من قلب الإنكسار يمكن أن تولد البطولة ومن حافة الهزيمة يمكن أن يكون النصر ومن رحم نكسة يونيو كان نصر أكتوبر .. كانت يونيو 67 ضربة قاسية مريرة لكنها فى المقابل كانت درساً من دروس التاريخ النادرة..كانت ضربة نالت من قوانا العسكرية لكنها لم تنل أبداً من إرادتنا وعزيمتنا وكانت مقدمة لنصرِ عظيم وتلك هى عبرة التاريخ . إنه شريط ذكريات مؤلمة لا نستعيد صوره استعذاباً لجلد الذات، وإنما اعتباراً لقدرة هذا البلد علي مواجهة الملمات. وتجاوز المحن واستخلاص العبر. في الذكرى ال46 لنكسة 1967 والتي احتلت فيها إسرائيل سيناء والضفة الغربية والقدس والجولان السوري، العرب يعيشون ذكرى النكسة، والاحتلال الصهيوني يحتفل بالنصر. وبدورنا نستخلص الدروس والتى يمكن ان تكون لبنة نقف عليها لننظر للمستقبل . وربما واقع الحال الذى نعيشه هذه الايام يستدعى ان نتأمل ملفاتنا القديمة حتى لانكرر الاخطاء حيث تأتى الذكرى هذا العام وسط أحوال ليست هينة فمصر تعيش في أجواء محنة جديدة تتصل بشريان المياه العذب الوحيد الذي يغذيها، والفلسطينيون يواصلون تنديداتهم بما آلت إليه أراضيهم، ونعيهم لبلادهم، فيما انهارت قيم الدولة في سوريا وبرز النظام الحاكم كقوة حاكمة تطحن آلته كل من يقف في وجهها سعيا نحو عيش أفضل ، كما تتواصل الجرائم التي ترتكب بحق الشعب العربي في العراق .