بدأ الرئيس الامريكي "دونالد ترامب" رحلته الخارجية إلى آسيا، ولكن هل سنرى استراتيجية أكثر وضوحا للسياسة الخارجية الأمريكية في آسيا لاسيما وأنه خلال الأشهر الأولى من رئاسة ترامب تسببت البيانات المتناقضة في خلق حالة من الشك بين القادة الآسيويين حيث انسحبت أمريكا رسميا من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ مثلا. صحيفة "واشنطن بوست" نشرت تحليلا ل"أندرو يو" بشأن رحلة ترامب الآسيوية وفي ظل جدول أعمال يستمر 11 يوما ويتضمن اجتماعات ثنائية ومتعددة الأطراف في اليابان وكوريا الجنوبية والصين وفيتنام والفلبين ستصبح هذه أطول رحلة خارجية لترامب حتى الآن. وهناك 4 أسباب تجعل هذه الرحلة هامة جدا، أولها "توضيح إلى أين سوف تتجه السياسة الخارجية الأمريكية" رحلة ترامب ربما ستلقي مزيد من الضوء على اتجاه المشاركة الأمريكية في قارة آسيا حيث تتصاعد المخاوف هناك من أن تؤدي رؤية ترامب "أمريكا أولا" إلى فك ارتباط الولاياتالمتحدة بدول المنطقة. وبخلاف اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ فإن المخاوف من فك الارتباط الأمريكي لم يتأكد بعد، حيث أن ترامب لم ينحرف كثيرا عن موقف إدارة أوباما التي كانت ترى ما يعرف ب"محور آسيا" وكانت تنتوي بشكل جزئي أن تطمئن حلفاءها بشأن استمرار الوجود الأمريكي في المنطقة، فيما ذكر بيان إخبارى صدر مؤخرا عن البيت الابيض أن رحلات ترامب ستظهر الالتزام المستمر بتحالفات وشراكات الولاياتالمتحدة في المنطقة. ثانيا "فرصة لتعزيز العلاقات الأمريكية مع آسيا" وتأتي رحلة ترامب لآسيا في أعقاب تجديد القيادة المحلية في اليابانوالصين، حيث حقق رئيس الوزراء الياباني المحافظ "شينزو آبي" في أكتوبر الماضي فوزا كبيرا في الانتخابات التشريعية المبكرة ليشغل المنصب لولاية جديدة على رأس ثالث اقتصاد في العالم، كما أعاد الحزب الشيوعي الصيني في الشهر ذاته انتخاب الرئيس "شي جين بينج" لولاية جديدة من خمس سنوات على رأس الحزب، ومن المتوقع أن يعزز ترامب علاقته بالرئيسين وأن يسعى لعلاقات أعمق مع باقي الدول الآسيوية. ثالثا "تشكيل إجماع أقوى ضد التهديدات النووية لكوريا الشمالية" ومن المقرر أن يبحث ترامب عن حلفاء وشركاء لتعزيز الحل الدولي لمواجهة تهديد كوريا الشمالية والتوجه نحو إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي، وكان ترامب اعترف بدعم الصين في تشديد العقوبات على كوريا الشمالية لكنه يعتقد أن بكين يجب أن تفعل المزيد لإقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن سلاحها النووي وخلال الرحلة سيكون لدى ترامب الفرصة لتوجيه هذا الطلب مباشرة للرئيس الصيني. وأخيرا "فرصة لتفاوض جاد حول المصالح التجارية للولايات المتحدة" ومن المقرر أيضا أن يسعى ترامب لعقد اتفاقية تجارة حرة مع اليابان وهو اقتراح كان قد أثير في أول اجتماع له مع "آبي" في فبراير الماضي ومن المتوقع ألا يرفض الاخير الاتفاق الثنائي لكنه سيكون غريبا في ظل آماله للحفاظ على اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ. كما سيدرس قضايا التجارة الدائمة مع الصين وسيدعو الرئيس الصيني لتعديل الحواجز أمام المشاركة الاقتصادية الأمريكية في الصين.