الساعة السابعة من مساء يوم الخميس 26 يوليو 1956 كانت الاسكندرية على موعد مع حدث تاريخي عندما اعلن جمال عبدالناصر تأميم قناة السويس والغاء امتياز الشركة العالمية للقناة، والمتبقي في عمرها 12 سنة وتحويلها الى شركة مساهمة مصرية على ان تدار القناة من قبل مرشدين مصريين وابعاد الاجانب وهذا ما حصل. بداية المعركة ناطق عسكري مصري يعلن قيام قوات اسرائيلية في منطقة الكونتلا جنوب صحراء سيناء وداخل الحدود وعلى بعد 40 ميلا شمال العقبة. واميركا تجلي رعاياها من مصر قبل بدء الهجوم ونزوح 8 الاف اميركي من العالم العربي وعودتهم الى اميركا، ووحدات بحرية مصرية تتحرك الى الشمال في شرق البحر المتوسط وايدن وايزنهاور يتم ابلاغهم بالعدوان، ومجلس الامن يجتمع مساء اليوم للنظر في العدوان وايزنهاور يبلغ الرئيس عبدالناصر بأن اسرائيل تعبئ قوات ضخمة. اليوم الثاني من المعركة والعناوين يعلوها انذار بريطاني - فرنسي بالتدخل العسكري في منطقة القناة اذا لم يتوقف القتال ، ومصر ترفض الانذار وتقاتل ضد كل معتد على اراضيها، والبلاغات العسكرية تشير الى اسقاط 7 طائرات اسرائيلية وابادة قوات العدو في منطقة نخل بعدما هبطت قوات المظلات الاسرائيلية هناك وهو البلاغ الحربي رقم 2 والذي تبعته 6 بلاغات حربية في ذاك اليوم. الموقف الاميركي المؤيد لمصر ظهر في مجلس الامن، حيث قدمت مشروع قرار طالبت فيه الدول الاعضاء في المجلس بالامتناع عن التدخل المسلح في المعركة القائمة بين مصر واسرائيل ودعت اسرائيل الى سحب قواتها الى ما وراء خط الهدنة لكن بريطانيا وفرنسا استخدمتا حق الفيتو لاسقاط المشروع. الصورة العسكرية كانت على الشكل التالي: طائرات استكشافية فوق سماء القاهرة واستدعاء جميع الضباط والجنود، ومصر تطلب اجتماعآ عاجلا لمجلس الامن بعدما استدعى الرئيس جمال عبدالناصر ممثلي بريطانيا وفرنسا وابلغهما رفض الحكومة المصرية للانذار واعتباره اعتداء على حقوق مصر، وغارة مصرية على تل ابيب تستمر ساعة كاملة واعلان التعبئة العامة واستدعاء جنود وضباط الاحتياط، واتخذ القرار في الاجتماع الذي عقده الرئيس جمال عبدالناصر مع الوزراء. الموقف الروسي تجلى بانذار اسرائيل والاعلان انها ستمد مصر بالعتاد الحربي وتعتبر ان الهجوم الاسرائيلي مؤامرة لتدويل القناة. الانذار الفرنسي والبريطاني يطلب من مصر وقف اطلاق النار والا احتلت القوات الفرنسية والبريطانية قناة السويس. أميركا تؤيد وهمرشولد يستقيل بعد ثلاثة ايام من حرب السويس مدينة القاهرة تتعرض للضرب بقنابل الطائرات البريطانية والفرنسية وتشترك مع الطائرات الاسرائيلية في المعارك الجوية على الحدود. انتهى الانذار ونفذت بريطانيا وفرنسا واسرائيل هجوما كاسحا طال 5 مدن هي: القاهرةوالاسكندرية والاسماعيلية والسويسوبور سعيد ومصر تعلن 4 بلاغات حربية. موقفان مؤيدان لمصر في اميركا التي اعلن فيها الرئيس ايزنهاور ان قرار بريطانيا وفرنسا قرار خاطئ، والامين العام للامم المتحدة داغ همرشولد يقدم استقالته احتجاجا على اعتداء بريطانيا وفرنسا على مصر في هذا اليوم اسقطت مصر 10 طائرات اسرائيلية وهاجمت مصفحات العدو واتلفت 56 دبابة وقامت المدمرة المصرية 'ابراهيم' بضرب ميناء حيفا. سنقاتل اليوم الخامس من الحرب المفتوحة والرئيس عبدالناصر يعلن 'سنقاتل' وقرار بقطع جميع العلاقات مع فرنسا وبريطانيا وترحيل السفير البريطاني فورا، واسقاط 18 طائرة للعدو و10 غارات على القاهرة واعلان حالة الطوارئ، واعتقال 500 جندي بريطاني في القناة وتعطيل الملاحة في قناة السويس وبريطانيا تغرق السفينة المصرية 'عكا' في قناة السويس والاستيلاء على شركات البترول الانكليزية، واجتماع ملوك ورؤساء عرب في بيروت، وسوريا تقطع انابيب البترول في اراضيها. واللافت هذا اليوم خطاب عبدالناصر.. وتحديه بانه سيقاتل ولن يستسلم وسيحارب حتى آخر قطرة من دمه، ويعلن توزيع السلاح على المواطنين.. بعد اسبوع تقريبا كانت الحصيلة العسكرية للمعارك بحسب البيانات المصرية اغراق 3 مدمرات بريطانية واصابة 3 مدمرات اخرى واسقاط 87 طائرة. السادس من نوفمبر 1956 توقف اطلاق النار وتقرر سحب القوات البريطانية والفرنسية من الاراضي المصرية فورا، وتقرر سحب القوات الاسرائيلية الى ما وراء خطوط الهدنة، هذا ما صرح به داغ همرشولد امين عام الاممالمتحدة وذلك طبقا لقرارات الاممالمتحدة الصادرة في 2 نوفمبر 1956 وهي: 1 - وقف اطلاق النار فورا. 2 - سحب القوات الاجنبية من الاراضي المصرية. 3 - انسحاب القوات المصرية والاسرائيلية الى ما وراء خطوط الهدنة. 4 - منع الدول الاعضاء في الاممالمتحدة من ارسال العتاد الحربي الى الشرق الاوسط. 5 - عودة الملاحة الى قناة السويس وتأمينها. مصطلح العدوان الثلاثي اخذ يظهر في وسائل الاعلام والبوليس الدولي يأخذ مواقعه، والعالم العربي يهب لمساعدة مصر والوقوف معها، واخذت الصحف المصرية تنشر روايات البطولات في بورسعيد وتنقل صورة عن المجتمع العربي بكل فئاته وتفرغه الكامل لصد العدوان والمشاركة بآثار الحرب. 16 قنبلة تنفجر في آبار البترول في الكويت أوردت صحيفة الشعب يوم 13 ديسمبر 1956 خبرا من الوزن الثقيل عن ما يحدث في الكويت من تطورات لها صلة بحرب السويس، ومصدر الخبر وكالات الانباء التي تشير الى انفجار 16 قنبلة زمنية في حقول البترول حيث اندلعت النيران في احد الآبار كما حطم خط للانابيب واعترفت دوائر وزارة الخارجية البريطانية بالحادث وقال مصدر رسمي 'ان محاولات تخريبية اخرى فشلت وكانت تهدف إلى نسف خط الانابيب الذي يغذي محطة توليد الكهرباء ومعمل التكرير'. واضافت وكالات الانباء، ان الكويت تعتبر المصدر الرئيسي لتموين بريطانيا بالبترول وبلغ الانتاج فيها 45 مليون طن عام 1955. تسلسل الأحداث 4 يونيو - (حزيران) 1956 أعلنت مصر أنها ستسحب امتياز قناة السويس عند نهاية مدته في 1968. 26 يوليو (تموز): أعلن الرئيس ناصر تأميم القناة. 23 أغسطس (آب): اعد مؤتمر دولي في لندن خطة دالاس التي تدعو الى نشأة مجلس ادارة دولي لادارة القناة بالتعاون مع الأممالمتحدة. 9 سبتمبر (أيلول) رفض ناصر مشروع دالاس ودعمته الدول العربية والكتلة الشرقية والدول الآسيوية والافريقية. 30 أكتوبر (تشرين الأول): بريطانيا وفرنسا تحيلان النزاع الى مجلس الأمن والاتحاد السوفيتي يستخدم ال يتو. 29 اكتوبر: اسرائيل تهاجم مصر. 30 أكتوبر: وجهت بريطانيا وفرنسا انذارا بوقف اطلاق النار وسحب القوات من عند القناة ورفضت مصر. 31 اكتوبر: الطائرات البريطانية والفرنسية تقصف القواعد الجوية المصرية. 5 نوفمبر (تشرين الثاني): انزال المظليين البريطانيين والفرنسيين في بورسعيد. 7 نوفمبر: بريطانيا وفرنسا تقبلان وقف اطلاق النار 5 ديسمبر: بدأت بريطانيا وفرنسا سحب قواتهما.