تحرير و ترجمة : خالد مجد الدين محمد كشفت عدة تقارير صحفية واعلامية هذا الاسبوع عن محادثات اسرائيلية خليجية سرية تجرى حاليا لترتيب تحالف مناهض لإيران ويمكن من خلاله ترتيب ربط اسرائيل بنظم الرادار و الانذار المبكر في منطقة الخليج . فقد نشرت صحيفة الصنداى تايمز البريطانية تقريرا، أشار الى أن شعور اسرائيل بالقلق من احتمال حدوث تقارب محتمل بين الولاياتالمتحدةوإيران، دفعها للعمل على مناقشة إمكانية تشكيل تحالف مناهض مع خصومها العرب فى منطقة الخليج مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وهو مشروع يمكن أن يكون له تداعيات هائلة في الشرق الأوسط . وأضافت "الصنداى تايمز" أن المحادثات بالفعل جارية، وجزء كبير منها تم ترتيبه خلال العديد من الاجتماعات السرية بين رؤساء المخابرات الإسرائيلية والعربية وغيرهم من كبار المسؤولين والتي عقدت على مدى عدة السنوات الماضية وغالبا ما تمت في العاصمة الأردنية عمان. وحسبما ذكرت القناة الثانية بالتلفزيون الاسرائيلي يوم الاربعاء الماضى ، فان عدد من كبار المسئولين الإسرائيليين قد التقوا في الأسابيع الأخيرة مع شخصيات بارزة فى عدد من دول الخليج والدول العربية الأخرى في محاولة لحشد تحالف قادر على مواجهة الطموحات الايرانية. و ذكر تقرير التليفزيون الاسرائيلى ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو- الذى يعارض بشدة الجهود الحثيثة من قبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتحقيق المصالحة مع الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني- يشرف بنفسه على "الاجتماعات المكثفة" التى تعقد مع الشخصيات العربية و الخليجية ، و كان اخرها زيارة " موظف رفيع المستوى" من دولة عربية و الذى وصل اسرائيل سرا ، لإجراء مزيد من محادثات. وترى صحيفة " تايمز أوف إسرائيل" ان نتنياهو حرص خلال كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك على اعلان أن المخاوف المشتركة حول المشروع النووي الايراني ، أدت بالعديد من الجيران العرب للاعتراف بأن " إسرائيل ليست عدوا لهم ". وقال نتانياهو إن هذا" يتيح لنا الفرصة للتغلب على العداوات التاريخية وبناء علاقات وصداقات جديدة، تحمل آمالا جديدة. " وأعلنت صحيفة " تايمز أوف إسرائيل" ان المملكة العربية السعودية وغيرها من الملكيات الاسلامية السنة تتقاسم بعض من المخاوف الاستراتيجية مع إسرائيل. كما أنها تشعر بالقلق إزاء ايران الشيعية وبرنامجها النووي ونفوذها في منطقة الخليج الغنية بالنفط وفى منطقة الشام، تماما كما تشعر إسرائيل و هو ما يجعل الجانبين يفضلان العمل المباشر معا للحد من التوسع الإيراني.. خاصة و ان نتنياهو الذى هدد مرارا بتنفيذ ضربة عسكرية وقائية من جانب واحد ضد برنامج إيران النووي ، يعتقد الآن أن أوباما لن يستخدام القوة العسكرية ضد ايران لمنعها من الحصول على أسلحة نووية. وأشار تقرير التليفزيون الاسرائيلى الى ان اسرائيل لديها بالفعل علاقات دبلوماسية رسمية مع دولتين عربيتين، شركاء السلام مصر والأردن. وكان التعامل مع عمان يتم سريا في عهد الرئيس الراحل الملك حسين وقبل وقت طويل من توقيع معاهدة السلام مع المملكة الأردنية في عام 1994. وعلى الرغم من أن التقرير لم يحدد الدول العربية التى يسعى نتنياهو للتعامل معها الا أن أقوى المرشحين هي المملكة العربية السعودية، الإمارات، الكويت، قطر، البحرين وسلطنة عمان، التي تشكل مجلس التعاون الخليجي.. حيث أشار التقرير الى ان هناك اتصالا و تعاملات سرية بدرجة أو اخرى تجرى منذ عدة سنوات . وكانت هناك تقارير في مايو الماضى تشير الى ان حكومة نتنياهو تعمل على معاهدة للدفاع المضاد لإيران مع العديد من الدول "المعتدلة" الإقليمية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، الإمارات والأردن وتركيا، الحليف الاستراتيجي لإسرائيل قبل ان تتعرض العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لمأزق مايو 2010 مع هجوم الجيش الاسرائيلى على اسطول مرمرة التركى الذى كان يريد كسر الحصار على غزة . وأكدت صحيفة صنداي تايمز أنه بموجب هذا الترتيب سوف تتمكن اسرائيل من الوصول إلى منطقة الخليج و الاتصال بنظم الرادار و الانذار المبكر في دول مجلس التعاون الخليجي.. و اشارت الصحيفة الى انه من الناحية الفنية و التقنية ، لن يكون تطوير مثل هذا التحالف أمرا صعبا ، حيث ان كلا من اسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي يمتلكان أنظمة تسليح أمريكية واحدة. و هناك أيضا قلق ممالك الخليج و اسرائيل من تضاؤل قوة الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط و تركهم بمفردهم وسط الاضطرابات القائمة في المنطقة ، هو العامل الاساسى الذى يدفع فى اتجاه تقارب الجانبين و يشكل حجر الزاوية فى امكانية تشكيل هذا التحالف الصعب . و لكن تبقى مشكلة أساسية و هى تسويق مثل هذا التحالف للسكان العرب، الذين تعلموا على مدى عقود كراهية الدولة اليهودية، وهى إشكالية كبرى قد تؤدى لتفجر أزمات سياسية .