يتوجه الناخبون الجزائريون إلى صناديق الاقتراع غداً الخميس لاختيار رئيس جديد لهم من بين ستة مرشحين.، لفترة رئاسية مدتها خمس سنوات . يأتى ذلك وسط الانقسام حول ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة حيث يخوض بوتفليقة الانتخابات الرئاسية للمرة الرابعة على التوالي منذ انتخابات 1999 فيما يخوض موسى تواتي ولويزة حنون وفوزي رباعين سباق الانتخابات الرئاسية للمرة الثالثة. ويشارك رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس في سباق الرئاسة للمرة الثانية فيما يخوض عبدالعزيز بلعيد للمرة الأولى، والأخير هو أصغر المرشحين وينتمي إلى جيل الشباب. وتشهد انتخابات الغد مواجهة متجددة بين بوتفليقة ورئيس حكومته الأسبق علي بن فليس بعد مواجهة انتخابية ساخنة جرت بينهما في رئاسيات 2004 انتهت لصالح الرئيس بوتفليقة. وتنقسم ترجيحات المراقبين بين فوز شبه محقق للرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة المرشح لولاية رابعة، واحتمال أن يحقق منافسه الأبرز علي بن فليس مفاجأة فالبعض يرى في الرئيس بوتفليقة استقرارا يجنب البلاد بعض المخاطر والبعض الآخر يجده جمودا سياسيا . صراع كرسي قصر المرادية احتدم في الفترة الأخيرة، وجعل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يقول في الرسالة التي وجهها إلى الشعب الجزائري "إني أهيب بكافة المواطنات والمواطنين ألا يفرطوا في المشاركة في الانتخاب الرئاسي أو يسهوا عنه،" مضيفا أن "التصويت واجب أكثر منه حق يجنّب التفكك والانفصام". فيما أنكر بن فليس كل التهم التي أسندت إليه بارتكاب اعمال ارهابية وراح يكشف القرارات التي كان يتخذها بوتفليقة في زمن مضى. الحملة الانتخابية جرت في جو من التخويف من انفلات الأمن في الشارع في حال حصول تزوير. التقارير حول مخطط لإحداث فوضى في البلاد بعد الانتخابات أثّر في سلوك الجزائريين في الساعات القليلة الماضية إذ تضاعف حجم السيولة النقدية التي سُحبت من المصارف وتوجه آلاف المواطنين نحو المحال التجارية الكبرى لشراء كميات كبيرة من المواد الأساسية. في المقابل، بدأت الأجهزة الأمنية بتنفيذ الخطة المقررة لتأمين انتخابات الرئاسة وشهدت المدن الكبرى حضوراً كثيفاً لرجال الأمن والدرك في أهم الشوارع وأمام المؤسسات الرسمية. ويسعى الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة إلى الاستمرار في الحكم لولاية رابعة لكنه لم يشارك في الحملة الانتخابية لظروفه الصحية منذ أن أُصيب بجلطة دماغية في ربيع العام الماضي فيما تولى7 سياسيين بارزين الترويج لبرنامجه الانتخابي الذي حمل عنوان «الاستقرار». وإذا كان بن فليس المنافس الأول للرئيس المرشح بوتفليقة فإن المرشحين الأربعة الآخرين يملكون حظوظاً لكسب تأييد شرائح معينة من الناخبين أبرزهم زعيمة حزب العمال لويزة حنون التي تحظى بدعم اليساريين، فيما أظهر المرشح عبد العزيز بلعيد قدرة كبيرة على حشد الشباب كونه أصغر المرشحين سناً، أما فرص المرشحَين علي فوزي رباعين وموسى تواتي فتبدو ضعيفة. الجيش الجزائري أعلن وقوفه على الحياد وأكدت وزارة الدفاع رفضها التجاوب مع أصوات تطالب الجيش بما «يخل بالدستور والقانون» خلال الانتخابات «ليتسنى لها تمرير المؤامرات المعادية للجزائر أرضاً وشعباً» يُذكر أن الناخبين الجزائريين في الخارج وعددهم حوالى مليون بدأوا منذ السبت الماضي بالتصويت فيما بدأ البدو الرُحل بالاقتراع منذ يومين. الاقتراع الرئاسي المرتقب غدا الخميس هو الخامس في ظل التعددية الحزبية في تاريخ الجزائر، وسيتم عبر 11 ألف مركز اقتراع ونحو 50 ألف مكتب، منها 167 مكتباً متنقلاً يعمل فيها 460 ألف شخص.ويبلغ عدد من يحق لهم التصويت أكثر من 22 مليون . تجرى هذه الانتخابات في ظل دعوات لمقاطعتها من جانب أحزاب معارضة أبرزها «حركة مجتمع السلم» التي تُعتبر امتداداً للاخوان المسلمين إضافةً إلى تكتل سياسي يضم أحزاب علمانية هي «التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية» و «جيل جديد» وأخرى إسلاميةهي: حركة «النهضة» و «جبهة العدالة والتنمية» وتيار رئيس الحكومة السابق أحمد بن بيتور. ونشأت حركات تنادي بالتغيير عن طريق التظاهر في الشارع منذ ترشح بوتفليقة أبرزها حركة «بركات» (كفى). ودأب مناصروها على الاعتصام في الشارع حيث تعرضوا للاعتقالات والمضايقات من جانب الشرطة لكن «بركات» لم تتمكن من حشد أعداد كبرى من الجزائريين خلال تحركاتها. ولم يستبعد مراقبون أن تشهد الانتخابات دورةً ثانية بين بوتفليقة وبن فليس اللذين حققا أكبر نسبة من الحضور الجماهيري في تجمعاتهما الانتخابية خلال الحملة التي استمرت 21 يوماً.