كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أن كبار المسؤولين الأميركيين الذين يواجهون انشقاق جمهوريين نافذين بدأوا يبحثون في ما إذا كان على الرئيس الأميركي جورج بوش الإعلان قريباً عن نيته البدء بانسحاب تدريجي للقوات الأميركية من المدن العراقية لتجنب انهيار دعم الجمهوريين لسياسته.. فيما كشفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ان وزير الدفاع روبرت غيتس ألغى زيارة أمس إلى أميركا اللاتينية للمساعدة في إعداد تقرير للكونغرس عن الحرب المرتقب تقديمه الأحد المقبل. وأشارت الصحيفة أن الجدل يحتدم داخل البيت الأبيض حول ما إذا كان يتعين أن يحول الرئيس الأميركي دون المزيد من انشقاق الجمهوريين بالإعلان عن عزمه سحب القوات تدريجياً من المناطق التي يرتفع فيها عدد القتلى والجرحى في العراق. وقالت الإدارة نقلاً عن مسؤولين ومستشارين إن مسؤولي البيت الأبيض يخشون أن تكون الدعامات الأخيرة للدعم السياسي بين جمهوريي مجلس الشيوخ قد تؤدي إلى فقدان بوش جل حلفائه. وقالت انه نتيجة لذلك قال بعض المساعدين لبوش انه إذا أراد وقف حصول انشقاقات أخرى من الأفضل الإعلان عن خطط لتحديد مهمة أضيق للقوات الأميركية تسمح بانسحاب على مراحل. ونقلت عن مسؤول كبير قوله عندما نعد الأصوات التي خسرناها والأصوات التي يرجح أن نخسرها في الأسابيع القليلة المقبلة تبدو الصورة قاتمة. وأضافت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس أن مسؤولين في البيت الأبيض يخشون من انهيار الأعمدة السياسية بين صفوف الجمهوريين الداعمين لاستراتيجية الرئيس الأميركي جورج بوش. وأوضحت أن مسؤولى البيت الأبيض يقولون إن «النقاش في داخل الإدارة يزداد اتساعاً حول ما إذا كان الرئيس جورج بوش سيحاول تفادي ارتدادات أكثر من خلال الإعلان عن نيته البدء بانسحاب تدريجي من أحياء بغداد والمدن الأخرى». مع تأكيدها أن الرئيس الأميركي جورج بوش ومساعديه كانوا يعتقدون أن بإمكانهم تأجيل نقاشاتهم حتى ما بعد 15 سبتمبر، عندما سيقدم القائد الأعلى للقوات الأميركية في العراق ديفيد بتريوس والسفير الأميركي ببغداد رايان كروكر، تقريراً يقيم فاعلية زيادة القوات التي أمر بها بوش في يناير الماضي، لكن غالبية الشيوخ الجمهوريين أعلنوا مؤخراً عن توقفهم عن دعم استراتيجية بوش. وأنه نتيجة لذلك، فإن بعض مساعدي بوش اخبروه انه إذا أراد تفادي تزايد الارتدادات من بين صفوف داعميه، فمن الحكمة الإعلان عن خطط تحدد مهام القوات الأميركية بدقة أكبر الأمر الذي سيسمح بإجراء انسحاب.ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين قوله إن «15 من سبتمبر يبدو الآن كنقطة نهاية للمناقشات، وليست بداية، فالكثير من الناس استنتجوا ان الرئيس سيلتفت إلى المطالب». وفي مؤشر إلى شعور بالقلق المتزايد في الإدارة الأميركية، ألغى وزير الدفاع روبرت غيتس جولة له في أميركا اللاتينية أمس للمشاركة في الاجتماعات حول العراق. وفي هذا الإطار ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» نقلاً عن بيان للبنتاغون أن غيتس اجل جولة له في بلدان أميركا الجنوبية، بداعي مشاركته في التحضير لتقرير ظرفي عن الوضع في العراق سيقدمه البيت الأبيض إلى الكونغرس في 15 يوليو الجاري. وقالت: «جاء هذا التحرك وسط ضغط متواصل على إدارة بوش من اجل سحب القوات الأميركية من العراق»، مشيرة إلى أن المناخ السياسي في واشنطن قد ساء بنحو ملحوظ في الأيام الأخيرة الماضية بخاصة عندما غيرت مجموعة من الجمهوريين مواقفها بخصوص التعامل مع العراق وهم الآن ينحون باتجاه تبني رأي سحب القوات». وقالت الصحيفة «منح الكونغرس إدارة بوش موعدين نهائيين لوضع تقرير يقيم الوضع في العراق ويتأكد من مستوى التقدم فيه الأول هو يوم الأحد المقبل، والثاني بعد شهري، وقال البنتاغون في بيان إن مشاركة غيتس أمر مطلوب في الترتيبات السياسية». وفي الآونة الأخيرة أعلن أربعة أعضاء جمهوريين بمجلس الشيوخ انه لا يمكنهم مواصلة دعم الاستراتيجية. وقال احد مسؤولي الإدارة ان «15 سبتمبر يبدو كنقطة نهاية للنقاش وليس بداية له، مضيفاً «خلص الكثير من الناس إلى انه يتعين على الرئيس أن يخرج من هذا القطار». ويقول مسؤولون إن غيتس يضغط بهدوء من اجل تقليص عدد الألوية التي تقوم بدوريات في أكثر المناطق عنفاً ببغداد والمناطق المحيطة بها إلى النصف بحلول أوائل العام المقبل. وستضطلع الوحدات القتالية الباقية بمهمة أضيق نطاقاً تتمثل في تدريب الوحدات العراقية وحماية حدود العراق وتولي أمر تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين.