سجلت اسعار العقارات المنزلية في بريطانيا في شهر نوفمبر اقوى تراجعات منذ نحو 12 عاما، وذلك حسب المعطيات التي اعلنها مصرف "نيشنوايد" البريطاني للاقراض العقاري. وتشير الارقام الاحصائية للمصرف العقاري إلى تراجع المتوسط العام للعقارات المنزلية بمعدل ثمانية اعشار نقطة مئوية، وهو اقوى تراجع شهري مسجل منذ فبراير من العام الماضي ,وبموجب هذه المعطيات انخفضت نسب الزيادة السنوية لاسعار العقارات المنزلية في بريطانيا لتصل إلى 6.9 في المئة مقابل زيادة بلغت نسبتها 9.7 في المئة في اكتوبر. كما اعلن بنك انجلترا المركزي إن العدد السنوي للقروض العقارية المنجزة تراجع باقوى مستوى لها منذ ثلاثة اعوام. وذكر التقرير إن 88 ألف قرض عقاري تمت الموافقة عليها من قبل البنوك المقرضة في اكتوبر، وهو اقل بنسبة 12 في المئة مما سجل في الشهر السابق له، واقل بنحو 31 في المئة من لامسجل في نفس الشهر من العام الماضي. كما ان الازمة المالية الدولية سيكون لها تأثير ركودي على اسواق العقارات وليس تأثيرا سلبيا ضاربا ,وتعتبر ارقام ومعطيات الاقراض العقاري مؤشرا رئيسيا في معرفة النشاطات الحالية والمتوقعة للفترة القريبة في سوق العقارات المنزلية البريطاني. وقد ذكر محللون إن ارقام بنك "نيشوايد" وبنك انجلترا المركزي تشير إلى وجود تراجع قوي في اداء هذا السوق. كما ذكرت فيونولا ايرلي كبيرة الاقتصاديين في مصرف "نيشنوايد" إن تلك الارقام تؤكد ان سوق العقارات المنزلية قد دخل مرحلة البرود وتراجع النشاط. ويضيف مصرف "نيشنوايد" إن التراجع بنسبة ثمانية اعشار نقطة مئوية يعتبر الاقوى في ارقام المصرف منذ يونيو من عام 1995. وبموجب تقديرات المصرف بلغ المتوسط العام لسعر العقار المنزلي في بريطانيا نحو 186 ألف جنيه استرليني (نحو 372 ألف دولار)، وهو اعلى بمعدل 12 ألف جنيه (24 ألف دولار) عن متوسط العام الماضي. إلا أن مجلس مؤسسات الاقراض العقاري البريطانية يقول إن التراجع في هامش التضخم السنوي قد لا يكون حادا كما قد يبدو، وانه قد يعود جزئيا إلى المشاكل الحالية في اسواق المال الدولية. ويبدو ان بعض المناطق البريطانية كانت منيعة ضد هذه التقلبات في سوق العقارات، ولم تتأثر بها كما هو حال مناطق اخرى,إذ بينت ارقام مؤسسة تسجيل الاراضي الحكومية ان اسعار العقارات المنزلية في انجلترا وويلز ترتفع بمعدل 8.1 في المئة. لكن منطقة لندن، التي ظلت حتى اخيرا في مقدمة المناطق في تسجيل الارتفاعات القوية، بدأت هي الاخرى تشهد انخفاضا في الاسعار العالية التي ميزتها في السابق.