تحرير و ترجمة : خالد مجد الدين محمد على الرغم من تأكيد الرئيس الأمريكى أوباما انه يحتفظ "بكافة الخيارات" لاتخاذ خطوات إضافية ازاء الازمة السورية ، الا انه على حد سواء، الخبراء الدبلوماسيون والعسكريون ، يرون ان التدخل الأجنبي في سوريا يبدو بعيد المنال، مع سلسلة من النجاحات العسكرية للقوات الحكومية التى غذت الاعتقاد بأن الرئيس السورى بشار الأسد لديه الآن اليد العليا في الحرب ألاهلية الدامية التى تدور فى بلاده. السناتور الجمهوري جون ماكين، قال بصراحة: "في الوقت الراهن، بشار الأسد هو الفاز" .. فخلال الأشهر القليلة الماضية، استعاد الجيش السوري مناطق استراتيجية في جميع أنحاء البلاد، وأعاد فتح خطوط الإمداد في الشمال والجنوب في حين يكثف هجومه في غرب مدينة حمص، المنفذ الحيوى بين دمشق والساحل... كما عززت قوات الأسد أيضا معاقلها في دمشق وأماكن أخرى ضد هجمات المتمردين التى تشن هجوما كبيرا على العاصمة دمشق والعاصمة التجارية حلب هذا الصيف." وخلال زيارته الى واشنطن هذا الاسبوع، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن فكرة المتمردين بحل النزاع بالقوة " غير واعدة" ، وجدد كاميرون الدعوات لإيجاد حل دبلوماسي في سوريا. ويقول شاشانك جوشي من المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن ، انه على الرغم من الادعاءات باستخدام الأسد للأسلحة الكيميائية، فان أمريكا وحلفاءها لا يتحركون ، وان هذا هو أفضل شهر شهده الأسد منذ فترة طويلة ، ولقد تم الاستهانة بقدرته على المقاومة ، حيث اظهر فى الفترة الأخيرة قدرته على البقاء في السلطة . المحللون الذين يتتبعون النزاع يقولون إنه قلص أهدافه من استعادة السيطرة الكاملة على سوريا الى الحفاظ ببساطة على التوازن القائم الآن ، فقوات الأسد انتقلت "من استراتيجية مكافحة التمرد الى استراتيجية مواجهه الحرب ألاهلية". ويقول جوزيف هوليداي، وهو زميل في معهد دراسة الحرب في واشنطن، وضابط استخبارات الجيش السابق ، إن التحول يعني أن الأسد قد تخلى عن محاولته لسحق التمرد، والتركيز بدلا من ذلك على حيوية الحرب على عدة جبهات وهو السبب في تحقيق مكاسب تكتيكية مؤخرا. و يضيف هوليداي ان "النظام قرر فقط التوقف عن خوض الحرب فى جميع أنحاء البلاد ، وتركيز الموارد على المجالات التي تشكل أهمية إستراتيجية" . لقد فقدت المعارضة السيطرة على بعض المناطق مثل حلب ومحافظة إدلب شمال غرب البلاد، على الحدود مع تركيا، وكانت هذه المناطق تمثل طريق امدادات حاسم بالنسبة للمتمردين فى سوريا و ذلك بعد ان وعى الجيش النظامى انه "لا يمكن الفوز بكل المعارك فى سوريا"، لذا سعى الجيش النظامى للعمل على استعادة المناطق الحيوية و من بينها الممر الحيوي بين دمشق إلى حمص إلى الساحل للحفاظ على سلسلة التوريد التى تمتد بين العاصمة وحزب الله فى جنوب لبنان، وللحفاظ على الموانئ والمطارات الإقليمية للحصول على إلامداد من روسياوإيران . كذلك فان الحليفين الرئيسيين للاسد وهما ايران وجماعة حزب الله اللبنانية، يساعدانه بامدادات كافية، فبعد ان كانا يزودانه بالمدربين العسكريين و الاسلحة اصبحا يرسلان له المقاتلين إلى المناطق الحرجة مثل حمص، كما عزز الأسد أيضا صفوفه بالجماعات شبه العسكرية. اما المتمردون، من ناحية أخرى، لا تزال تعوقهم الانقسامات الداخلية وضعف الدعم المتاح لهم من جهات مانحة خاصة وحلفاء مثل المملكة العربية السعودية وقطر .. وكما يقول هوليداي " ان دعم الحلفاء للمعارضة السورية غير متسق أو واضح مثل ما يحصل عليه النظام السورى من إيران على أساس يومي .. لذا فإن الواقع هو أن النظام ومليشياته سيكونان أكبر و اكثر تنظيما و دعما من المعارضة لفترة طويلة جدا" . و يحذر بعض المحللين من ان الحرب القائمة فى سوريا قد تتخذ منحى اكثر طائفية ،بعد تقارير عن عمليات قتل جماعي من قبل قوات الأسد في وقت سابق من هذا الشهر في محافظة طرطوس الساحلية. وكان الضحايا من الأغلبية السنية في البلاد؛ و بينما ينحدر الاسد من الطائفة العلوية، نجد ان الإسلام الشيعي الذى يشكل 12 في المئة من سكان سوريا يشكل العمود الفقري لدعمه.. وإيران وحزب الله الشيعيين، على حد سواء يرون الأسد باعتباره حصنا ضد النفوذ السني. وادارة أوباما تقول أن الحل السياسي هو أفضل وسيلة لإنهاء الصراع وكل من أمريكا وروسيا( التى تؤيد الاسد )، يضعان ثقلهم وراء مؤتمر السلام الذي سيعقد في جنيف الشهر المقبل.. و لكن فيما تطالب المعارضة السورية بأن يكون تنحي الأسد جزء من أي حل عن طريق التفاوض.. يرى د. عمرو العظم، وهو أستاذ في جامعة شاوني بولاية أوهايو وهو مستشار سابق للحكومة السورية، ان الأسد يبدو عازما على المضي قدما بل قد يتطلع الى الانتخابات الرئاسية المقررة في العام المقبل ، و موقفه في المفاوضات لن يتغير لأن النظام نفسه لم يتغير، وما تغير هو نظرته للنصر، فقبل ستة اشهر كانت فكرته عن النصر هو سحق المعارضة.والآن النصر قد يكون احتمال بقاء بشار الأسد حتى عام 2014 .