تحقيق: وجيه الصقار القراءة السريعة للأرقام والبيانات التي أعلنتها الجامعات عن أعداد المرشحين تؤكد أن الفوز بالتزكية سيكون من نصيب نسبة عاليه من المرشحين لاتحاد الطلاب.. فمثلا هناك9 كليات بجامعة القاهرة و3 في عين شمس و5 في بنها و8 بحلوان كلها فاز مرشحوها بالتزكية- كما أن بعض الكليات لم يتقدم إليها أحد ومنها كلية الزراعة في بنها. الانتخابات التي ستجري بداية من غد الاثنين جاء الإعلان عنها مبكرا بالمقارنة مع السنوات السابقة حيث كان يتم الإعلان عن الترشيح في نوفمبر, أما هذا العام فقد بدأت الترشيحات قبيل إجازة عيد الفطر المبارك مباشرة.. البعض اتهم الجامعات بأنها لم تتح الوقت الكافي للترشيح وأنها وضعت عراقيل أمام المرشحين من بعض الاتجاهات أو التيارات.. غير أن مسئولي الجامعات نفوا ذلك.. فماذا يقول الطرفان؟ في البداية ينفي الدكتور رشاد عبد اللطيف نائب رئيس جامعة حلوان للطلاب أن تكون هناك أي تلاعبات لعزل أي فئة من الطلاب أو منعها من الانضمام للاتحاد بالجامعة أو الكليات مؤكدا أنه تم الإعلان عن هذه الانتخابات في لوحات ونشرات داخل جميع الكليات قبيل العيد وتحديدا يومي الأربعاء والخميس ان الدليل علي ذلك فإن موقع الإخوان( إخوان أون لاين) علي النت أعلنت فيه هذه البيانات بالكامل قبل العيد مما ينفي عدم علم أحد حتي الإخوان أنفسهم بها.. وقال إن الأمور عادية حتي بعد مظاهرة بعض الطلاب الذين تم إقناعهم بأن هناك لوائح ثابتة للجامعات بضرورة النشاط المسبق وعدم توقيع أي جزاءات عليهم, وليست هناك تظلمات حتي الآن. وأضاف أن هناك فوزا بالتزكية في8 كليات فقط بجامعة حلوان وأن الانتخابات ستجري غدا في الكلية لانتخاب48 طالبا من كل كلية, وأن التزكية ليست معناها إعراض الطلاب عن الترشيح ولكنها دليل علي أن الطلاب لديهم وعي كاف في تنظيم أنفسهم واختيار زملائهم قبل التقدم للترشيح, وليس هناك قصور من الجامعة كما أن الطلاب ملتزمون. وحول تقديم موعد الانتخابات قال نائب رئيس جامعة حلوان: إن ذلك جاء بناء علي طلب الطلاب أنفسهم لتبكير ممارستهم للأنشطة لأن الانتخابات في شهر نوفمبر تضيع عليهم فرصة ممارسة النشاط مبكرا لمدة شهرين, وهو وقت كبير بالنسبة للعام الدراسي, خاصة وأن الامتحانات تكون قد اقتربت وربما تصرفهم عن الأنشطة, وأهدافها, البيانات كشفت أيضا عن أن جامعة كفر الشيخ وكما قال نائب رئيس الجامعة الدكتور صلاح حمامة تقدم فيها للترشيح علي مستوي الكليات371 طالبا فقط وهو عدد أدني من العدد المطلوب وهو408 طلاب مما يعني أن التزكية ستكون من نصيب معظم الطلاب في جميع الجامعات ومعظم الكليات وسوف يقوم عمداء الكليات بتعيين طلاب لاستكمال الأعداد القانونية, وحسب اللائحة. كيف يفسر الطلاب هذه الظاهرة؟ وماذا يقولون عن الانتخابات التي ستجري غدا؟ تصف فاتن شوقي طالبة بكلية العلوم بجامعة عين شمس الانتخابات بأنها لم تعد تشغل بال الطالب, ولم نسمع عن يوم فتح الترشيح أو حتي الانتخاب فليست هناك مظاهر تدل عليها, ولا تحرص الفتيات علي حضورها وكذلك الحال بالنسبة لمعظم الطلاب, فلا تعرف مدي جدواها والذين يذهبون إليها تدفعهم المجاملة وعلاقتهم ببعض المرشحين! ويضيف محمود متولي طالب بهندسة القاهرة: إنني فوجئت بأن هناك مرشحين وانتخابات ولا أعرف متي فتحوا باب الترشيح وبهذه السرعة غير المعتادة, إلا أن التجارب السابقة للانتخابات لا تشجع علي خوضها لأن الجامعة تختار الطلاب المحددين عادة, كما أن الوقت ضيق جدا لمعرفة اتجاهات الطلاب المرشحين وما سيقدمونه في برامجهم في الوقت الذي تتكدس علينا الدراسة خاصة فيما بعد شهر رمضان, ونحتاج أن نعوض الوقت في المذاكرة لأن الوقت ضيق وهناك امتحان تيرم ينتظرنا. تفريخ كوادر وناخبين! وحول العملية الانتخابية يؤكد الدكتور محمد كمال القاضي أستاذ الدعاية السياسية والإعلام بجامعة حلوان أن انتخابات اتحادات الطلاب تهدف لتنشيط الممارسة الاجتماعية في المجتمع لأنها تفرخ كوادر وناخبين يدركون أهمية الانتخابات ويشاركون فيها, ولكن للأسف لم تتح فرصة الدعاية الانتخابية هذا العام, فالطالب المرشح ليس لديه أي وقت للدعاية وبالتالي فليس هناك دافع من جانب الطلاب الناخبين للمشاركة الانتخابية, وليست هناك منافسة حقيقية بين الطلاب إذ أنه لا توجد برامج ولا موضوعات كذلك فإنها لا يمكن أن تعبر عن إرادة الطلاب, وهذا ينعكس علي الطالب في الشارع المصري بعد ذلك ليكون مواطنا غير فعال في المجتمع, لذلك يجب أن تعقد الجامعات دورات للطلاب المرشحين بأنواعهم حول العمل الانتخابي والأداء الأمثل لخوض الانتخابات, لأن ما يحدث من تزكية لمعظم المرشحين يعطي تراكمات سلبية في عقلية الناخبين والناجحين معا, فتدعيم الانتخابات تدعيم لمستقبل مصر والأداء الديمقراطي. الوصاية أما الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية بجامعة القناة فيؤكد أن الاتحادات الطلابية يجب أن تخرج من الوصاية من جانب الدولة والجامعة لأنها فرصة لزرع فكر الديمقراطية, فمعظم الطلاب لديهم فكرة سيئة عن انتخابات الجامعات والدليل علي ذلك أن نسبة من يشاركون فيها لا تذكر, بل إن انتخابات العام الماضي وحوادثها جعلت حتي المرشحين السابقين يحجمون علي الترشيح, مما يضطر الجامعات لتعيين طلاب قد يكونون غير مؤهلين لهذا العمل. وطالب بضرورة تهيئة المناخ وزرع الثقة لدي الطلاب المرشحين وإتاحة الفرصة للدعاية وعرض الأنشطة, ودون أي تدخل من الجامعات لإعطاء فرصة لإرساء الديمقراطية والحرية بين المواطنين لأن انتخابات الجامعة هي إحدي آليات التعليم بها, لإرساء نظام متوازن بعد ذلك في السلطة والأداء في جهاز الدولة. ويعتبر الدكتور هاني الحسيني الاستاد بكلية العلوم جامعة القاهرة وعضو لجنة مراقبة الانتخابات الطلابية أن مشكلة الانتخابات هذا العام تتمثل في شقين الأول: هو طلب الكلية من الطلاب أن يقدموا أوراقا تثبت سابقة المشاركة في النشاط المراد التقدم إليه وهذه الأوراق مطلوب الحصول عليها من إدارة رعاية الشباب بالكلية, ومطلوب أن يحصل الطالب عليها في نفس يوم التقدم وهو يوم واحد وفي حدود5 ساعات يقدم فيها الطالب أوراق الترشيح فإذا تأخرت رعاية الشباب في استخراج أوراقه لا يحق له الترشيح, خاصة أن هذه الأوراق مطلوب اعتمادها من رائد النشاط وهو استاذ بالكلية مشغول في المحاضرات أو أسباب تؤخر الطلاب, وذلك إما عمدا أو إهمالا, وفي نفس الوقت يمتنع علي معظم الطلاب التقديم لأن هناك شرط بسابقة ممارسة النشاط والمشاركة فيه من قبل أي أن فئة بعينها متاح لها الترشيح وممارسة النشاط فقط وعلي الطلاب الآخرين أن يشاركوا في التصويت دون النشاط وهذا يخل بواجب ودور الجامعة في إتاحة الفرصة للجميع للممارسة الايجابية الفعالة. موعد مفاجئ! وأضاف أن الشق الثاني هو أن الانتخابات والترشيحات تحددت فجأة وعقب العيد مباشرة وهذا من أهم المعوقات أن أول يوم بعد العيد لا يناسب التقديم والترشيح فمعظم الطلاب من الأقاليم أو مناطق نائية بل إن معظمهم لم يحضروا في أول يوم بعد العيد وهو يوم الثلاثاء الماضي, وبالتالي ضاعت الفرصة علي معظم الطلاب الراغبين في الترشيح الذين كانت لديهم معلومات مسبقة من الكلية, لذلك حدثت فجوة خطيرة في الانتخابات هذا العام ويري د.عبدالجواد أنها متعمدة لأن فرصة الدعاية للطلاب والاختيار ضعيفة فالترشيح يوم الثلاثاء والطعن يوم الخميس والإعلان النهائي عن المرشحين يوم الأحد والادلاء بالأصوات من الاثنين غدا وحتي آخر الأسبوع لانتخابات أمين عام الاتحاد ومساعد, والمشكلة الحقيقية في ذلك هو أن هناك تيارات تريد السيطرة سواء من الاخوان أو الحزب الوطني وهو صراع ممتد من سنين طويلة, لذلك فإن معظم الطلاب ينأون بأنفسهم عن هذه الانتخابات, وينجرف البعض لاختيار تيار معين تحت تأثير الدين وبسبب الجهل به والفراغ الفكري والثقافي والنتيجة حدوث صراعات بين الطلاب وحالات فصل تمنعهم من الحصول علي درجات الحضور والعملي. وأضاف أن الطلبة أصبحوا يتجنبون الترشيح أو المشاركة في الانتخابات بأية صورة خاصة لمن سبق لهم المشاركة في الأنشطة الطلابية بل لا يزيد عدد المشاركين علي15% بأي حال من الأحوال وأشار إلي أن الملاحظ في الفترة السابقة أن الاخوان سيطروا علي الترشيحات لمدة تصل لعشر سنوات وصبغوا كل أنشطتهم بصبغة دينية فتنظيم الرحلات يكون رحلة عمرة أو ندوات دينية فقط مع تجاهل باقي الأنشطة التي تنهض بالمجتمع حتي المعارض تكون دينية, ومنع كل الأنشطة التي لاتتفق ورؤاهم... وفي المقابل فإن مرشحي الكليات يتجهون لإقامة حفلات فنية وغنائية وعدم التركيز علي الجانب الثقافي وتكون الرحلات سياحية وللطلاب الاثرياء والقادرين, وفي نفس الوقت فإن الانشطة بالجامعات مقيدة نتيجة اللوائح المعرقلة للنشاط ووجود رائد للاتحاد من الاساتذة ولا يتم النشاط إلا من خلاله وموافقته, وتمتد المعوقات إلي كل مراحل أي نشاط لدرجة تصيب الطلاب باليأس فلابد من الحصول علي20 موافقة لإصدار مجلة مما يستحيل معها هذا الاصدار لكثرة الآراء والمفاهيم والعراقيل والمحاذير والمفترض أن تفتح كل المجالات للطلاب دون عوائق وهذا لا يعني رفض وجود رقابة لمنع أي تجاوز بعد ذلك لأننا بذلك ندمر الجيل القادم ويجب الا نعوق الاتحاد باشتراط موافقة رائد الاتحاد, ورائد اللجنة وهما أستاذان يعينهما العميد لخلق جيل من المتقدمين حيث تستوعب كل كلية نحو36 طالبا مرشحا عن كل سنة دراسية بمعدلات6 أفراد لكل الانشطة الستة. تقديم موعد الترشيح ويقول الدكتور نبيل عبدالبديع الاستاذ بهندسة القاهرة وعضو اللجنة لمراقبة الانتخاب ان الطلاب فوجئوا بتحديد يوم الترشيح علي غير العادة مبكرا في أكتوبر وليس في نوفمبر كالمعتاد لدرجة أن الاساتذة أيضا فوجئوا بمرور يوم التقديم للترشيح لعدم معرفتهم المسبقة بهذا الموعد, وضيق وقت التقدم الي المنافسة الانتخابية فلا أحد يعرف المرشحين, لذلك فإن المتوقع هو فوز معظم الطلاب بالتزكية ولا تجري انتخابات لهم وفي نفس الوقت فلن يمارس كل الطلاب تقريبا أية انشطة لأن النشاط يقتصر علي من لهم, سابقة الانشطة باستثناء الطلاب الجدد بالسنة الأولي, وهذا يمنع الطالب من الاندماج في مجاله التعليمي ويصبح الطالب غير ايجابي وفي نفس الوقت نرفع شعارا يطالب الجميع بأن يكونوا إيجابيين فكيف يكون ذلك ونحن نضع معوقات للمشاركة مع غياب فرصة الدعاية؟! والنتيجة أن الطلاب يتغيبون عن الانتخابات لأن لوائحها غير عادلة وغير مجدية وتركز علي الشكل دون المضمون, بل هي مليئة بالمعوقات المعطلة لامكانات الطلاب حتي الذين ينجحون في الانتخابات. وطالب الدكتور عبدالبديع بضرورة فتح المجالات والانشطة لكل الطلاب ووضع لوائح للمحاسبة في حالة الخطأ لأن اللوائح الموجودة أساسا تمنع الانشطة أو أي حركة من الطلاب وتقيدهم بصورة غير منطقية ليتخرج جيل من المعاقين في مختلف المجالات, فيجب أن الا نتصور أن تيارا فعليا يستطيع أن يسيطر علي اتحادات الطلاب مادام هناك ارشاد وتوعية مستمرة وطلاب أصحاب فكر, لا ينخدعون بشعارات ليست لها علاقة بالواقع أو الدين, فهناك لوائح منظمة منطقية ومحاسبة في حالات الخطأ دون منع أو اعاقة أي نشاط طلابي.