرض له من تحديات وما يفرضه ذلك من وجود هيئة لإدارة الأزمات، تضم المتخصصين والخبراء، تكون مهمتها الرصد والاستشعار لأي أزمة داخلية متوقعة ووضع خطط التعامل السريع والفعال معها بحيث لا يترك شيء لوقع المفاجأة أو ارتجال التعامل في زمن لم يعد يسمح لنا أو لغيرنا بصدمة المفاجأة أو غفلة عدم التوقع...، أو مغبة الارتجال. المزيد من أقلام وأراء