الاهرام 16/12/2007 تشارك مصر في العديد من التجمعات والتكتلات الدولية والإقليمية بخاصة تلك التي تدخل في دوائر الجوار المباشر سواء منها العربية أو الإفريقية أو الأورومتوسطية... بهدف دعم أواصر العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية وتبادل المنافع التجارية والحفاظ علي مصالحها الاستراتيجية وأمنها القومي وكسب التأييد اللازم للقضايا المصيرية في المحافل الدولية. ولا يمكن القول بأن كل هذه التجمعات أو التكتلات حققت أو تحقق الأهداف المرجوة منها بل إن كثيرا من هذه التجمعات تتحول إلي أدوات لتفريغ القضايا من مضمونها أو تأجيلها... ومن هنا كان من الضروري أن تتحري مصر حقيقة الأهداف والدوافع التي تحيط بالمبادرة الفرنسية التي طرحها الرئيس ساركوزي لتأسيس اتحاد يضم دول شمال وجنوب المتوسط وأن توليها كما أعلن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط الاهتمام الكافي لدراسة متعمقة خصوصا أن ما أعلن من تفاصيل المشروع حتي الآن لم يخرج عن افكار عامة طرحها ساركوزي في زيارته للجزائر والمغرب لا تقدم جديدا يختلف عن مبادرات قائمة تستهدف دعم العلاقات والتعاون بين الدول المطلة علي البحر المتوسط. والذي لاشك فيه أن دول الاتحاد الأوروبي الذي يعقد اتفاقات شراكة مع معظم دول المتوسط ويعززها تجمع دول عملية برشلونة الذي يواصل نشاطه منذ عشر سنوات, فوجئت بالمشروع الفرنسي الذي يقتطع من علاقات الاتحاد الأوروبي بدول المتوسط. ومن ناحية أخري فقد أعربت المانيا وإسبانيا عن مخاوفهما من أن تؤدي مبادرة ساركوزي إلي تفتيت الاتحاد الأوروبي, وإضعاف سياسته الخارجية في منطقة البحر المتوسط وهي سياسة وهو ما عبرت عنه انجيلا ميركل مستشارة ألمانيا بصراحة. وربما كان من أهم النقاط التي أشار إليها ابو الغيط في تصريحاته أن عدم حل القضية الفلسطينية سوف يعوق أطرافا عربية من الانضمام للاتحاد المتوسطي المقترح... وغني عن البيان أن عملية برشلونة لم تنجح في القيام بأي دور إيجابي في تفعيل الدور الأوروبي في الصراع العربي الإسرائيلي.. إذ تتخذ الدول الأوروبية وعلي رأسها فرنسا ساركوزي موقفا سلبيا تراجعيا من النزاع الإسرائيلي الفلسطيني قد لا يخدم في النهاية غير إسرائيل, ويكرس إبعاد تركيا عن الانضمام للاتحاد الأوروبي. ولهذه الأسباب لم يكن مفهوما أن يبادر بعض الوزراء المصريين ورجال الأعمال الذين حضروا اجتماعات المجلس المصري الفرنسي في باريس أخيرا, إلي إعلان مساندتهم لمبادرة ساركوزي قبل بلورتها واقرارها رسميا... فمازالت هناك تساؤلات كثيرة حول جدواها, وهل تكون مقدمة لالغاء عملية برشلونة؟! وهي قضية لا ينبغي أن تترك للمواقف الفردية. المزيد فى اقلام واراء