نقلاً عن الجمهورية 16/4/07 في كل يوم.. تتغير الحياة بمناطق المشروع المختلفة بتوشكي.. الحياة تنمو وتزدهر ليس بزيادة المساحات المنزرعة علي فرعي 1 و 2 من قناة الشيخ زايد وعلي مياه الآبار الجوفية. وإنما أيضاً بمحطة الرفع العملاقة "مبارك" إحدي مراحل التنمية الشاملة في توشكي. المهندسون والعاملون هناك يسطرون بحروف من النور الملحمة الوطنية التي تعكس قدرة الشعب المصري علي مواجهة التحديات. "الجمهورية" ذهبت لترصد الواقع علي أرض توشكي بالكلمة والصورة.. يحتفل الرئيس محمد حسني مبارك خلال زيارته المرتقبة لتوشكي بالعيد العاشر للمشروع العملاق مع العاملين هناك.
الرئيس في زيارة سابقة الي توشكي الحلم هناك يتحول إلي حقيقة.. وعلي كل من يشكك في نجاح مشروع توشكي الذهاب بنفسه ليري الواقع وما يحدث هناك.. هكذا بدأ الدكتور محمود أبوزيد وزير الموارد المائية والري كلامه.. وقال: إن الواقع في توشكي مليء بالإنجازات. فمكونات المشروع الثلاثة الرئيسية من محطة الرفع العملاقة "مبارك" إلي القناة الرئيسية "قناة الشيخ زايد".. إلي الفروع الثلاثة للقناة تؤكد أن ما تحقق كثير. وأن التنمية قادمة.. وأن رؤية الرئيس مبارك عندما أعطي إشارة البدء لم تكن من فراغ. إنما تعكس إيمان الرئيس بقدرة الإنسان المصري علي إنجاز الكثير.. أضاف: إذا نظرنا للاستثمارات التي أنفقتها الدولة حتي الآن والتي لا تزيد علي 6 مليارات دون اللجوء إلي القروض. نشعر بالفخر لأننا بدأنا المشروع وسعر طن الأسمنت 180 جنيهاً وطن حديد التسليح 1200 جنيه ولنا أن ندرك فروق الأسعار إذا قررنا أن نبدأ الآن في تنفيذ المشروع الذي تظهر أهميته لتوفير الأمن الغذائي ومواجهة الزيادة السكانية المستمرة من خلال إنشاء مجتمع عمراني جديد يحمل في ثناياه أمل توطين نحو ثلاثة ملايين نسمة لتخفيف العبء السكاني علي الوادي والدلتا. ومن ثم فهو ضرورة حياتية لمستقبل مصر لما قدمه ويقدمه من فرص عمل وإمكانية التوسع في زراعة المحاصيل الاستراتيجية. وعلي رأسها القمح والذرة الصفراء التي نستوردها من الخارج بحوالي 30 مليون دولار لأنها المكون الرئيسي للأعلاف الضرورية للثروة الحيوانية وهو ما بدأ يتحقق علي أرض الواقع.. كل هذا يساعد علي إدراك حجم الإنجاز.. الوزارة نجحت في توفير المياه لاستصلاح وزراعة 117 ألف فدان بما أنشأته من بنية قوية وأساسية من شبكات الري والطرق. كما بدأ المستثمرون خطوات جادة نحو الاستفادة من تلك المياه. بعض الصعوبات وأشار قائلاً: صحيح كان هناك بعض الصعوبات ولكن تمكنا من مواجهتها والتغلب عليها وأهمها تحرير سعر الصرف الذي ساهم في تأخر استكمال بعض الأعمال الصناعية. ولكن هذا لا ينفي استمرار عمليات الزراعة سواء علي المياه الجوفية أو المياه التي توفرها محطة الرفع إلي دليل فرعي 1 . ..2 وكان قرار الحكومة صائباً عندما ألزمت شركة المملكة بضرورة وضع برامج زمنية لاستصلاح زراعة أراضيها خاصة في ظل تزايد الطلب من المستثمرين في الحصول علي أراضي توشكي.. أيضاً شركة جنوبالوادي "التابعة للقابضة للتجارة" قدمت النموذج المتكامل للتنمية الزراعية.. والبقية تأتي.. فالدلتا الجديدة التي تظهر علي أرض الواقع عند توزيع المياه علي فرعي 1 . 2 من قناة الشيخ زايد تؤكد كفاءة المهندس المصري وقدراته عند مواجهة التحديات وعلي رأسها الظروف المناخية وعدم توافر الخدمات الأساسية للحياة اليومية ولكن الصورة الآن اختلفت تماماً.. فالذكريات كثيرة والأحلام كبيرة ولكنها تتحقق تدريجياً.. يؤكد أبوزيد أنه رغم أن المساحات المنزرعة ليست بالقدر المناسب إلا أننا نجحنا في تصديرها للأسواق الأوروبية لأنها تنضج مبكراً حيث تم تصدير العنب والكانتلوب والبطاطس والفاصوليا الخضراء للعام الرابع علي التوالي. يتحدث المهندس سامي عوف رئيس مصلحة الميكانيكا بصفته المسئول عن أعمال محطة الرفع "مبارك" التي أثارت إعجاب العلماء الأجانب والخبراء الذين زاروا المشروع.. قائلاً: المحطة عبارة عن منشأ خرساني غير منفذ للمياه. ومقاوم للزلازل. ويبلغ ارتفاعها 60 متراً منها 48 متراً مغمورة بالمياه بالكامل.. وتتضمن 24 وحدة طلمبات منها 18 وحدة تعمل باستمرار ووفقاً للمساحات المنزرعة تم إنشاء 3 وحدات احتياطي و3 وحدات أخر للتوسعات المستطيلة بحيث ترفع الوحدة 25 مليون متر مكعب يومياً. وتحصل محطة مبارك علي المياه من بحيرة ناصر. حيث يتم حفر قناة داخل البحيرة بطول 4.5 كم وتعمل المحطة تحت أية ظروف يتعرض لها منسوب المياه داخل البحيرة سواء بالانخفاض أو الارتفاع حتي منسوب 182 متراً وهو حد الخطر لجسم السد العالي. تأمين المحطة . يضيف عوف قائلاً: إن المحطة مزودة بأجهزة الإنذار ضد الحرائق ومقاومتها وغرفة تحكم مركزية مسئولة عن توزيع المياه وفقاً للاحتياجات. وفي الموقت المناسب من خلال تطبيق نظام اسكادا الفرنسي. مشيراً إلي أن موقع المحطة جاء بعد دراسة هيدروجرافية وهيدروليكية مكثفة. وقد تم إنشاء أساسات المحطة علي منسوب 128.6 متر "حوالي 55 متراً من منسوب الأرض الطبيعية". قراءة الواقع المهندس أحمد محمد مرسي المهندس المقيم بالمشروع.. يقول: إن الأعمال الصناعية من قناطر ومآخذ وكباري ضرورية لاستكمال منظومة التنمية وتشجيع المستثمرين إلي الإسراع ببرامجهم الخاصة بالاستصلاح والزراعة. وعليه تم طرح الأعمال بعد سحبها من الشركات المتعثرة ويتم حالياً تنفيذ 7 عمليات ضرورية ومدتها حوالي 9 شهور وتصل تكلفتها الإجمالية حوالي 42 مليون جنيه. أما بالنسبة لأعمال الاستكمال فتصل قيمتها حوالي 60 مليون جنيه بحيث يتم تنفيذ 45 عملاً صناعياً خلال 5 أشهر.. 210 آلاف فدان نهاية العام يضيف أنه مع نهاية الشهر سوف ترتفع المساحات التي وفرنا لها المياه إلي 210 آلاف فدان. وعلي الشركات أن تقوم بتجهيز أراضيها لاستغلال هذه المياه. تكلفة المشروع يؤكد الدكتور حسين العطفي وكيل أول الوزارة أنه خلال هذه الفترة ما بين 10 إلي 15 عاماً تستطيع الدولة أن تسترد ما صرفته علي المشروع وهو ما أكدته الدراسات خاصة في ظل النظام الجديد لتخصيص الأراضي وتطبيق نظام تحمل المستثمرين لتكاليف إنشاء شبكات الري والمحطات داخل المساحات المخصصة لهم وكذلك الأعمال الصناعية التي تحتاجها. كما أن فرص العمل سوف تزداد تدريجياً مع زيادة المساحات المنزرعة والتي وصلت حتي الآن حوالي 33 ألف فدان. وكذلك الصناعات القائمة علي عمليات الاستصلاح والزراعة وهذه الفرص مباشرة وغير مباشرة. وهو ما يسهم في الحد من البطالة وإنشاء مجتمع عمراني يتوسع تدريجياً بخدماته وطموحاته. وقد بلغ حجم الإنجاز حوال 88.5%. الإنجازات حقيقية يضيف العطفي أن نسبة الإنجاز تتضمن أيضاً الكباري الرئيسية الأربعة التي تم إنشاؤها علي قناة الشيخ زايد. وأيضاً الكباري علي دليل فرعي 1 . 2 وأيضاً علي الفرع الأول والثاني بالإضافة إلي 3 قناطر رئيسية و10 قناطر لتوزيع المياه وتصل أطوال الجسور نحو 270 كيلومترا. 100 مليون دولار منحة ويشير الدكتور رءوف درويش المسئول عن تنفيذ منحة الشيخ زايد آل نهيان والبالغة 100 مليون دولار. إلي أن الأعمال التي تم تنفيذها علي الفرع الثالث تمت بعد إجراء الدراسات العلمية. حيث تم تحديد مساره وبدء أعمال الحفر والتبطين للفرع بطول 22 كيلومتراً كما تم إنشاء 3 محطات لنقل المياه إلي مساحة 100 ألف فدان المقرر استصلاحها وزراعتها علي هذا الفرع. مزرعة نموذجية ويستكمل المهندس عبدالحميد الصادق المسئول عن محطات الفرع الثالث الكلام مؤكداً أنه تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنشاء مزرعة نموذجية علي مساحة ألف فدان.. علاوة علي إقامة مزرعة للثروة الحيوانية ومصنع للتصنيع الزراعي. وأيضاً مصنع تعبئة وتبريد وفرز. مشيراً إلي أنه سيتم إصدار دليل متكامل الخدمات أمام المستثمرين. السحارة ضرورية ولكن ماذا عن السحارة؟.. يجيب المهندس أحمد مرسي قائلاً: إنها تتكون من 27 بلوكاً خرسانياً وهي عبارة عن أنفاق لنقل المياه أسفل قناة المفيض. وسوف ينتهي في أغسطس القادم الجزء المعتدل منها قبل بدء موسم فيضان النيل وفور الانتهاء من السحارة بالكامل أوائل عام 2008 تصبح هناك 100 ألف فدان جاهزة للزراعة. حيث يتم توفير المياه لها من قناة الشيخ زايد. التغذية بالكهرباء ويؤكد الدكتور حسين العطفي رئيس القطاع المشرف علي مكتب الوزير أن أعمال التغذية الكهربائية للمشروع تمت بالكامل وقد قامت بتنفيذها وزارة الكهرباء بإنشاء محطة محولات بقدرة 300 ميجاوات/ ساعة وخطوط نقل وتوزيع بطول 280 كيلومتراً. يضيف الدكتور العطفي: أيضاً المياه الجوفية لها نصيب في مشروع توشكي. حيث تم إنشاء 188 بئراً إنتاجية لتوفير مياه الشرب لمعسكرات العاملين بمناطق المشروع كما تم تزويدها بشبكات الري المتطور لزراعة المحاصيل والخضراوات والأشجار وقد انتهت الوزارة من إعداد 15 بئراً لتوزيعها علي شباب العاملين بالمشروع بالإضافة إلي استغلال بقية الآبار في الزراعات التجريبية والتي قامت بها الشركات أو المراكز البحثية التابعة لوزارتي الري والزراعة وقد بلغت الأراضي المنزرعة علي المياه الجوفية حتي الآن أكثر من ثلاثة آلاف فدان. مجمع البحوث المائية لابد أن يكون العمل في توشكي متكامل الجوانب وأن تكون الأفكار قابلة للتنفيذ علي أرض الواقع.. هكذا بدأت الدكتورة شادن عبدالجواد.. رئيس المركز القومي للبحوث المائية الحديث قائلة: إن المركز أنشأ مجمعاً للبحوث المائية شمال مدينة أبوسمبل علي مساحة 135 فداناً وذلك بهدف دراسة واقتراح الخطوط العريضة لسياسة إدارة مصادر المياه علي المدي الطويل بجنوبالوادي وأيضاً وضع الحلول الفنية للمشكلات التي تظهر أثناء تطبيق نظم الري المستخدمة.. كما تم إنشاء محطة تجارب أبحاث زراعة باستخدام ستة نظم للري المتطور للتعرف علي طبيعة النظام الملائم ونوعية التراكيب المحصولية والحاصلات الزراعية الاستراتيجية. يضيف الدكتور عمر حامد مدير المجمع قائلاً: بدأنا منذ عام 2000 نجرب نظم الري الستة تحت الاختبار. حيث زرعنا كافة المحاصيل بما فيها النباتات الزيتية والطبية والعطرية وأيضاً المحاصيل البستانية مع الأخد في الاعتبار حساب كميات المياه المستهلكة لكل تركيب محصولي تحت نظام الري المناسب بهدف زيادة إنتاجية الفدان وترشيد استخدام المياه. والمحافظة علي الأراضي من التدهور مع مراعاة الظروف المناخية وذلك من خلال محطة الأرصاد المناخية بالمجمع.