الفنان الكبير فؤاد أحمد .. رحلة عطاء كبيرة للسينما والمسرح فقد خلالها بصره في دروب الفن التي قدم خلالها عشرات من الأعمال التليفزيونية والسينمائية والمسرحية. نشأته ولد فؤاد في مدينة القاهرة عام 1936 وحصل على ليسانس آداب وبكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية وعمل في مسرح الحكيم لعام 1963 .. يعد فؤاد من ألمع الفنانين في تقمصهم للأدوار وقد ظهرت براعته تلك في التناسق العميق المركز بين أقواله وأفعاله وهو ما يطلق عليه دارسو فن الإلقاء المسرحي "مبدأ الانتقاء والتأكيد". نجح الفنان الكبير فؤاد أحمد في تقديم شخصية الشرير بشكل لافت للنظر وخاصة أدواره كرجل عصابات، وبلطجي الليل، ولمع أكثر في التليفزيون وكان آخر أعماله مسلسل "جمهورية زفتى" في عام 1998 الذي أدى دوره وهو كفيف البصر كنوع من الوفاء من أبطال المسلسل. أعماله عانى فؤاد خلال سنواته الأخيرة من فقدان البصر وظل طريح الفرش وسط استياء أسرته من تجاهل الوسط الفني له على الرغم من تاريخه الطويل الذي بدأه مع جيل الرواد من أمثال: فؤاد المهندس، وعبد المنعم مدبولي، وأمين الهنيدي وعبد الله غيث، ويحيي شاهين .. وحقق نجاحات هائلة مع عادل إمام في فيلم "المشبوه" الذي قدم فيه دور حمودة الأعور، وكذلك دور البلطجي في فيلم "خمسة باب" ودور زوج أم شيريهان في فيلم "خلي بالك من عقلك".. إضافة إلى أدوار أخرى مهمة في أفلام "رجل لهذا الزمان" "القطار"، "البؤساء" . وخلال هذه الرحلة قدم فؤاد أدوارا متنوعة في مسرحيات "علشان خاطر عيونك" أمام الفنان الكبير فؤاد المهندس والتي جسد فيها شخصية ناظر المدرسة و "اللص والكلاب" و " الجياع " و"جان دارك" و "ومع خالص تحياتي" وقدم 6 مسلسلات هي "لا اله إلا الله" في الجزأين الأول والرابع، و"البؤساء" و"الدوامة" و "على باب زويلة" و"الكعبة المشرفة". فقد بصره ابتعد فؤاد عن التمثيل 20 عاما بعد أن فقد بصره بسبب ماكياج أجري له بطريقة خاطئة أثناء تأديته لشخصية "هامان" في مسلسل "لا اله إلا الله" حيث وضع الماكيير كمية كبيرة من "القطران" علي رأس فؤاد أدت إلى سد الشعيرات الدموية بالرأس وتوقف وصول الأكسجين إلى المخ بالإضافة إلى استخدام "الدوكو" في دهان وجهه. تجاهل الوسط الفني عانى فؤاد من العزلة والعجز وتجاهل الوسط الفني له فلم يحظ حتى بزيارة زملائه في مهنة التمثيل إلى أن دخل في صراع طويل مع المرض انتهى بوفاته. وطوال سنوات كان فؤاد ينتظر الموت وظل إلى آخر رمق في حياته يطالب بعلاجه حتى يبصر من دون أي استجابة من الحكومة المصرية التي وعدته بالعلاج على نفقتها وإجراء عملية جراحية له في خارج البلاد ليعود ويبصر من جديد ولكن حلمه لم يتحقق حتى وفاته. عرف فؤاد في أوساط الفنانين بالفنان المثقف وكان رحمه الله، حسن المعاشر، دمث الروح ووصفه أحد المقربين منه كان "وجهه لا يعرف إلا الابتسامة" وأنه لم يأخذ حقه من النجومية والشهرة ككثير من المواهب التي أهيل عليها التراب.