عاد فريق من خبراء الأممالمتحدة في الأسلحة الكيميائية اليوم الاربعاء الى دمشق لاستكمال التحقيقات حول استخدام اسلحة كيميائية في سوريا فيما يتواصل الخلاف بين روسيا والغرب حول كيفية تفكيك الترسانة الكيميائية لدى الرئيس بشار الاسد. ووصل فريق الخبراء الدوليين الذي يرأسه آكي سيلستروم عند الساعة 11.50 قبل ظهر اليوم الى مقر اقامته في فندق "فورسيزن" وسط دمشق، في زيارته الثانية الى سوريا، وفي نيويورك دعا الرئيس الامركي باراك اوباما الثلاثاء الى تحرك قوي من مجلس الامن الدولي حيال سوريا متحدثا من منبر الجمعية العامة للامم المتحدة التي يهيمن عليها النزاع في سوريا. وسيقوم فريق الخبراء الدوليين بدراسة نحو 14 حالة استخدام محتمل للاسلحة الكيميائية خلال النزاع المستمر منذ 30 شهرا في سوريا.. وخلص الفريق الذي زار سوريا في اب/اغسطس، في تقرير رفعه في 16 ايلول/سبتمبر الى انه تم استخدام اسلحة كيميائية على نطاق واسع في النزاع السوري. واعلنت البعثة انها جمعت "ادلة دامغة ومقنعة" بان غاز السارين ادى الى مقتل مئات الاشخاص في هجوم على الغوطة الشرقية بريف دمشق في 21 اب/اغسطس. واوضح سيلستروم ان التقرير الذي تم تقديمه "كان جزئيا"، واضاف ان "ثمة اتهامات اخرى تم عرضها للامين العام للامم المتحدة وتعود الى شهر اذار/مارس، تطال الطرفين" المتحاربين في النزاع، واشار الى ان "13 او 14 تهمة" تستحق التحقيق بها واوضح سيلستروم ان المحققين لا يسعون الى تحديد هوية الجهة المسؤولة عن هجوم 21 اب/اغسطس الذي اودى بحياة اكثر من 1400 شخص بحسب الولاياتالمتحدة، مشيرا الى ان "هذا الامر ليس من ضمن المهمة المنوطة بنا"،ولفت الى ان الجدول الزمني لتحركات فريق المفتشين سيتم تحديده، معربا عن امله في تقديم تقرير نهائي يتناول كافة التهم "ربما قبل نهاية تشرين الاول/اكتوبر". ودفع الهجوم الذي وقع في 21 اب/اغسطس واتهمت المعارضة وبعض الدول الغربية النظام السوري بالقيام به، بالادارة الامريكية الى التلويح بالقيام بضربة عسكرية "لمعاقبة" النظام السوري. ونفت دمشق استخدام سلاح كيميائي في ريف دمشق ضد شعبها، ووافقت على المبادرة الروسية الداعية الى وضع الترسانة الكيمائية السورية تحت اشراف دولي تمهيدا لتفكيكها. وتوصلت الولاياتالمتحدةوروسيا في جنيف الى اتفاق على خطة متكاملة لنزع السلاح الكيميائي السوري، ما ادى الى تفادي هذه الضربة. وتؤكد روسيا حليفة النظام الرئيسية التي استخدمت والصين حق النقض "الفيتو" في وجه كل المحاولات التي جرت في مجلس الامن لاصدار قرار يدين النظام السوري، انها لن توافق على صدور قرار يجيز تدخلا عسكريا ضد دمشق، في حين ان الغرب يصر على "معاقبة" نظام الاسد ان اخل بالتزاماته المتعلقة بتدمير ترسانته الكيميائية. وقال اوباما في كلمته امام قادة العالم ان الولاياتالمتحدة مستعدة "لاستخدام كل قدراتها بما يشمل القوة العسكرية" في الشرق الاوسط للدفاع عن "مصالح حيوية" مثل ضمان امدادات النفط والقضاء على اسلحة الدمار الشامل. لكنه شدد على ان مصداقية المجموعة الدولية اصبحت على المحك بعد هجوم 21 اب/اغسطس الكيميائي في ريف دمشق مؤكدا انه "لا بد من قرار حازم يصدر عن مجلس الامن للتأكد من ان نظام الاسد يلتزم بتعهداته". والتقى وزير الخارجية الامريكي جون كيري لمدة 90 دقيقة الثلاثاء نظيره الروسي سيرجي لافروف في محاولة للاتفاق على نص مشروع قرار وقال للصحافيين بعد ذلك ان اللقاء كان "بناء جدا". من جهته دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء مجلس الامن الى اعتماد قرار يتضمن "اجراءات ملزمة اي تحت الفصل السابع قد تفتح الطريق امام عمل عسكري محتمل ضد النظام في حال لم يف بتعهداته". وشدد كلا اوباما وهولاند على مسؤولية نظام الاسد في الهجوم الكيميائية في 31 اب/اغسطس الذي اوقع اكثر من 1400 قتيل بحسب الاستخبارات الاميركية.