أكد المخرج السوري ريمون بطرس أن فيلمه الجديد "ملامح دمشقية" سيعرض في الهواء الطلق على الجدار الشمالي للجامع الاموي بجانب ضريح صلاح الدين الايوبي ، مشيرا الى أنها المرة الأولى في سوريا التي يعرض فيها فيلم في الهواء الطلق. واعتبر بطرس في تصريحاته أن العرض في الهواء الطلق يأتي في إطار برنامج كبير للضوء والصوت ، حيث يجري حاليا تجهيز المكان بمختلف مستلزمات عرض الفيلم, وإقامة مدرج للجمهور, وتجهيزالمكان بالإضاءة المطلوبة. وأوضح بطرس أن قصة الفيلم -والذى تبلغ مدته 35 دقيقة -محاولة لتلمس مراحل مهمة من تاريخ مدينة دمشق (أقدم مدينة مأهولة)باعتبارها حاضنة لعدد من الحضارات التي تعاقبت تاريخيا عبر آلاف السنين على هذه المدينة ، التي أعادت إنتاج الحضارات المتعاقبة عليها "بنكهة دمشقية". يشار إلى أن المخرج السوري ريمون بطرس أخرج عددا من الأفلام السينمائية المعروفة والشهيرة مثل فيلم "الترحال" ، وفيلم "الطحالب" ، وفيلم "حسيبة" ، وعدد من الأفلام الوثائقية والقصيرة كما انه يضاف الى جيل المخرجين الذين ساهموا في تأسيس نواة السينما السورية الحديثة والتي كانت في معظمها اشتراكية ويسارية التوجه على اعتبار أنه واحد من عشرات المخرجين السوريين الذين تخرجوا من الاتحاد السوفييتي سابقا في مطلع ثمانينيات القرن الماضي. و أضاف بطرس أن الفيلم يبدأ حكايته عن دمشق بلقطات تصور دمشق قبل 8 آلاف عام ، عندما كانت بحيرات وجبل قاسيون وبعض من ملامح الحضارات العمورية والآرامية والآشورية والسريانية والإغريقية والرومانية, وصولا إلى ظهور المسيحية فيها وبشارة الإنجيل التي نقلها بولس الرسول خلال مسيرته ثم الفتح الإسلامي حتى نهاية القرن التاسع عشر. ويقول المخرج بطرس إن الفيلم سيترجم إلى عشرة لغات كالفرنسية والإنجليزية والاسبانية والإيطالية والروسية والتركية والإيرانية والصينية واليابانية. وردا على سؤال بشأن اختيار الجامع الأموي لعرض الفيلم أكد بطرس أنه المكان الوحيد في العالم الذي تناوبت عليه العبادات..فمنذ 2400 عام قبل الميلاد كان الجامع الأموي معبد الإله حدد ثم معبد جوبيتير, ثم زوس, ثم كاتدرائية يوحنا المعمدان (أحد تلامذة المسيح, ولا يزال ضريح يوحنا المعمدان في هذا الجامع), ثم تحولت الكاتدرائية إلى جامع في عام 750 ميلادية على يد الوليد بن عبد الملك". ويضيف بطرس أنه ومنذ الفتح الإسلامي عام 635 ميلادية حتى عام 705 بقي هذا المكان ساحة لعبادة المسلمين والمسيحيين على حد سواء في تلك الفترة الزمنية. (د ب أ)