تتاح الفرصة لعشاق الموسيقى في نيويورك على مدار شهر مارس/اذار للاستمتاع بجمال وثراء وتنوع الالحان العربية من خلال مهرجان المقامات الموسيقية العربية الذي ينظمه مجلس الفنون في بروكلين. ويقول المنظمون ان المهرجان هو الاول من نوعه في مدينة نيويورك، ويشارك في المهرجان موسيقيون محليون وعازفون يمثلون الموسيقى العربية التقليدية من مصر واليمن وتونس والاراضي الفلسطينية والعراق والمغرب وسوريا ولبنان وأيضا من اسرائيل. وشارك الفنان أمير الصفار في المهرجان بالعزف مع فرقته مساء الخميس (20 مارس) أمام جمهور من مئات المستمعين في (جوز باب) في مانهاتن. ونشأ الصفار في الولاياتالمتحدة لأب عراقي وأم أمريكية وهو يعزف على الة السنطور الوترية الشبيهة بالة القانون كما يغني ويلحن ويؤلف الموسيقى. وكون الصفار فرقته بعد سفره الى العراق في عام 2002. وقال الصفار "أعتقد أنه في الغرب لا يكاد يوجد مفهوم عن الثقافة (العراقية). عندما تذكر كلمة العراق يفكر الناس في الجوانب السياسية ويفكرون في الحرب ويفكرون في مختلف الزعماء الذين جاءوا ورحلوا. لا يوجد تمثيل للثقافة العراقية في وسائل الاعلام الكبرى." وأعرب الصفار عن أمله في أن تساعد فرقته في تقديم الموسيقى العراقية للغربيين وأن تثير اهتمامهم بالثقافة والفن والادب والعمارة العراقية. وأعربت نيكول ماكوتسيس من مجلس الفنون في بروكلين التي شاركت في تنظيم المهرجان عن أملها في ان تساهم العروض المختلفة في تعريف الجمهور الامريكي بالالوان الموسيقية العربية. وقالت "أنا شخصيا أتمنى أن يتركوا فهما لثراء وتنوع الموسيقى العربية وأنها ليست مجرد هز البطن ولا هي تقتصر على شاكيرا وبعض الايقاعات الغريبة بل لها تاريخ طويل. لها تاريخ طويل في بروكلين. ليس الامر مجرد موسيقيين عرب وموسيقى عربية بل موسيقى عربية أمريكية تقليدية ايضا." وشارك في أمسية الخميس في "جوز باب" بالعزف أيضا الفنان سامي أبو شميس وفرقته "ذكريات" التي تقدم موسيقى من العصر الذهبي للسينما المصرية بين عامي 1940 و1970. وولد سامي ابو شميس أيضا في الولاياتالمتحدة لاب فلسطيني وأم أمريكية. ويقول الفنان انه درس الة الكمان في الولاياتالمتحدة ومصر وسوريا. وذكر سامي أبو شميس أنه بالرغم من الاعتقاد أن الكمان الة غربية فقد نجح في استخدامها في المزج بين الالوان الموسيقية العربية والغربية. وقال "يكون الايقاع دائما مثيرا في تلك المقطوعات. بعض المقطوعات التي تصلح للرقص يكون ايقاعها مثيرا. لكن حتى التي تصلح للرقص بدرجة أقل.. القطع التقليدية بدرجة أكبر لها ايقاعات تشد الناس في بداية الامر. الالحان ممتعة جدا فهي طويلة وبها كل تلك التفاصيل الجميلة. الناس تشدهم غرابة الامر عندما يستمعون اليه لاول مرة." وأضاف "معظم ردود فعل الجمهور تكون من العرب لانهم معتادون على التجاوب ويقولون (هذا جميل). الجمهور الغربي يحب الموسيقى لكنه في الغالب لا يتجاوب بنفس الطريقة. نحن كموسيقيين أصبحنا معتادين على الاثنين. الكثير من الموسيقيين الذين لم يتعودوا على الجمهور الامريكي على الاطلاق ربما يعتقدون ان هذا الجمهور لا يبالي. هم يبالون لكن طريقة استجابتهم مختلفة." ومنطقة بروكلين في نيويورك من أكثر أحياء المدينةالامريكية تنوعا عرقيا ونمت فيها مظاهر الثقافة العربية خلال القرن الماضي. (رويترز)