انتهى مؤتمر المانحين الذي استضافته الكويت الأربعاء بتعهدات بتقديم أكثر من 2,4 مليار دولار لاغاثة الشعب السوري، بحسب ما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وقال بان كي مون في كلمة ختامية للمؤتمر الذي كان يهدف إلى جمع 6,5 مليارات دولار انه "تم تقديم تعهدات بأكثر من 2,4 مليار دولار خلال المؤتمر". وأعلنت الكويت تقديم نصف مليار دولار "من القطاعين الحكومي والأهلي" فيما أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تقديم بلاده 380 مليون دولار إضافية ليرتفع بذلك إجمالي مساعداتها الإنسانية لسوريا إلى 1,7 مليار دولار. اما بريطانيا فقد تعهدت بتقديم 164 مليون دولار واليابان تبرعت ب120 مليون دولار مقابل 75 مليونا من النرويج. وتقدمت كل من السعودية والامارات وقطر بتعهدات متساوية إذ أعلنت كل من الدول الثلاث تقديم 60 مليون دولار إضافية للبرامج الإنسانية الخاصة بإغاثة الشعب السوري. وذكر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي سبق ان استضافت بلاده مؤتمر المانحين الأول للسوريين قبل سنة، ان مجموع ما كانت قدمته الكويت حتى الآن لإغاثة السوريين بلغ 430 مليون دولار مشيرا إلى ان بلاده "أدركت ان المسار الإنساني... يتيح لها القدرة على تقديم الكثير من الاسهام والعطاء الإنساني". ويأتي مؤتمر المانحين في الكويت الذي رعته الأممالمتحدة قبل أسبوع من مؤتمر السلام المعروف باسم "جنيف 2"، وقد أعرب بان كي مون عن الأمل في ان يفضي المؤتمر إلى "وقف العنف" و"إقامة حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية". من جهة أخرى، أعلن بان ان المنظمة الدولية لم تتخذ حتى الآن قرارا حول مشاركة إيران في مؤتمر "جنيف-2". وقال بان في مؤتمر صحافي "حتى الآن، لم نتمكن من اتخاذ قرار حول مشاركة إيران أو عدمها". وأضاف "أجريت مشاورات مع روسياوالولاياتالمتحدة وهناك تباينات (...) حول دور (إيران) والأسباب الفعلية لمشاركة مماثلة"، مؤكدا ان إيران قوة إقليمية مهمة. ولم تعلن المعارضة السورية بعد ما إذا كانت ستشارك في مؤتمر "جنيف 2"، فيما تدعم روسيا والمبعوث الأممي العربي الخاص لسوريا الأخضر الإبراهيمي مشاركة طهران في هذا المؤتمر مقابل رفض الولاياتالمتحدة لذلك حتى الآن. من جانبها، أعلنت هيئة التنسيق الوطنية من المعارضة السورية في الداخل الأربعاء رفضها المشاركة في مؤتمر جنيف-2، معترضة على "اختزال الطرف الأمريكي" ل"صوت المعارضة"، في إشارة إلى تكليف الائتلاف السوري المعارض تشكيل وفد موحد للمعارضة. وأعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للصحافيين في الكويت انه سيجري اتصالا مع نظيره الروسي سيرجي لافروف الأربعاء في إطار الجهود التي يبذلها البلدان من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار في مناطق محددة. وقال كيري "لدي أمل باننا سنتمكن من الحصول على التدابير اللازمة من النظام السوري لارساء وقف إطلاق نار أيا كانت المناطق التي سيطبق فيها، لاسيما مع زيارة (وزير الخارجية السوري وليد المعلم) إلى موسكو في الأيام المقبلة". وفي كلمة أمام مؤتمر المانحين في الكويت، قال بان كي مون "عندما اجتمعنا قبل سنة (في الكويت)، كان هناك أربعة ملايين سوري بحاجة إلى مساعدة... بعد سنة من ذلك، نواجه أزمة إقليمية وأزمة إنسانية". وأضاف "لقد غادر البلاد أكثر من ثلاثة ملايين نسمة... ونصف إجمالي الشعب السوري، ما يقارب 9,3 ملايين شخص، هم بحاجة لمساعدات إنسانية عاجلة". من جهتها، قالت منسقة العمليات الإنسانية في الأممالمتحدة فاليري اموس أمام المانحين في الكويت ان حوالي 245 ألف سوري محاصرون في بلادهم ويواجهون ظروفا بالغة الصعوبة بما في ذلك النقص في الغذاء. وقالت اموس "أشعر بالاستياء ازاء التقارير المتكررة عن أشخاص ينفد منهم الطعام في التجمعات السكانية المحاصرة، حيث يعيش حوالي 245 ألف شخص. أطفال ونساء ورجال محاصرون وجائعون ومرضى... ويفقدون الأمل في قدرة الأسرة الدولية على مساعدتهم". واعتبرت ان "الحصار بات سلاحا حربيا مع وجود الالاف محتجزين في قراهم وسط نقص في الامدادات والخدمات الأساسية". وكان الاتحاد الأوروبي أعلن الثلاثاء انه سيرفع مساعداته الإنسانية إلى سوريا بمقدار 165 مليون يورو. وخلال اجتماع في الكويت الثلاثاء تعهدت منظمات غير حكومية بتقديم 400 مليون دولار للمساعدة في إغاثة المدنيين السوريين. وتعهدت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ومقرها الكويت بتقديم 142 مليون دولار بينما تعهدت المنظمات الأخرى المشاركة في الاجتماع بالمبلغ المتبقي. وشارك في المؤتمر الأربعاء في الكويت حوالي سبعين بلدا و24 منظمة دولية بمبادرة من الأممالمتحدة التي تسعى إلى أكبر عملية تمويل في تاريخها لإغاثة وضع إنساني ملح في سوريا حيث يعاني 13 مليون شخص من النزاع الذي يدمر بلادهم. وتتوقع الأممالمتحدة ان يتجاوز عدد اللاجئين السوريين أربعة ملايين شخص بحلول نهاية العام 2014.