شهدت محلات بيع الملابس المستعملة اقبالا كبيرا بمناسبة العيد في بغداد التي عجز عدد كبير من سكانها عن شراء ملابس جديدة بسبب تراجع قدرتهم الشرائية. ويؤكد ابو حسين (63 عاما) اقدم بائع للملابس المستعملة في منطقة ساحة التحرير في قلب العاصمة وهو يستقبل زواره «بعد 2003 اتسم عملنا بالركود بسبب عزوف الناس عن شراء الملابس المستعملة في ظل قدرة شرائية واضحة في تلك الفترة» التي تلت سقوط نظام صدام حسين. واضاف «لكن الان تغير الحال في ظل موجات الاسعار المرتفعة التي بدأت تثقل كاهل العراقيين وبدأ هذاالنوع من التجارة يعود الى الانتعاش». وتشهد الاسواق العراقية الآن ارتفاعا كبيرا في اسعار الملابس المستوردة الامر الذي دفع بعدد كبير من العراقيين الى اللجوء الى اسواق بيع الملابس المستعملة القادمة من دول اوروبية عبر تركيا. وتابع ابو حسين «في السابق كانت منافذ تجارتنا عبر الاردن و سوريا اما الان فنحن نعتمد على المعابر الحدودية في اقليم كردستان العراق حيث تجلب الشاحنات كميات كبيرة من الملابس المستعملة ونقوم بتوزيعها الى باقي مدن البلاد». واشار ابو حسين الى ان الانتعاش المتجدد لهذه الحرفة دفعه الى التعامل مع وكلاء ينتشرون في عموم المدن العراقية. وتتنوع الملابس بين البدلات الرجالية التي يتراوح سعرها بين عشرين وثلاثين دولارا في حين يبلغ سعر البدلة الجديدة اكثر من مائة دولار وكذلك السراويل الرجالية ومعدل سعرها خمسة دولارات فيما الجديدة بسعر عشرة دولارات. ويقول علي حسين (30 عاما) الذي كان يبحث عن بدلة «مدخولي الشهري لا يسمح لي بشراء بدلة جديدة لارتفاع سعرها فاضطر الى شراء واحدة من محال بيع الثياب المستعملة وهنا تتوفر انواع جيدة واسعارها مناسبة». ويتابع حسين الذي يعمل في احد مطاعم الوجبات السريعة «عموما انا احتاج مثل هذه البدلة في اوقات محدودة جدا لطبيعة عملي وهي مناسبة لي بدلا من شراء واحدة مكلفة لااستطيع تسديد مبلغها». يشار الى انه خلال فترة الحصار الاقتصادي الذي فرض على العراق في التسعينيات شهدت عملية بيع الملابس المستعملة رواجا لافتا لعدم قدرة العراقيين على شراء الملابس الجديدة