أصبحت مشاهدة الرسوم المتحركة امراً عادياً عند بعض الشباب، على الرغم من أن عمرهم لا يتناسب ورؤية مثل هذه الامور، وفق نظرة المجتمع. البعض يفضل مشاهدة الكارتون القديم على الحديث، منه لتفاهة هذا الأخير وعدم احتوائه على هدف يفيد المشاهد، حسب رأيهم. وآخرون فضلوا الرسوم المتحركة الحالية لاسباب مغايرة، ابرزها استخدام التكنولوجيا المتطورة وتسخيرها في خدمة الرسوم المتحركة. ما بين الرأيين كان ل«يوميات شبابية».. هذه الوقفة:- يقول نايف المطيري: انني لا اشاهد الرسوم المتحركة دائما، ولكن «عالمزاج»، لأن تلك الحديثة لا تشدني ابدا، والطفل يشاهدها ويجهل شخصية «الباباي» هل هو بشر ام حيوان ام ماذا؟! واضاف: احب الرسوم المتحركة منذ الطفولة، ومنها «نيلز» و«أليس في بلاد العجايب». عنف:- وأوضحت غدير العوضي ان الرسوم المتحركة الحالية غير هادفة، فلا تحث الطفل المشاهد على فعل الخير، بل تساعده على ممارسة العنف والعدوان، على عكس الرسوم المتحركة في السابق التي كان ابطالها نوعا ما حقيقيين ويسعون الى فعل الخير دائما بوسائل بعيدة عن العنف. وبينت العوضي انها تعشق مشاهدة «صاحب الظل الطويل»، ولا تستغني عن «توم وجيري». وأكدت افراح العدواني حديث زميلتها غدير العوضي، مضيفة: انا «مو ذاك الزود» مع الرسوم المتحركة الحديثة، ولم تشدني اي منها، لانهما خيالية جدا جدا، ولكنني افضل مشاهدة «مدينة الامان» لطرافة ابطالها، ولأن الهدف منها حب الاصدقاء وتقاربهم مع بعضهم مع بعض. وانهت العدواني حديثها بتأكيد عدم خجلها من اخبار الاخرين، وانها الى الآن تشاهد الرسوم المتحركة. اختلاف أجيال:- يقول يوسف بهبهاني ان اختلاف الجيل يحتم علينا ان نتقبل الرسوم المتحركة الحالية، لأن الطفل في وقتنا الحالي يميل الى العنف ومشاهدة الامور العدوانية، ورفضه ل«الكارتون» الهادئ والرومانسي. واضاف بهبهاني: احب مشاهدة «نوروتون» وهو كارتون ياباني، وايضا «يوغي» وكابتن ماجد. متعة:- هاجر العوضي اكدت استمتاعها بمشاهدة «ميكي ماوس» الى النهاية، وايضا «صاحب الظل الطويل»، مبينة انها تشاهد بعض الرسوم المتحركة الحالية. وذكرت ان «الكارتون» الحديث وسيلة لجعل الطفل عدوانيا، وممكن ان يصبح عند كبره مجرما. غضب:- اما يوسف عبدالله، فكان يعشق «توم وجيري»، ويقول الى يومنا هذا وانا احب مشاهدة توم وجيري، وعند غضبي لا يهدئني الا هذه الرسوم المتحركة. وقال ان الرسوم المتحركة الان من سيئ الى اسوأ! وان «كارتونه» المفضل عند الصغر «سالي» و«ابطال الملاعب» و«حكايات عالمية». خيال:- ورفض سالم المطوع مشاهدة الرسوم المتحركة الحالية لسخافة قصصها وميولها الى الخيال اكثر من الواقعية، حسب رأيه، متناسين ان الطفل يحب ان يتقمص الشخصية التي يشاهدها بالرسوم المتحركة، مضيفا انه مازال يشاهد «الكارتون» مثل «سلاحف النينجا» و«كابتن ماجد» و«كريندايزر». وترى مريم سعود ان الرسوم المتحركة الحالية كثيرة الخيال وخرافية وتحتاج الى تفكير عميق لفهم المقصد والهدف منها، هذا اذا وجد فيها هدف! مستدركة انها تحب مشاهدة «كابتن ماجد»، و«سالي» و«توم وجيري» و«بيل وسبستيان». استغراب:- يستغرب بعض الشباب المتابعين للرسوم المتحركة، بتلقيبهم بأصحاب الطفولة المتأخرة، والمريضين نفسيا، حيث انهم يحبون مشاهدة مثل هذه الامور منذ الصغر، لا اكثر ولا اقل. مشاهدة:- بعض الشباب رفضوا اعطاء رأيهم بالموضوع، خوفا من سخرية الآخرين منهم بسبب اعترافهم بالمقابلة لمشاهدتهم للرسوم المتحركة في هذه السن. ياهل:- قالت إحدى الفتيات: زوجي يلقبني ب «الياهل» وذلك بسبب حبي لمتابعة الرسوم المتحركة باستمرار، حتى انني لا أذهب إلى السينما إلا إذا عُرض «كارتون» فيها؟! توم وجيري:- امتلك «توم وجيري» نصيب الأسد عند الشباب لمشاهدتهم له باستمرار وعدم مللهم منه، والحديث الدائم عند أوقات عرضه. رأي علم النفس:- مشاهدة الرسوم المتحركة تعطي «ريلاكساً» عصبياً! حول رأي علم النفس عن مشاهدة البالغين للرسوم المتحركة كان لاستشاري الامراض النفسية الدكتور عباس الطراح الرأي التالي: مشاهدة الرسوم المتحركة تعطي ريلاكسا عصبياً وعضلياً للشباب المراهق، ونوعاً من الخيال الخصب يستطيع توظيفه بأحلام اليقظة، بعض الحركة والاحداث التي لا يستطع فعلها على ارض الواقع. حيث يشعر المراهق بأنه في عالم من الاحلام والخيال. وفي النهاية، يحصل على الاشباع العاطفي والنفسي.وبالتالي، يشعره بالامان والدافعية والحافزية لاستمرار حياته. ومن اسباب مشاهدة المراهق لهذه الرسوم المتحركة أحيانا بعض الضغوط النفسية، او الاجتماعية، حيث يتبعها «بالكارتون» واحلام اليقظة. وبعض المراهقين عندهم ادمان لمشاهدة الرسوم المتحركة، حتى يضحك ويستمتع بوقته، وان لم يفرغ ما به من كبت بالمشاهدة، تتولد به امراض نفسية. واذا كان الشاب يشاهد الكارتون من النوع الهادئ والرومانسي، فلا يوجد خوف على حياته من هذه المشاهدة، اما النوع العنفي فيؤثر عليه تأثيراً كبيراً، حيث انه يمتص ما يشاهد وبالتالي تأثر على مدركاته. وعند مشاهدة الرسوم المتحركة عند الكبر فلا يعني ذلك وجود نقص في مرحلة الطفولة ولكنه يلجأ للمشاهدة للحصول على الراحة النفسية والاستقرار والابتعاد عن ضغوط الحياة، حيث ان «الكارتون» عبارة عن بيئة جذابة، وحبهم للمشاهد التي فيها عنف، فذلك بسبب حيويتهم واندفاعهم في الحياة وبهم نسبة كبيرة من العدوان، ولكنه يخشى على نفسه من فعل هذا العدوان على ارض الواقع بسبب القوانين الصارمة والخوف من السمعة السيئة، وبالتالي يلجأ الى مشاهدة هذا النوع من العنف ويصبح جزءاً من العملية المعقدة. والمشاهد لها تأثير احادي، واحيانا ممكن يؤثر في تغيير نوع الجنس بحب الشاب لمشاهدة الكارتون الرومانسي الانثوي، وحب الفتاة لرؤية كرة القدم وامور العنف. ومن الصعب تحديد نوع الخطورة من مشاهدة الرسوم المتحركة، وانما بعد عدة جلسات مع طبيب نفسي نعرف مدى حجم الخطر من هذه المشاهدة على حياة الشاب.