شهدت 33 مدينة تركية احتجاجات مناهضة للحكومة واشتباكات مع قوات الشرطة عقب وفاة بركين آلفان الذي يبلغ من العمر 15 عاما بعد دخوله في غيبوبة منذ تسعة أشهر بسبب إصابته في رأسه بقنبلة غاز مسيل للدموع أطلقتها قوات الشرطة في منطقة "أوك ميداني" أثناء خروجه من منزله لشراء الخبز إبان أحداث متنزه جيزي بارك باسطنبول في أوائل يونيو الماضي. تجمع المتظاهرون، وبشكل خاص من طلبة الجامعات, في 33 مدينة وعلى رأسها اسطنبولوأنقرة وإزمير ومرسين وإسكيشهير وتونجلي ودنيزلي وسامسون وأضنة وقونية وأيدن وإديرنة وبولو وموغلا وبطمان احتجاجا على قوات الشرطة التي تتحرك بأمر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، بحسب قولهم. وذكرت محطة "إن. تي. في." الإخبارية التركية، اليوم الأربعاء، أن آلاف المواطنين تجمعوا في أحياء اسطنبول المهمة مثل قادي كوي وبيشكتاس وأوك ميداني وشارع استقلال المؤدي إلى ميدان تقسيم رافعين شعار "المقاومة في كل مكان, بيركين آلفان في كل مكان". واندلعت اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الشرطة التي أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين في هذه الأحياء فيما رد المتظاهرون بالحجارة والألعاب النارية على الشرطة التي قامت باعتقال 200 شخص. كما اندلعت اشتباكات مماثلة في ميدان كيزيلاي بوسط العاصمة أنقرة وكان أغلب المحتجين من طلبة جامعة أنقرة و "حاجة تبة", فيما تعرض طلاب جامعة الشرق الأوسط التقنية في منطقة أخرى بأنقرة إلى مواجهة عنيفة من قبل قوات الشرطة لمنعهم من الوصول إلى وسط المدينة وإرغامهم على العودة إلى الحرم الجامعي. واستمرت الاحتجاجات والمطاردات حتى الساعات الأولى من فجر اليوم الأربعاء في الشوارع الرئيسية والفرعية بأنقرة وتضررت العديد من المحلات التجارية بسبب إلقاء المتظاهرين الحجارة على قوات الشرطة التي استخدمت هي الأخرى كميات كبيرة من قنابل الغاز المسيل للدموع واعتقلت 51 شخصا. وفي مدينة إزمير بغربي تركيا, اندلعت تظاهرات تخللتها اشتباكات عنيفة أدت لتضرر عدد كبير من المحلات التجارية بأضرار مادية كبيرة بعد استخدام الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي ومدافع المياه وألقت القبض على عدد كبير من المتظاهرين وإصابة عشرة آخرين بجروح مختلفة بعد إطلاق الشرطة الرصاص المطاطي عليهم. وفي أول تصريحات لها عقب الإعلان عن وفاة ابنها بيركين, اتهمت والدة الشاب رئيس الوزراء أردوغان بالمسئولية عن مقتله, مضيفة أن "الله لم يأخذ بيركين بل أخذه أردوغان"، بحسب وصفها. ومن جانب آخر، انتقد زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليجدار أوغلو رئيس الوزراء التركي، قائلا دافع "رئيس الحرامية" عن المواطنة المصرية في إشارة إلى أسماء البلتاجي التي أعلن عن وفاتها خلال أحداث شارع رابعة العدوية بمصر وبكى عدة مرات أمام حشود كبيرة من جماهيره بعد وفاتها لكنه لم يتصل ولم يقدم حتى واجب العزاء لأسرة الشاب التركي بركين. ويبدو أن قضية وفاة بركين آلفان أصبحت شرارة الانتقادات الموجهة لحكومة أردوغان حيث لم يحاكم المسؤولين عن إطلاق قنبلة الغاز المسيل للدموع على رأسه, بل قد تمثل شرارة لأحداث مماثلة لأحداث ميدان تقسيم العام الماضي. يذكر أنه سيتم ظهر اليوم الأربعاء إقامة تأبين وعزاء لبيركين بأحد جامات (منازل) العلويين حيث تنتمي أسرة القتيل للطائفة العلوية، وبوفاة بيركين يرتفع عدد القتلى في أحداث متنزه جيزي بارك والأحداث ذات الصلة في مدن أخرى حتى اليوم إلى ثمانية مواطنين.