عبر وزراء المالية الأوروبيون عن قلقهم الثلاثاء مع تراجع أسواق الأسهم لليوم الثاني على التوالي مدفوعة بالمخاوف من حدوث ركود في ظل عدم وجود تأكيدات تذكر بأن أوروبا ستخرج سالمة من عاصفة قادمة من الولاياتالمتحدة. فقد انخفض سعر الخام الامريكي الخفيف أكثر من أربعة دولارات الثلاثاء ليسجل أدنى مستوى منذ أوائل ديسمبر كانون الاول الماضي بفعل المخاوف من ركود محتمل في الولاياتالمتحدة من شأنه أن يبطيء الطلب على النفط. وقال رئيس وزراء مالية منطقة اليورو رئيس وزراء لوكسمبورج جان كلود يونكر إن الاقبال على البيع غير منطقي في بعض جوانبه ، وأضاف يونكر للصحفيين لدى وصوله الثلاثاء لحضور الاجتماع "عندما تتصرف الاسواق المالية بشكل غير منطقي .. ويدفعها سلوك القطيع .. عندما تظهر أسواق الاسهم ميلا نحو سياسة السعي للربح الفوري .. لا يوجد مبرر لان يتصرف وزراء المالية بنفس الشكل." وأكدت وزيرة المالية الفرنسية كريستين لاجارد "حتى اذا دخلت الولاياتالمتحدة في ركود... فهذه ليست مأساة في حد ذاتها."، ودعت الى الهدوء رغم ما وصفتها بعملية تصحيح واسعة بالاسواق مع تراجع الاسهم الاسيوية مما مهد لمزيد من الاضطرابات في أوروبا حيث تسبب الاقبال على البيع الاثنين في أكبر خسائر للاسهم في يوم واحد منذ هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001. وشاركت لاجارد في المحادثات العادية لوزراء مالية دول منطقة اليورو وعددهم 15 الاثنين وهو الاجتماع الذي تم توسيعه الثلاثاء ليشمل باقي دول الاتحاد الاوروبي البالغ عدد أعضائه 27. ومن جانبه ، يرى خواكين المونيا مفوض الشؤون الاقتصادية والنقدية بالاتحاد أن "الامر لا يتعلق بركود عالمي... انه يتعلق بركود أمريكي.. خلق هذا الوضع في الاسواق." وعقب اجتماع الاثنين ، أقر الوزراء بأن أوروبا لم تعد تستبعد حدوث ركود بالولاياتالمتحدة غير أنه يمكنها مقاومته دون الانزلاق الى الانكماش أيضا. وحضر جان كلود تريشيه رئيس البنك المركزي الاوروبي ودومينيك ستراوس كان رئيس صندوق النقد الدولي المحادثات أيضا لكنهما لم يدليا بتعليقات لدى وصولهما. وكرر يورجن شتارك عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الاوروبي دعوات للهدوء. وقال لاذاعة دويتشلاندفونك الالمانية "الاسواق مضطربة بشدة. تتلقى معلومات يوميا وهي شديدة التأثر بها .. ربما بشكل مفرط." ودعا الرئيس الامريكي جورج بوش يوم الجمعة الى حزمة تخفيضات ضريبية واجراءات سريعة أخرى ربما تتكلف ما بين 140 و150 مليار دولار لانقاذ الاقتصاد الذي تضرر بشدة بسبب تباطؤ سوق الاسكان وأزمة الرهون العقارية عالية المخاطر وأزمة الائتمان العالمية. غير أن الاسهم الاسيوية خسرت رغم ذلك من أربعة الى ثمانية بالمئة من طوكيو الى سيدني الثلاثاء كما بدأت الاسهم الاوروبية بأداء لا يبعث على التفاؤل. وخسر مؤشر يوروفرست 300 اثنين بالمئة في بداية التعاملات كما فقد مؤشر فاينانشال تايمز البريطاني 2.7 بالمئة. وهبط مؤشر كاك 40 الفرنسي 2.8 بالمئة وداكس الالماني 3.8 بالمئة. غير أن بعض تلك الخسائر تراجع بمرور الوقت حيث ارتفع يوروفرست 0.1 بالمئة الساعة 0900 بتوقيت جرينتش عند 1280.81 نقطة.