تشير اصابع الاتهام إلي وجود مخطط ارهابي منظم وراء حدوث الحرائق التي منيت بها اليونان منذ ايام ويؤكد ذلك الامر الذي اصدره ديميترس بابا نجيلوبولوس المدعي المشرف علي قضايا الارهاب و الجريمة، باجراء فحص سريع للتحقق فيما اذا كان اشعال الحرائق وراءها فعل ارهابي ام لا واذا وجدت تطبق عليه احكام العقوبات. وبالفعل تم ايصال طلب المدعي إلي مدير ادارة مكافحة جرائم العنف وكأجراء سياسي فقد اعلنت الحكومة اليونانية مكافأة تتراوح من 100 ألف إلي مليون يورو لمن يدلي بمعلومات تقود إلي مشعلي الحرائق. وعندما سئل وزير الأمن العام فيروناس بوليذوراس حول ارجاع الحكومة اليونانية جريمة الحرائق إلي مخطط ارهابي منظم وان البلاد تواجه تهديدا غير تقليدي رد الوزير قائلا: لدينا ادلة واعتقالات واستدعاءات ونستطيع القول ان الامر يتعلق بالفعل بتهديد غير تقليدي وانتشار الحرائق وتوقيتها وحتي الهجمات الليلية واشتعال النيران في الساعة الثالثة والرابعة ليلا وفي مناطق مستبعدة لمرور شخص مترجل أو سيارة مصادفة، كلها تقودنا إلي نتيجة تطرح مزيدا من الاسئلة وننظر كيف نواجه هذا التهديد غير التقليدي. وفي مقابل وجهة نظر الحكومة اليونانية يأتي رد المعارضة حيث اعلن الحزب الشيوعي اليوناني ان وجود مخطط منظم علي ارضية الاتجار بالاراضي امر لا يمكن ان يتشكك فيه احد ولكن لا يخفي المسئولية السياسية للحكومة تجاه الحرائق ولا يسمح للحكومة بان تتحدث عن تهديدات غير تقليدية بهدف ارهاب الشعب. واعلن تحالف اليسار انه في الوقت الذي يخوض فيه المئات من المواطنين معركتهم من اجل الحياة وبدون اية مساعدات علي الحكومة اليونانية ان تعكف علي مواجهة الدمار بدلا من التخطيط لعلاقات عامة دفاعية كاشفة عن تهديدات غير تقليدية واعداء متخفين وان الذي نلمسه ونعيشه هو عجز الحكومة عن مواجهة الكابوس من ناحية واداؤها الممتاز في اكتشاف العلاقات العامة من الناحية الاخري. ومن جانبه فقد رفض رئيس تحالف اليسار :ان تكون الحرائق قد اشتعلت وفقا لمخطط ارهابي منظم كما تدعي الحكومة اليونانية والحزب الشيوعي وحزب لاوس وحزب البعث الديمقراطي، وقال انه حسب بيانات وصلت اليه فإن الاسباب التي اشعلت الحريق هي اعمدة هيئة الكهرباء والاهمال الذي امتد في كثير من الممرات إلي البناء العشوائي واضاف ان الحكومة لا تصر فقط علي وجود تخطيط منظم وانما تتقدم اكثر من ذلك وتزعم وجود خطة ارهابية منظمة. وقال رئيس حزب تحالف اليسار اذا كانت الحكومة اليونانية تمتلك ما يشيرإلي عملية ارهابية فعليها ان تطلع الاحزاب السياسية عليها وان تقول لنا من اي نوع من المنظمات الارهابية التي سببت الحرائق. ويؤكد حزب المعارضة الرئيسي باسوك ان اشعال الحرائق عمل مدبر ولكنه ركز علي غياب التنسيق وسوء ادارة الحكومة للازمة، ويذهب رئيس حزب المعارضة 'باسوك' إلي القول بأن الشيء غير التقليدي الوحيد الذي يهدد اليونان هو حكومة الديمقراطية الجديدة. والحزب الشيوعي يتحدث عن وجود تدبيرة مخطط من المستفيدين من عملية تحويل وضع الاراضي من غابات إلي اراضي بناء ويحمل الحكومات المتتالية 'للحزبين الكبيرين' المسئولية عن الكارثة. كما ان تحالف اليسار والتقدم يرفضان تماما ان تكون الحرائق مدبرة و يقولان بإنها نتيجة الاهمال والعشوائية في اعمدة الكهرباء ..اما حزب لاوس فيقول ان الحرائق مدبرة ويشاركه حزب البعث الديمقراطي نفس الرأي.