استيقظت بغداد صباح الاحد 23/3/2008 على أصوات القذائف والصواريخ التي سقطت على وسط بغداد فيما يسمى بالمنطقة الخضراء التي كانت تعتبر أقل مناطق العراق خطورة. فما هى ؟ وهل مازالت خضراء فعلا؟ ومن الذى يقطنها؟ ولماذا تعرضت لهذا الهجوم؟ مساحة المنطقة الخضراء تقول موسوعة الويكيبيديا إن المنطقة الخضراء هي الاسم العام الشائع للمنطقة الدولية الموجودة في العراق، وتحديدا في العاصمة بغداد، والتي تعرف إضافة إلى اسم المنطقة الخضراء باسم "مدينة إيميرالد"، وتبلغ مساحتها حوالي 10 كيلومترات مربعة (أي 4 أميال) وتقع في وسط العاصمة بغداد. أما موقع «جلوبال أورج» الاستخباري العسكري الأمريكي فيطلق على المنطقة الخضراء اسم "المنطقة الدولية" وذلك في إشارة خافتة إلى الترادف مع مفهوم "المنطقة الحرة" المستخدم في الاقتصاديات الرأسمالية الأمريكية والغربية، والذي يشير إلى المنطقة التي يكون فيها "التعامل" حر ومفتوح وبعيداً عن رقابة الاقتصاد الوطني!! كذلك يشير الموقع إلى أنه من الصعب تحديد أو تعيين حدود المنطقة الدولية (المنطقة الخضراء) فهي تزداد بمرور الأيام وتزايد الاحتياجات والمعاملات، أي كلما تزايد المتعاملون والكيانات التي تبحث عن الحماية لنفسها لدى الأمريكيين من ضربات المقاومة العراقية. المقيمون تضم المنطقة الخضراء مركز قيادة قوات التحالف، والبعثات الدبلوماسية الدولية، ومقر الحكومة والبرلمان العراقيين، تعتبر المنطقة من الناحية الفعلية منطقة سيادية أمريكية، يشرف منها الأمريكيون على تسيير شئونهم. ويعاني سكان المنطقة الخضراء الذين يقدمون خدمات للقوات الأمريكية من نقص حاد في كوادرهم بسبب الاصابات والقتل ورفض الشعب ان يتعامل معهم. دور المنطقة الخضراء المنطقة الخضراء فى بغداد تقوم المنطقة الخضراء بدور "كابينة القيادة" ل"سفينة" الاحتلال الأمريكي في العراق، ويمكن تصنيف المنشآت الموجودة في المنطقة الخضراء على النحو الآتي: • منشآت القيادة العليا: وتتمثل في السفارة الأمريكية ورئاسة القوات الأمريكية والسفارة البريطانية. • منشآت القيادة التنفيذية الوسطى: وتتمثل في مكاتب الخبراء والمستشارين الأمريكيين، ومراكز الشركات التي تقدم الخدمات لسلطات الاحتلال، مثل شركة بلاك ووتر الأمنية والشركات النفطية وشركات المجمع العسكري – الصناعي الأمريكي. كذلك تمثل المنطقة الخضراء الرمز الذي يمثل إرادة القوة الأمريكية على الأرض العراقية، فكل الجنرالات والفيالق العسكرية الأمريكية توجد رئاستها في المنطقة الخضراء. منطقة "الخيال العلمى" المعلومات التي تتسرب حول المنطقة الخضراء أصبحت تفوق حد الخيال، وهي تشبه إلى حد ما "مدن الخيال العلمي" التي نشاهدها في الأفلام والمسلسلات، من حيث المكاتب والمرافق المزودة ب"شاشات البلازما" الكبيرة المتصلة بالأقمار الصناعية والتي تستطيع (كما يدعي الأمريكيون) رصد "النملة" وهي تسير في أي مكان في العراق. كذلك توجد في المنطقة الخضراء العديد من المرافق مثل قناة "الحرة" الفضائية التي تمولها الولاياتالمتحدة. وتجدر الإشارة إلى أن الأمريكيين أقاموا منطقة تشبه المنطقة الخضراء في العاصمة الفيتنامية سايجون وقت الاحتلال الأمريكي وعندما حاصرتهم قوات الفيتكونج، انسحب الأمريكيون عن طريق طائرات الهيلوكبتر. هجمات على المنطقة الخضراء احدى التفجيرات بالمنطقة الخضراء لم يكن هجوم الاحد 23مارس 2008 هو الاوحد على المنطقة الخضراء،وانما كان حلقة فى سلسلة طويلة ؛ من ابرزها ما تعرضت له في العاشر من يوليو/ تموز 2006 من سقوط وابل من الصواريخ أدى لمصرع ثلاثة أشخاص، من بينهم أمريكي، وإصابة 18 آخرين. وهكذا، تتعرض المنطقة الخضراء الى هجمات صاروخية وبقذائف الهاون بين فترة واخرى عادة ما تنفذ بحسب تقارير الجيش الامريكي من ضواحي العاصمة العراقية البعيدة، إلا أن الحكومة الأمريكية عادة ما تنتهج سياسة التكتم في الإدلاء بحجم خسائر تلك الهجمات، لتفادي تقديم معلومات قد تساعد المسلحين في تحسين هجماتهم. ورغم الإسم الرومانسي للمنطقة الخضراء إلا إنها لم تجعل العراقيين والعالم ينسون محيط الدم الذي يلف هذه المنطقة الصغيرة المطلة على نهر دجلة.