بينما تتراجع نسبة المدخنين في الغرب تتزايد في الشرق ولم تسلم حواء من هذه الظاهرة الخطيرة فقد تحولت اليوم إلي مدخنة للسيجارة والشيشة أيضا. بل إن الاحصائيات تؤكد أن أرقام المدخنات للشيشة في تزايد فحتي سنوات قليلة كان 3% من إجمالي مدخني الشيشة من النساء.. اليوم أكثر من 20% من مدخني الشيشة من الفتيات وليست هذه هي القضية فحسب وإنما القضية الأهم هي التزايد الكبير في العالم والذي بلغ حسب آخر الاحصائيات إلي نحو 5.1 مليار شخص وإن هناك 7 حالات وفيات من بين عشر يموتون يومياً نتيجة التدخين بإجمالي 5 ملايين شخص يقتلهم التدخين سنوياً تزيد إلي 10 ملايين حالة وفاة بحلول عام 2020 وأن 70% منهم في الدول النامية وأن الخسائر الناجمة عن التدخين تزيد علي 200 بليون دولار سنوياً. ونعود إلي مصر حيث عقد المركز القومي للبحوث العديد من الندوات حول "التعاطي عند المراهقين". "ونحو مجتمع أفضل بدون تدخين". وكلاهما لدراسة أضرار التدخين وتأثيره السلبي علي الصحة والبيئة. والمفاجأة التي فجرها المشاركون في هذه الندوات كانت من العيار الثقيل والتي تتطلب ليس فقط البحث عن اضرار التدخين وإنما في دراسة الاضرار التي لحقت بالأخلاق والعادات والقيم التي أصابت الأسرة المصرية في الصميم. فقد أكد المشاركون تراجع نسبة المدخنين من الرجال وتزايد النسبة بين السيدات وشرائح كبيرة من الشباب والمراهقين فقد وصلت نسبة المدخنات إلي نحو 15% والمراهقين 20% أي أن نحو 35% من المدخنين من العناصر الجديدة التي لم يكن لها علاقة بالتدخين ليس فقط لأسباب صحية ولكن لأسباب أخلاقية. كانت تمنع هؤلاء من الاقتراب من السجائر أو تدخينها وإذا كانت خطورة تقلق المراهقين بالسجاير ترتبط بالصحة العامة والإصابة بأمراض التدخين من الضغط والعجز وغير ذلك.. فإن خطورة تقلق السيدات بالدخان ترتبط بالمستقبل وخاصة لخطورة التدخين علي السيدات الحوامل واضراره الكبيرة علي الأجنة في الأرحام. تقليل فرص انجاب الذكور : وفي بريطانيا خلصت دراسة جديدة إلي أن التدخين أثناء الحمل يقلل من فرص إنجاب الذكور وبخاصة إذا كان كلا الأبوين من المدخنين.. وأكدت نتائج الدراسة التي أجراها الأستاذ برنارد براين وفريقه الطبي علي تسعة آلاف حالة حمل ونشرتها صحيفة الاندبندنت البريطانية علي أن فرص انجاب الذكور تتضاءل إلي النصف في حالة كان الأبوان من المدخنين. وخصت الدراسة المراحل الأولي من الحمل في هذه الفرص. مشيرة إلي أنه يمكن للتدخين أن يقتل الأجنة الذكورية في الرحم كما يسبب الاجهاض.. وأشار براين إلي أن المواد الموجودة في السجائر مثل النيكوتين تعيق الحمل وتمنع وصول الحيوان المنوي إلي البويضة. وبينت الدراسة تزايد نسبة المواليد من الإناث عن الذكور نتيجة لزيادة نسبة التدخين لدي الأمهات. البوابة الملكية للإدمان : ويؤكد دكتور عادل عاشور أستاذ طب الأطفال ومقرر إحدي هذه الندوات بالمركز أن ظاهرة التدخين تؤثر سلباً علي صحة الإنسان والبيئة وما يصاحب ذلك من تلوث يضر بالكل ولذلك كانت أولي هذه الندوات عن مخاطر التدخين لأنه البوابة الملكية للإدمان. ولو حورب من البداية فسوف تقلل من نسبة إدمان الشباب وهم قوتنا المستقبلية ورمز مصر الذي لابد من الحفاظ عليه. شقاوة بنات : وبدأت هذه الظاهرة تأخذ منحني آخر حيث تعدت من مجرد شقاوة بنات إلي الإدمان علي التدخين والتباهي به. والذي لا يقتصر علي السجائر فقط بل يمتد حالياً إلي تدخين الشيشة في المقاهي العامة وتعاطي حبوب الهلوسة المخدرة. بالإضافة إلي إعداد المشروبات الروحية من مكونات بسيطة يكون تأثيرها أقل من المسكرات الأصلية. وتعد عادة تدخين الفتيات المراهقات أمرا موجوداً في جميع دول العالم.. فقد ذكر آخر إحصاء أن نسبة التدخين في إحدي مدارس جدة بالمملكة العربية السعودية 27% بين طالبات المرحلة المتوسطة والثانوية. فيما بلغت نسبة المدخنات بين الجامعات في منطقة الرياض 16%. وفي مصر أكدت دراسة حديثة إن أكثر من 50% من الفتيات المصريات في سن المراهقة يدخن السجائر والشيشة. وقالت الدراسة إن 5% فقط من هؤلاء الفتيات المدخنات مقتنعات بالتدخين وأن 25% من الفتيات المدخنات يدخن دون اقتناع بينما 30% منهن يدخن لمجرد التقليد. أما آخر احصائية صدرت عن وزارة الصحة في البحرين ذكرت إن الوضع بدأ يتفاقم في مدارس البحرين حيث بلغت نسبة التدخين بين طلبة المدارس الحكومية 34% من طلاب المدارس الثانوية بينما تقابلها 9.11% نسبة التدخين لدي الطالبات. وهذه الاحصائيات تجعلنا نتساءل. كيف وصل حال فتياتنا إلي هذا الحد؟ وما هي الأسباب المتبعة في القضاء علي هذه الآفة؟ رغم أن التجارب أثبتت أن الحمار يرفض أكل التبغ المستخدم في السجائر حتي لو مات جوعاً. كما أكدت الدراسات أن الحشرات تأبي أن تحط علي هذه النبتة.