أوضحت دراسة دانمركية ان حدوث تجلط للدم في الاوردة يضاعف تقريبا من مخاطر التعرض لأزمة قلبية او سكتة دماغية خلال عام وقدمت الدراسة دليلا قويا على ارتباط هذه الحالات الثلاث ببعضها. وقال هنريك سورينسن وهو عالم في الاوبئة في مستشفى ارهوس انه من المعروف منذ فترة طويلة ان جلطات الدم في الشرايين التاجية احد الاسباب الشائعة للاصابة بالازمات القلبية والسكتات الدماغية ولكن العلماء كان يعتقدون الى حد كبير ان جلطات الدم في الاوردة ليس لها علاقة بهذه الاصابات. واشارت الدراسة الى ان التجلط في الاوردة زاد من مخاطر التعرض إما لنوبات القلب او السكتات الدماغية بنسبة تصل الى 90 في المئة خلال عام بالمقارنة مع الاشخاص الذين لا يعانون من جلطات. وقال هنريك الذي يقود الفريق المشرف على الدراسة "لقد اوضحنا العلاقة بين هذه الامراض لأول مرة في دراسة كبيرة جدا وكان ينظر الى ان هذه الامراض منفصلة تماما عن بعضها". وقالت الدراسة التي نشرتها دورية لانسيت ان الخطورة النسبية مقارنة بالاشخاص الغير مصابين بجلطات وريدية ظلت ايضا اعلى بما يتراوح بين 20 و 40 في المئة لفترة تصل الى 20 عاما على الاقل. وقالوا انهم لا يعرفون ما سبب الصلة بين جلطات الوريد و نوبات القلب و السكتات الدماغية ولكن يمكن ان تكون البدانة عنصرا رئيسيا في هذا الامر. ويحدث تجلط الدم في الاوردة حينما يتم منع دوران الدم في احد الاوردة الغائرة وغالبا ما تكون في القدم وتجلط الاوردة ليس مميتا ولكن قد يسبب الوفاة اذا انتقلت الجلطات من خلال الجسم الى الرئتين مسببة انسدادا دمويا في الرئة. وقال سورينسن ان الفريق الدنمركي اوضح ان حقيقة ارتباط الجلطات الوريدية على ما يبدو بالازمات القلبية والسكتات الدماغية كان امرا مفاجئا لان الحالة مختلفة تماما عما كان يعتبر السبب الرئيسي لنوبات القلب. على سبيل المثال كان العلماء ولفترة طويلة يعرفون ان الازمات القلبية والسكتات الدماغية تحدث نتيجة تأثيرات تصلب جدران الشرايين ولكن حدوث جلطات الدم لا يسبب تصلب في الاوردة. واضاف سورينسن "لا تحدث مثل هذه العملية في الاوردة ولذلك انه امر غريب بأن يكون هناك صلة." وحلل الفريق البيانات من قواعد البيانات الوطنية في الدنمارك خلال فترة 20 عاما وقد استبعدوا المرضى المصابين بنوبات قلبية وقاموا بعد ذلك بقياس مخاطر الاصابة بأزمات القلب والسكتة الدماغية على اكثر 25000 مريض مصاب بتجلط كبير في الوريد. وقال جوردون لوي وهو باحث في جامعة جلاكسو في تعليق له في لانست "ان ايجاد علاقة بين الحالات يمكن ان يساعد في منع نوبات القلب والسكتة الدماغية عن طريق اعطاء عقاقير لعدد اكبر من الاشخاص بهدف التقليل من جلطات الدم".