ما زال رئيس جنوب افريقيا السابق نلسون مانديلا 94 عاما الذي يعالج من التهاب رئوي خطيرعلى حاله في يومه الخامس في المستشفى، بدون اي مؤشرات الى تحسن حالته الصحية واعلن الناطق باسم الرئاسة ماك مهاراج لوكالة فرانس برس الاربعاء " لم اتلق اخبارا بعد ويبقى بيان الامس صالحا " وحسب المعلومات النادرة التي صدرت عن السلطات منذ ادخال بطل النضال ضد الفصل العنصري الى المستشفى بما في ذلك بيان الثلاثاء الذي تحدث عنه مهاراج فان وضع مانيدلا "مستقر" لكنه "خطير". وعلى الرغم من اختلاف العبارات التي استخدمت في وصف حالته الصحية لا انها لا تختلف كثيرا في مضمونها: من " لا تغيير" الى " استقر وضعه " على حد قول الرئيس جاكوب زوما. وكانت رئاسة جنوب افريقيا حريصة في المرات الاخيرة التي ادخل فيها مانديلا الى المستشفى على التوضيح بسرعة بانه يستجيب بشكل جيد للعلاج. لذلك تميل الاجواء الى التشاؤم في جنوب افريقيا. وحتى الاسقف الانجليكاني ديسموند توتو الذي منح جائزة نوبل للسلام مثل مانديلا تقديرا لنضاله ضد نظام الفصل العنصري، يصلي الآن من اجل "راحة" صديقه لا من اجل شفائه. وحده الرئيس زوما الذي غادر العاصمة لالقاء خطاب حول الميزانية امام البرلمان في مدينة الكاب سعى الى طمأنة الناس في مقابلة اجراها معه التلفزيون مساء الثلاثاء. وقال في النسخة النهائية للمقابلة التي حصلت وكالة فرانس برس على نصها " انني واثق بما انني اعرفه بانه مناضل جيد وسيصبح قريبا جدا بيننا ". وما يثير الاستغراب ان الصحف لم تنشر هذه الفقرة من المقابلة. واضاف " انني واثق من انهم يعرفون ماذا يفعلون ويقومون بعمل جيد جدا " في اشارة الى الفريق الطبي الذي يعالج مانديلا. وتابع بارتياح " انه وضع خطير جدا لكنه استقر". وذكر صحافي من وكالة فرانس برس موجود في المكان ان الهدوء ساد محيط مستشفى ميديكلينيك هارت هوسبيتال في بريتوريا حيث ادخل الرئيس السابق. وقد زاره عدد من اقربائه الثلاثاء. كما زارته زوجته السابقة ويني التي كانت من ابطال النضال ضد الفصل العنصري وبناتها الثلاث اللواتي ما زلن على قيد الحياة بمن فيهن زيناني سفيرة جنوب افريقيا في الارجنتين التي عادة بسبب وضعه من بوينس آيرس. وذكرت وسائل الاعلام في جنوب افريقيا ان زوجته الحالية منذ 1998 جراسا ماشيل تلازمه منذ السبت. وقالت صحيفة ذي نيو ايج القريبة من السلطة اليوم الاربعاء ان العائلة ستتحدث بشأنه قريبا. وتقوم الشرطة بحراسة مداخل المستشفى التي يتمركز في محيطها صحافيون جاؤوا من جميع انحاء العالم. وطلبت جمعية الصحافة الاجنبية في جنوب افريقيا من السلطات ان تقيم مراحيض متنقلة وتؤمن لهم المياه. وهذه المرة الرابعة التي يدخل فيها مانديلا، الرمز العالمي للسلام والتسامح، المستشفى خلال سبعة اشهر. ففي كانون الاول/ديسمبر امضى 18 يوما في المستشفى وهي اطول مدة يقضيها في العلاج منذ خروجه من السجن في 1990. وفي اذار/مارس ادخل الى المستشفى لاجراء فحوص استمرت يوما واحدا ليعود الى المستشفى في ذلك الشهر لمدة عشرة ايام بعد اصابته بالتهاب الرئة. وعلى الرغم من انسحابه من الحياة العامة منذ سنوات ما زال مانديلا من الشخصيات المحببة في جنوب افريقيا بعد نجاحه في تفادي اندلاع اعمال عنف عرقية خلال عملية نقل السلطة بين نظام الفصل والنظام الديموقراطي في العام 1994. وهذا الانتقال الناجح للسلطة كان السبب وراء منح جائزة نوبل للسلام الى مانديلا الذي تقاسمها مع اخر رئيس في عهد الفصل العنصري فريديريك دو كليرك. وبعد قضائه ولاية واحدة في الرئاسة ركز مانديلا جهوده على مكافحة مرض الايدز وحل النزاعات قبل ان ينسحب من الحياة العامة قبل عشر سنوات عند عمر 85 عاما.