صدر فى مطلع هذا الشهر احدث تقرير للبرنامج الدولى لتقييم الدول الافضل و الاكثر جودة بالناحية التعليمية فى العالم ، و هو برنامج لتقييم الطلبة التابع لمنظمة التعاون والتنمية التى تضم الدول الاكثر تقدما و الغنية فى العالم.. التقرير اكد على حفاظ الدول الاسيوية على تفوقها النوعى على كلا من الولاياتالمتحدة و معظم دول اوربا ، حيث احتلت سبع دول اسيوية قائمة الدول العشرة الأوائل فيما يتعلق بجودة تعلم الرياضيات والقراءة والعلوم . و يعتمد التصنيف الدولى الذى يتم وضعه كل 3 سنوات و يتم جمع بياناته من نحو 65 دولة حول العالم ، على مؤشر الاختبارات الطلابية كأداة من ادوات قياس قدرات و تحصيل الطلاب في مختلف البلدان ، والتى يمكن بها تصنيف جودة التعليم و رقيه .. و قد كشف التقرير ان طلبة مدينة شنغهاي الصينية ياتون فى المقدمة وهم الأفضل في العالم، ووفقا للنتائج فان حجم المعارف والمهارات لدى طلاب شنغهاي يعادل ما لا يقل عن سنة واحدة إضافية من التعليم من أقرانهم في دول مثل الولاياتالمتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة. وفي الرياضيات، احتلت ايضا شنغهاي المرتبة الاولى مع 613 نقطة ، وهو ما يعادل تقريبا ثلاث سنوات دراسية أعلى من المتوسط البالغ نحو 494 نقطة فى الاربعة و ثلاثين دولة الأعضاء بمنظمة التعاون والتنمية ، ويعادل زيادة ست سنوات دراسية أعلى من دولة بيرو التى جاءت في المرتبة الأخيرة برصيد 368 نقطة.. وجاءت سنغافورة بالمرتبة الثانية في الرياضيات برصيد 573 نقطة ، وكانت فنلندا البلد أعلى أداء خارج آسيا، وراء هونج كونج وتايوان وكوريا الجنوبية وماكاو . و اشارت االنتائج انه لم يطرأ تحسن كبير على اداء تدريس الرياضيات في معظم البلدان منذ اطلاق مؤشر البرنامج الدولى قبل أكثر من عقد من الزمان ، فقد اظهر حوالي 60٪ من 64 بلدا من الذين شاركوا في الدراسات السابقة ، نفس المستوى أو ما هو أسوأ ، وما يقرب من ثلث جميع الطلاب حققوا أدنى مستوى لهم فى الاختبارات . و اكثر ما لفت فى نتائج الدراسة هو تراجع الولاياتالمتحدة للمرتبة 36، محققة أداء في الرياضيات أقل من متوسط الاداء فى دول منظمة التعاون والتنمية مع 481 نقطة، بينما كانت المملكة المتحدة أفضل قليلا، لتحتل المرتبة 26. ووفقا لنائب مدير المنظمة للتعليم، أندرياس شلايشر، فان جزء من السبب وراء تفوق الطلبة فى اسيا و خاصة فى شنغهاى ، ان الطلبة لديهم الدافع والثقة لتحقيق إمكاناتهم ، و هو امر ينطبق على كل تسعة من عشرة طلاب صينيين فى مدينة شنغهاى . و اضاف شلايشر ان نفس الامر ينطبق على طلبة اليابان - التي احتلت المرتبة 7 هذا العام - حيث وجد ان أكثر من 80٪ من الطلاب لا يوافقون على تجنب المشاكل الصعبة بل ضرورة مواجهتها ، و 68٪ لم يوافقوا على أنهم يمكن ان ييأسوا بسهولة امام اى مشكلة.