حذرت روسيا حلف شمال الاطلسي الجمعة من التوسع لضم اوكرانيا وجورجيا- الجمهوريتين السوفيتيتين سابقا- وذلك قبل قمة الحلف التي ستناقش الاسبوع القادم ما تعتبره موسكو تعديا على منطقة نفوذها. وفي تصريحات منفصلة، قال وزير الخارجية سيرجي لافروف ومتحدث باسم الكرملين ان احتمال حصول الدولتين على عضوية حلف شمال الاطلسي ستكون له عواقب على اي خطط لتحسين علاقات موسكو مع الحلف العسكري الغربي. وحذر لافروف جورجيا من استخدام عضوية حلف الاطلسي كأداة لاستعادة السيطرة على منطقتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية المتمردتين اللتين انفصلتا عن جورجيا في التسعينات، وتتمتعان بتأييد روسيا. وقال لافروف للصحفيين "فيما يتعلق باوسيتيا الجنوبية وابخازيا فانه اذا كانت جورجيا تنوي الحصول على دعم حلف الاطلسي لحل هذين النزاعين بالقوة فهذه لعبة خطيرة." وتسعى جورجيا- التي يريد زعماؤها الموالون للغرب الخروج من فلك موسكو- للحصول على عضوية حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي، كما تأمل اوكرانيا في ان تمنحها قمة الحلف الاسبوع القادم في بوخارست خارطة طريق نحو الانضمام إلى عضويته. وتدعم الولاياتالمتحدة المحاولتين، لكن فرنسا، والمانيا، وبعض الدول الاوروبية الاخرى تقول ان التحرك سابق لاوانه. وقال المتحدث باسم الكرملين ان الرئيس فلاديمير بوتين- الذي سيسلم السلطة إلى خليفته ديمتري ميدفيديف في السابع من مايو/أيار- سيحضر القمة رغم ان معارضة روسيا القوية للخطة اصبحت عاملا يفسد علاقتها مع حلف الاطلسي. واضاف ديمتري بيسكوف "تحقيق سياسة "الباب المفتوح" باتجاه اوكرانيا وجورجيا سيمثل بالنسبة لنا دلالة على ان الغرب يؤيد الاجراءات احادية الجانب، بدلا من تشكيل مؤسسات عبر اوروبية." ويقول اعضاء حلف شمال الاطلسي- الذين يعارضون منح جورجيا خارطة طريق للعضوية خلال قمة بوخارست- ان جورجيا ليست جاهزة بعد للانضمام؛ لأن صراعاتها الانفصالية تجعل عدم الاستقرار صفة متأصلة فيها. وفي تأكيد على التحدي الذي يواجه جورجيا في بوخارست، عبرت منظمة الأمن والتعاون في اوروبا الجمعة عن قلقها من حملة التفجيرات التي شهدتها اوسيتيا الجنوبية الشهر الماضي. وقال وزير الخارجية الفنلندي ايلكا كانيرفا الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمنظمة "منذ 28 فبراير، اسفرت ثلاث حوادث تفجيرات عن مقتل ثلاثة أشخاص واصابة خمسة اخرين على الأقل بجروح خطيرة." وأضاف انه حزن لهؤلاء الضحايا ويشعر بقلق بالغ ازاء العدد المتزايد من حوادث العنف وتصاعد حدة التوتر في منطقة الصراع. وقال مسؤول جورجي ان التفجيرات تفسد محاولة الانضمام إلى حلف الاطلسي. وقال تيمور ياكوباشفيلي وزير الدولة الجورجي المعني بقضايا اعادة الاندماج ان هناك محاولات لإثارة حرب في المنطقة، وزج جورجيا في عمليات قتالية من أجل اعاقة اندماج جورجيا مع حلف الاطلسي. وعرض الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي على ابخازيا الجمعة اتفاقا لتقاسم السلطة اذا قبلت بسيادة جورجيا عليها. وعرض على المنطقة المتمردة اقامة مناطق للتجارة الحرة، ومقاعد في البرلمان، والحق في تعيين نائب للرئيس في إدارته، بالإضافة إلى الحكم الذاتي الموسع الذي اقترحه بالفعل على الانفصاليين. وقالت ابخازيا واوسيتيا الجنوبية انهما لن يقبلا بشيء أقل من الاستقلال عن جورجيا. (رويترز)