أكدت اخر الأرقام والاحصائيات التي أصدرتها منظمة السياحة العالمية منذ أيام أن حركة السياحة والسفر العالمية في كل دول العالم تقريبا في تزايد مستمر.. وأن عام2007 يقترب من أن يكون هو العام الرابع علي التوالي الذي يتحقق فيه نمو سياحي بنسبة5%, وهي نسبة أعلي من النسبة المتوقعة من قبل وهي(4,1% فقط), كما يتوقع أن يستمر هذا النمو بصورة متزايدة وكبيرة, فبعد أن تم تسجيل انتقال846 مليون سائح من وإلي بلدان مختلفة في عام2006, أشارت تقديرات منظمة السياحة العالميةإلي أن الرقم سيصل إلي أكثر من1,6 مليار دولار في عام2020. وقد صدرت هذه الأرقام علي هامش مؤتمر السياحة الدولي الذي عقد مؤخرا في مدينة قرطبة الاسبانية الأسبوع قبل الماضي تحت عنوان المؤتمر الدولي للسياحة والأديان وحوار الثقافات لتؤكد أن صناعة السياحة بإمكانها أن تكون أداة فعالة لتحقيق السلام الدولي والتفاهم بين شعوب العالم. وقال المشاركون في المؤتمر ان السياحة حاليا تنمو بشكل مستمر وبصورة كبيرة وملحوظة تثير الاعجاب, وهو ما يجعل هناك حاجة ماسة إلي ضرورة مراجعة أبعادها الاجتماعية والثقافية والأخلاقية,وذلك حتي يمكن الاستفادة منها أي من السياحة في الحصول علي اسهامات محتملة منها في تحقيق التحالف والتآلف بين حضارات العالم المختلفة. وقد ناقش المؤتمر وبشكل مكثف, الأبعاد المختلفة للعلاقة بين السياحة من جانب وكل من حوار الأديان والثقافات من جانب آخر, وتمت دراسة عدد من الأمثلة علي السياحة الدينية, بما في ذلك الزيارات الدينية التي يتحرك من أجلها السائحون داخل البلد الواحد, وزيارات المناطق المقدسة المختلفة, وناقش المشاركون بهذه المناسبة أيضا التحديات التي تواجهها السياحة الدينية في المناطق المختلفة. وفي ضوء هذه المناقشات, كان من بين النتائج والتوصيات التي خرج بها المشاركون في هذا المؤتمر: أن السياحة, وبسبب النمو الكبير المتوقع فيها كصناعة مربحة ومهمة, تعد وسيلة حقيقية ومناسبة لتحقيق التنمية الاقتصادية والمشاركة في عملية التحالف بين الحضارات. أن السياحة الدينية والثقافية في ارتفاع كبير حاليا في مختلف أنحاء العالم, وهو ما ينعكس في صورة ازدياد كبير في عدد السائحين المسافرين إلي مناطق ذات طبيعة دينية. أن هذا يعني بالضرورة بذل مزيد من الجهد للحفاظ علي المواقع الدينية والثقافية لتكون مقاصد ياحية جاذبة لمزيد من السائحين, كما أنها تحتاج إلي مزيد من الدعاية عنها من أجل اجتذاب كثير من السائحين لها والتعرف علي حضارات ومعتقدات الشعوب المختلفة. جدير بالذكر أن المؤتمر الدولي للسياحة والأديان وحوار الثقافات نظمته منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة, وحظي برعاية ودعم من الحكومة الاسبانية, وهو المؤتمر الأول من نوعه الذي يعقد تحت هذا العنوان, وقد شارك فيه أكثر من ثلاثمائة شخص يمثلون أكثر من80 من الدول والمنظمات, بما في ذلك أصحاب شركات وشخصيات أكاديمية ثقافية ودينية بارزة من مختلف أنحاء العالم. وقالت هالة الخطيب المستشار الاعلامي والمتحدث الرسمي باسم وزارة السياحة والتي مثلت الوزارة في هذا المؤتمر.. لقد اتفق المشاركون علي مبدأ أن السياحة تتقاسم مع الأديان والحضارات في مفاهيم مشتركة مثل التسامح واحترام التنوع الثقافي واحترام الطبيعة واكتشاف نفسيات الأفراد وسلوكياتهم والتعارف علي الآخرين, واعتبروا أن السياحة تعد الآن في موقع مثالي يسمح لها بالتصدي للكثير من التحديات العالمية التي تواجهها المجتمعات المختلفة علي صعيد التفاهم والتقارب المشترك بين الحضارات والثقافات. وكان بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة من أبرز المتحدثين في هذا المؤتمر حيث قال في كلمته: إنني أؤيد بشدة العمل الذي تقوم به منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة, باعتبارها أحدث المنظمات المتخصصة التابعة للمنظمة الدولية, لتدعيم السلام والتفاهم المشترك عبر التنمية المسئولة والدائمة لصناعة السياحة في العالم. وألقي الكلمة الافتتاحية للمؤتمر جورج سامبايو الممثل الأعلي للأمم المتحدة لشئون تحالف الحضارات أكد فيها أن الاجتماع ينعقد في توقيت مهم للغاية بالنسبة للعالم, حيث نواجه فيه حالة واسعة من عدم التسامح واللجوء الي الأعمال العدائية وحالة من عدم الاستقرار العالمي, وهو ما يعطي أهمية قصوي لهذا المؤتمر. وأشار الي أن الإدارة الجيدة لصناعة السياحة ومكوناتها ستساعد كثيرا في تعزيز دورها كوسيلة قوية من وسائل تدعيم الحوار والتفاهم المشترك في مختلف أنحاء العالم من أجل تحقيق المصالحة والسلام. أما فرانشيسكو فرانجيالي الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية فوصف السياحة بأنها أصبحت الان أكبر من مجرد مسألة اقتصادية, حيث تتقاطع مكوناتها مع مجالات أخري دينية وبيئية واجتماعية وأخلاقية وثقافية, وأضاف أن السياحة والأديان يستخدمان نفس القاعدة من المناطق المقدسة أو ذات الطبيعة الدينية والثقافية الخاصة, وهو مايجعل العلاقة بينهما علاقة مستمرة.