تحتل الفنانات اللبنانيات مساحة لا يستهان بها من السينما المصرية، بحيث اصبحن يشكلن جزءاً لا يتجزأ من عناصرها. الفنانة نيكول سابا كانت اول من افتتح هذه الموجة عندما شاركت في فيلم «التجربة الدنماركية» الى جانب النجم المصري عادل امام، فقامت الدنيا ولم تقعد في اوساط الممثلات المصريات اللواتي تساءلن عن سبب اختيار إمام وجهاً لبنانياً يلعب دور البطولة الى جانبه بدلاً من وجه مصري معروف. وكان عادل امام الملقب ب «الزعيم» في مصر قد شاهد نيكول سابا في احد البرامج التلفزيونية الفضائية، فاتصل بها في اليوم التالي يعرض عليها فكرته، وتقول نيكول: «كانت مفاجأة كبيرة لي، فهناك ممثلات مشهورات في السينما العربية يتمنين الوقوف الى جانب عادل امام. لذا عندما اتصل بي لم استوعب الأمر في البداية، ثم ادركت انني امام مسؤولية كبيرة». ولم تقتصر فرصة نيكول على هذا الفيلم، اذ عادت ولعبت دور البطولة في فيلمين مصريين آخرين هما «ثمن دستة اشرار» و«قصة الحي الشعبي»، ما كرسها ممثلة افلام مصرية بامتياز. وبعد نيكول كرت السبحة لتشمل المطربتين مايا نصري ورولا سعد، اضافة الى زميلتهما مادلين مطر الموجودة حالياً في مصر لتصوير فيلم استعراضي من انتاج محمد السبكي، وهو احد اهم المنتجين المصريين. اما الاعلامية رزان المغربي فدخلت ايضاً هذا المجال وشاركت في اكثر من فيلم مصري بينها «حكم الغرام»، الذي يعرض حالياً في صالات السينما المصرية، ولعبت فيه دورالبطولة الى جانب الممثل المصري خالد النبوي. ويتردد ان عادل امام يرشحها لتقاسمه البطولة في فيلمه الجديد. ورغم العروض السينمائية التي طاردت نانسي عجرم ونوال الزغبي ودينا حايك، فإن هيفاء وهبي كانت الوحيدة التي وافقت على سيناريو فيلم مصري هو في حكم التنفيذ بعد الاعلان عن تصويره في القاهرة. ومعلوم ان هذه الظاهرة التي تغيب فترة ثم لا تلبث ان تعود حاملة معها اسماء لبنانية جديدة، سبق ان استقطبت الاعلامية مادلين طبر الخوري، والممثلة التلفزيونية ليز سركيسيان المعروفة حالياً ب «ايمان»، وكانت اللبنانية نور السبّاقة في هذا المجال، إذ كانت اول من افتتح هذا الباب عندما شاهدها احد المخرجين المصريين في فيلم اعلاني ترويجي، فأعجب بإطلالتها، كان ذلك بمثابة خطوتها الاولى في السينما المصرية. اما اللبنانية ماجدة الرومي فكان لها تجربة واحدة ويتيمة مع السينما المصرية عندما اختارها المخرج يوسف شاهين لتلعب دور بطولة فيلم «عودة الابن الضال»، الذي ادت فيه اغاني عدة، واعلنت بعد ذلك انسحابها من هذا المجال حتى اشعار آخر، إلا ان الفرصة السينمائية الوحيدة التي درستها بعد اتخاذها قرارها هذا، كانت تدور حول اشتراكها في بطولة سينمائية الى جانب الممثل المصري الراحل احمد زكي، إلا ان هذا التعاون لم يكتمل اثر مرض زكي ووفاته.
